احتفلت السلطنة أمس ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية بفندق مسقط انتركونتيننتال باليوم الحرفي العُماني العاشر والذي يصادف الثالث من مارس من كل عام تحت رعاية معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميّل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وذلك تخليدا للمرسوم السلطاني السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه - رقم (24/2003م ) والقاضي بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية .
وقد بدأت فعاليات الاحتفال باليوم الحرفي العاشر بعزف السلام السلطاني ثمّ تلاوة آيات من القران الكريم كما تضمن الاحتفال كلمة للهيئة القاها الشيخ عبدالوهاب بن ناصر المنذري مدير عام رعاية الصناعات الحرفية بالهيئة قال فيها: في هذا اليوم السعيد أكملت الهيئة عقدها الأول منذ إنشائها والذي شهد العديد من الإنجازات من أبرزها على سبيل الذكر وليس الحصر توثيق الصناعات الحرفية وكان ذلك من خلال مشروعين أولهما الحصر والتوثيق وثانيهما التصنيف والتوصيف بهدف الوصول إلى مناهج حرفية متخصصة تدرس بمراكز التدريب والإنتاج والتي بلغت حتى الآن أكثر من عشرين مركزاً تدريبياً وإنتاجياً والتي تسعى الهيئة من خلالها إلى تطوير قدرات الحرفي العُماني وتحسين جودة المنتـج بما يتلاءم والتطلعـات المستقبلية، وقد ساهمت البيوت الحرفية في نشر المنتج الحرفي وتسويقه داخل السلطنة كما أسهمت الرعاية الواسعة التي تقدمها الهيئة للحرفيين للوصول بهم إلى مستوى مرضٍ وفيما يتعلق بالتطوير والحماية والتسويق المحلي والإقليمي والدولي فقد أصبح الحرفي العُماني اليوم ممن يشار إليهم بالبنان مع رصفائهم في بقيّة الدول.
وأشار المنذري إلى إنّ كل ما تحقق من إنجازات للقطاع الحرفي على هذه الأرض الطيبة وإنما هي ثمرة الرعاية الكريمة من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه - وحصيلة جهود الحرفي العماني الذي يستحق كل التقدير والرعاية وقال: لاشك أنّ الهيئة لا تألو جهدًا في تحقيق طموحاته من خلال برامجها المتعددة كالدعم والتدريب والتأهيل والتسويق والمشاركات في المعارض الداخلية والخارجية وحماية حقوقه باستصدار التشريعات والقوانين اللازمة والتي بدأ تفعيلها من خلال منح التصاريح الحرفية بالمجان وكذلك تصاريح لمشاريع حرفية تتطلع الهيئة من خلالها إلى دعم إنشاء المؤسسات الحرفية الصغيرة والمتوسطة وإلى تشجيع الاستثمار في المجال الحرفي.
وقال مدير عام رعاية الصناعات الحرفية : تعد الصناعات الحرفية انعكاسا بارزًا للإرث الحضاري للأمم فهي تمثل إشعاعًا لعدة جوانب ثقافية وتاريخية واجتماعية واقتصادية، ومن النظرة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان المعظم حفظه الله النابعة من الحرص على أصالة هذا المجتمع وعراقته وسعي جلالته - أعزّه الله وأبقاه - الدؤوب إلى نقله إلى آفاق المجد والتطور محافظًا على هويته العريقة حيث يتضح ذلك جليًا في الاهتمام السامي بالمجال الحرفي من خلال الدعم المتواصل لكل ما من شأنه رقي ورفعة القطاع الحرفي والحرفيين، معرفياً ومهارياً بمناهج عصرية حديثة مبنية للوصول بهم إلى مستويات مهارة عالية وذلك من خلال تفضل جلالته بإصدار أوامره السامية الكريمة بإنشاء كلية الأجيال للصناعات والحرف التقليدية والتي ستستقطب أبناء هذا الوطن الراغبين بالالتحاق في هذا المجال والمؤمل بمشيئة الله أن تكون مخرجات هذه الكلية من صناع العمل من خلال مشاريعهم الحرفية والتي ستنتقل بالمنتج الحرفي إلى آفاق أرحب لتحقيق الصبغة النفعية والجمالية وتساهم في رفع مستوى الدخل للأفراد وتعزيز الدخل القومي الإجمالي للسلطنة، وأكّد المنذري أنّ الاحتفال باليوم الحرفي العماني العاشر إنّما هو تتويج لاكتمال عقد من الزمان على إنشاء الهيئة وهو تكريم وتقدير وعرفان لجهودكم جميعًا لإنجازات وإسهامات تحققت للقطاع الحرفي.
وفي ختام كلمة الهيئة قال الشيخ عبد الوهاب بن ناصر المنذري مدير عام رعاية الصناعات الحرفية باسم معالي الشيخة وسعادة الدكتور نائب رئيسة الهيئة وكافة الموظفين يطيب لنا أن نتقدم بعظيم الثناء والتقدير لكافة الحرفيين بالسلطنة بالتهنئة بهذه المناسبة السعيدة آملين منهم مواصلة الجهد والعطاء لتحقيق الرؤى السامية لقائد البلاد المفدى - أيّده الله وأبقاه - والاستمرار في إظهار وطنهم الغالي بالمظهر المشرف، وذلك بالتفانـي لمزيد من الارتقاء بحرفهم، كما نتقدم بجزيل الشكر لكل المخلصين ممن ساهموا في نجاح القطاع الحرفي سواء أكان ذلك مجلس إدارة الهيئة أو المؤسسات الحكومية والخاصة والشكر الخاص موجه للرعيل الأول الذين قدموا خلاصة أفكارهم ومجهوداتهم الخلاقة لوضع اللبنة الأولى من مرحلة البناء كل حسب طاقاته وفي مجال تخصصه فشكراً لكم جميعاً وجهودكم مقدرة كما أنّ الشكر موصول لكل موظفة وموظف ساهمت وساهم بالإخلاص وصادق النية لمرحلة البناء الحالية ونخص بالشكر منهم الذين قدموا مبادرات ودراسات ساهمت لتطوير العمل، كما اشتمل الاحتفال على تكريم المجلس الأول لإدارة الهيئة العامة للصناعات الحرفية بالإضافة إلى تكريم موظفي الهيئة والذين تم تعيينهم لعام 2003.
عقب ذلك تمّ عرض فيلم وثائقي يحكي قصة نجاح الحرفية نادية الرواحية والتي كانت بدايتها من المراكز النسوية في ولاية بدبد ثم أخذت تخطو أول خطوتها نحو الموروث الحرفية بقصد التماهي مع رمزية الهوية وقد لخص الفيلم مشاهد متتابعة من قصة حياتها وصولاً إلى لحظة انضمامهم بمركز الخنجر والمشغولات الفضية بمسقط عندها بدأت تنتج إلى حرف فضية مطورة واليوم اصبحت ترتقي سلمات الإبداع والإنتاجية وهي تضع لبنات مستقبلها في صور من الأمل، كما اشتمل الحفل على تكريم عدد من الشركات والمؤسسات الداعمة للقطاع الحرفي بالإضافة الى تكريم الحرفيين المجيدين والذين تمكنوا من إنشاء مؤسسات حرفية صغيرة ومتوسطة والحرفيين المستحقين للدعم الحرفي لعام 2013م بمحافظة مسقط إلى جانب تكريم موظفي الهيئة الذين قدموا مبادرات ودراسات هادفة لتطوير القطاع الحرفي في السلطنة .
وقد شهد القطاع الحرفي العُماني خلال العقد الأول من عمر الهيئة نموا قياسيا ونقلة نوعية في مختلف مجالات العمل والأداء الحرفي في السلطنة، كما أنّ التنمية الشاملة التي تحققت في عهد النهضة المباركة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - كان لها الأثر الأعظم في نمو و تطور القطاع الحرفي وزيادة فعالية الإنتاجية كما يأتي احتفال القطاع الحرفي بيومه العاشر وسط شواهد منجزة تعبر عن مدى ما تحقق للقطاع الحرفي والحرفيين على حد سواء فالمشاريع الحرفية الموزعة في ولايات السلطنة إلى جانب برامج التدريب والإنتاج الحرفي بالإضافة إلى برامج التأهيل المعنية بالحرفيين حيث أصبح قطاع الصناعات الحرفية مصدراً مهماً لدخل عدد كبير من المواطنين العُمانيين.
أكثر...