تتعاظم في عالم اليوم أهمية الأمن المعلوماتي، خاصة في ظل ثورة التطور التقني، ومعطياتها المتلاحقة، وفي ظل ما تشهده الساحة العالمية والمنطقة العربية من تقدم سريع وملحوظ في استخدام تقنية المعلومات والاتصالات، والزيادة الكبيرة في عدد المستخدمين .. ويواكب ذلك، تطور مواز في وسائل الإجرام المعلوماتي، والإرهاب الإلكتروني من خلال تنامي عمليات الاختراق التي تشكل خطرًا محدقًا على كافة الأجهزة والمرافق التي تعتمد في عملها على البرامج الحاسوبية.
ويتفاقم الخطر مع انتشار التقنية الرقمية على كافة المستويات الشخصية والعملية وعلى مستوى الشركات والحكومات، مما يستلزم تكثيف برامج الحماية لتحصين المعلومات الحساسة من مخاطر القرصنة من قبل قراصنة المعلومات المحترفين في تقنية المعلومات، الذين يسعون باستمرار إلى تطوير آلياتهم التدميرية مما يشكل تهديدًا لأمن الدول ومصالحها الاقتصادية، وينتهك خصوصية الأفراد.
وهذا التحول الكبير في تطور الهجمات الإلكترونية يتطلب زيادة اهتمام كل دولة بمراجعة إستراتيجياتها المتعلقة بالأمن الإلكتروني لسد الثغرات وإيجاد الخطوات الكفيلة بتأمين استخدام تقنية المعلومات والاتصالات تجنباً للوقوع ضحية هجمات قراصنة المعلومات. مما يبرز أهمية التحالفات والتجمعات الدولية والإقليمية لمواجهة التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها قطاع تقنية المعلومات .
ويأتي المؤتمر الإقليمي الأول للأمن السيبراني الذي تستضيفه مسقط هذه الأيام ، بهدف الاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، وبلورة رؤى محددة لتدعيم أمن المعلوماتية من مناقشة التحديات والصعوبات التي تعترض الدول والحكومات في سبيل تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وتحصينه ضد الاختراقات.
ولعله من المناسب هنا الإشارة إلى أن السلطنة تبذل جهدًا مقدرًا لدعم الجهود الدولية في مجال مكافحة التهديدات الأمنية، توّج باستضافتها للمركز الإقليمي للأمن الإلكتروني.
أكثر...