استهدفت مجموعة من المعنيين بتدريس العلوم والرياضيات واللغة العربية -
- التواصل مع أسر الطلبة لتجويد العملية التعليمية وتحقيق نتائج أفضل في هاتين الدراستين بالدورات القادمة -
- تدريب المعلمين وتطوير المناهج بما يتواكب مع العصر لتطوير الأداء في مادتي العلوم والرياضيات ومهارات القراءة -
- المواءمة بين المخرجات التعليمية والاستفادة من الدراستين في تطوير المناهج -
مسقط - ناهد الكلبانية وهناء الشبيبية-
اختتمت مساء أمس الأحد بفندق قصر البستان فعاليات ندوة مناقشة نتائج الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS2011 والدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة ( PIRLS2011 ) والتي رعت افتتاحها معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، بحضور سعادة الدكتور أمين عام مجلس البحث العلمي، وسعادة الدكتور وكيل وزارة التعليم العالي، وسعادة الدكتورة وكيلة وزارة القوى العاملة للتعليم التقني والتدريب المهني، وسعادة الشيخ المستشار بوزارة التربية والتعليم، وأصحاب السعادة الوكلاء، وبمشاركة واسعة من مختلف فئات الحقل التربوي من مديري عموم ديوان عام الوزارة ودوائرها المختلفة، ومديري عموم المحافظات التعليمية، بجانب مشاركة مجموعة من المعلمين، والمشرفين، وعدد من مديري المدارس المشاركة في تطبيق هذه الدراسات وغير المشاركة، وأعضاء مناهج، وأعضاء تقويم بالمحافظات التعليمية، بجانب بعض المؤسسات الحكومية المعنية بالتعليم مثل جامعة السلطان قابوس، ووزارة التعليم العالي، ومجلس التعليم.
مستويات الأداء العالمي
وتضمن برنامج الندوة كلمة وزارة التربية والتعليم والتي ألقاها سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية، قال فيها: إنّ تنظيم هذه الندوة يأتي تتويجاً للجهود التي بذلت طوال الفترة الماضية منذ الانضمام إلى الدراستين، والتي شارك فيها المختصون والمشرفون والإداريون بالمدارس والمعلمون والطلاب بالصفين الرابع والثامن بالمدارس المشاركة، ونحن إذ نشير بما تم بذله من حسن التنظيم والتطبيق والإشراف وانتهاءً بالتصحيح ورصد النتائج، ولقد تأكد لنا بأن العاملين في الحقل التربوي من العمانيين قادرون بالفعل على المشاركة في مثل هذه الدراسات الدولية بمستويات عالية من الجودة وحسن الأداء.
وأضاف سعادته: أن الإشادة بحسن التنظيم والتطبيق لا تعني بأي حال من الأحوال أن نغفل عن الجانب الأهم والغرض الحقيقي من مشاركة الوزارة في مثل هذه الدراسات الدولية، والذي يتمثل في الوقوف على مستويات أداء طلابنا وطالباتنا ومعلمينا في مواد الرياضيات والعلوم والقراءة ومقارنتها بمستويات الأداء على المستوى العالمي، وهو الأمر الذي توفره هذه الدراسات الدولية. وقال: لا يخفى على جمعكم الكريم أن هذه الدراسات الدولية تحدد لنا نقاط القوة ومواطن الضعف في كل ما يتعلق بهذه المواد؛ من حيث المناهج الدراسية للمواد الثلاثة وتدريب معلميها ومستويات تحصيل الطلبة فيها، كما أنها تسلط الضوء على الجوانب الأخرى التي تساهم في إكساب الطلبة المعارف والمهارات والاتجاهات مثل الأسرة والبيئة المدرسية بصورة عامة، وبالرغم من أن هناك مؤشرات تدل على تحسن ملحوظ في أداء الطلبة بصورة عامة في نظامنا التعليمي عاما بعد عام؛ إلا أن نتائجهم في هاتين الدراستين لعام 2011م تستوجب الوقوف عندها ومناقشتها بكل جدية وموضوعية وشفافية خصوصا عند مقارنتها بنتائج طلبة أنظمة تعليمية أخرى تعادل ظروفنا الاجتماعية والاقتصادية نفسها. ولهذا تكتسب هذه الندوة أهمية كبرى لأننا نأمل أن تدلنا على مواطن الضعف في جميع الجوانب ذات الصلة بالتعليم وتعلم مواد الدراستين. ونأمل أن يتمكن المشاركون فيها من تقديم التوصيات والمقترحات التي تساعد المعنيين بالأمر على تلافي أوجه القصور وتعزيز نقاط القوة في المناهج وتدريب المعلمين وتطوير البيئة المدرسية بصورة عامه والتواصل مع أسر الطلبة سعيا نحو تجويد العملية التعليمية وتحقيق نتائج أفضل في هاتين الدراستين في الدورات القادمة.
واختتم بالإشارة إلى أهمية استمرار مشاركة الوزارة في مثل هذه الدراسات الدولية لأنها توفر مؤشرات حقيقية وموضوعية عن أداء النظام التعليمي وتقدم بيانات واحصاءات لن تتوفر إلا من خلال هذه المشاركة.
نتائج الدراسات الدولية
عقب ذلك تضمن البرنامج جلستي نقاش، اشتملت الجلسة الأولى على ثلاث أوراق عمل، جاءت الورقة الأولى بعنوان (نتائج الدراسات الدولية 2011م) قدمتها الدكتورة زوينة بنت صالح المسكرية المديرة العامة للمديرية العامة للتقويم التربوي، ورئيسة لجنة تنظيم الندوة، حيث طرحت في ورقتها خطوات تطبيق الدراسة في السلطنة، وخطوات اختيار عينة الدراسة، وعرضت كذلك مجموعة من الرسومات البيانية حول عدد المدارس المشاركة بالدراسات وبلغت ( 563) مدرسة، وإجمالي عدد الطلاب المشاركين من الصف الرابع (10411) ، ومن الصف الثامن حوالي (9542) طالباً وطالبة، كما وتطرقت الورقة إلى عرض نتائج السلطنة وترتيبها في الدراستين على المستوى الدولي، والعربي، والخليجي، وعرض نتائج الدراسات على مستوى المحافظات التعليمية والمدارس الدولية والخاصة والمنهج التكاملي للصفوف المشاركة في الدراستين، ومستوى التحصيل حسب جنس الطلبة، وعدد المدارس الحاصلة على متوسط أكبر من أو يساوي 500 على مستوى المدارس التعليم العام والدولية والخاصة ومدارس التكاملي، ثم تحدثت الدكتورة زوينة المسكرية عن الدراسة الدولية لإعداد معلم الرياضيات (TEDS-M 2008)، وعرضت متوسط الأداء العام في مجال المعرفة بمحتوى الرياضيات لبرامج إعداد معلم الحلقة الثانية دوليا ومحلياً، ثم عرضت الدكتورة زوينة عينة من التقارير الدولية التي توضح تفاصيل نتائج الدراسات بصورة مفصلة.
مستويات الأداء
أمّا الورقة الثانية فقدمتها الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي، بعنوان :"العوامل المرتبطة بمستويات أداء التلاميذ في القراءة" وتطرقت فيها إلى الاستبانات التي تقدم مع اختبارات PIRLS2011، وهي أربع استبانات للطالب، والمعلم، ومدير المدرسة، وولي الأمر حيث تلعب هذه الاستبانات دورًا هامًا في جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بكل فئة، فاستبانة الطالب تركز على القراءة خارج المدرسة، واستخدام المكتبة، ورأي الطالب في القراءة، وخلصت الباحثة إلى عدد من النتائج منها: أنّ أداء الطلبة الذين يحظون بمتابعة لدراستهم وواجباتهم من قبل أولياء أمورهم كانت أفضل من الطلبة الذين لا يحصلون على متابعة من أولياء أمورهم، والطلبة الذين أشاروا إلى أنّهم يقرأون خارج المدرسة كان متوسط أدائهم أعلى من الذين لا يقرأون، أمّا استبانة المعلم فركزت علي معلومات عن ممارسات المعلم في مهنته، عن تدريس القراءة، وموارد الحاسوب والمكتبة. ومن أهم النتائج التي خرجت بها هذه الاستبانة: المعلمون الذين لديهم اتجاهات إيجابية حول البيئة المدرسية كان مستوى أداء طلبتهم أعلى من مستوى الطلبة الذين يدرسون من قبل معلمين لديهم اتجاهات ومستوى رضا منخفض، وتواصل المعلمون مع أولياء الأمور لمناقشة مستوى تقدم أداء أبنائهم وتزويدهم بتقارير حول ذلك له أثر في ارتفاع مستوى أداء الطلبة، وإن للواجبات المنزلية التي يطلبها المعلم من طلبته، ومتابعته لهذه الواجبات بالمناقشة والتصحيح أثرا على مستوى أدائهم في اختبار القراءة، وركزت استبانة مدير المدرسة على البيئة المدرسية، والهيئة التدريسية، والتلاميذ، والمنهج، والبرامج الدراسية، والإمكانات المادية، وبرامج تطوير العاملين، وعلاقات المدرسة مع المجتمع، وخرجت بعدة نتائج منها: إشراك المدرسة لأولياء الأمور في مناشط المدرسة له دور في رفع مستوى أداء التلاميذ، ومتابعة مدير المدرسة للمعلمين باستخدام أسلوب الملاحظة الصفية، أو بواسطة المشرفين، أو بالإنجازات التي يحققها التلميذ لها أثر في أداء التلاميذ. واستبانة ولي الأمر تستطلع رأي ولي الأمر في بعض الأمور المتعلقة بمدرسة ابنه/ ابنته، وكذلك خبراتهم في القراءة، وما يقوم به ولي الأمر مع ابنه/ ابنته لتنمية وتطوير هذه الخبرات، وكانت نتائج الاستبانة كالتالي: إن توفير الأسرة للكتب والقصص والمراجع المتنوعة للأبناء في المنزل، وتشجيعهم على القراءة ومشاركتهم القراءة، له أثر في ارتفاع مستوى أداء التلاميذ في اختبار القراءة.
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان العوامل المرتبطة بمستويات أداء الطلاب في الرياضيات والعلوم للصفين الرابع والثامن قدمها علي بن جمعة الراسبي، نائب مدير برنامج الدراسات الدولية بالمديرية العامة للتقويم التربوي، والذي تحدث عن مجموعة من العوامل التي تؤثر على مستويات أداء الطلبة منها دعم بيئة المنزل للتحصيل العلمي في الرياضيات والعلوم للصف الرابع والثامن، ومدى تنوع المصادر لدى الطلاب، وغيرها من العوامل التي وردت في استبانات الطالب والمعلم وولي الأمر، وتم تحليلها والخروج بمجموعة من النتائج عرضتها الورقة من خلال مجموعة من الرسومات البيانية.
جهود الوزارة لرفع التحصيل
واختتمت الدكتورة زوينة المسكرية أوراق العمل بالإشارة إلى جهود الوزارة لرفع التحصيل الدراسي، لافتة في هذا الصدد إلى أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة مركزية على مستوى الوزارة لمتابعة التحصيل الدراسي، وكذلك لجان مركزية على مستوى المحافظات التعليمية، بهدف مساعدة المدارس في جهودها الرامية إلى رفع التحصيل الدراسي ومعالجة الصعوبات والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى التحليل المستمر لنتائج تقويم الطلبة في جميع الصفوف الدراسية ( 1 – 12 ) واستخراج المؤشرات التي يستفاد منها في عمليات التوجيه والمتابعة للمدارس وتحديد الاحتياجات التدريبية وتطوير التحصيل. وتزويد المحافظات التعليمية بنتائج الطلبة على المستوى الوطني والدولي. كما قامت بإعداد خطة عامة لتحسين التعلم ورفع التحصيل الدراسي، يتم تنفيذها خلال ثلاثة أعوام دراسية من العام الدراسي الحالي إلى العام الدراسي ( 2014 / 2015 م)، وإعداد خطة لدعم المدارس في جهودها الرامية لتحسين تعلم القراءة والكتابة، كما أولت الوزارة اهتماما بالغا في المحافظة على زمن التعلم, من خلال مجموعة من الضوابط والإجراءات تمثلت في تنظيم تنفيذ الامتحانات، وتكثيف عمليات المتابعة للمدارس في نهاية كل فصل دراسي.
أمّا الفترة الثانية فتضمنت عقد حلقات عمل تدريبية حيث تم توزيع المشاركين إلى أربعة فرق وهي: الرياضيات، والعلوم، ومجال أول، ومجال ثاني، وفي داخل كل فرقة تم تقسيم المشاركين إلى عدد من المجموعات حيث تمّ تزويد كل مجموعة بعدد من المفردات التي وردت عند تطبيق الدراسة على الطلبة، وأدلة التصحيح، ونتائج التحليل، حيث قامت كل مجموعة داخل كل فرقة بتحديد المفردات التي وجد أنّ مستوى تحصيل الطالب فيها كان ضعيفاً، والبحث والتناقش في أسباب ذلك الضعف، ثمّ الخروج مجموعة من التوصيات المقترحة.
التطوير وإيجاد الحلول
وحول أهمية عقد هذه الندوة، قالت الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي: استهدفت هذه الندوة مجموعة من المعنيين بتدريس العلوم والرياضيات من المعلمين والمشرفين التربويين واللغة العربية من معلمي الحلقة الأولى من مختلف المحافظات التعليمية، بهدف التعريف بالدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS2011 والدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة PIRLS2011 وتطبيقها في السلطنة، والتعريف بنتائج تطبيق هاتين الدراستين بشكل أكثر تفصيلاً، ومناقشة العوامل المؤثرة على مستوى التحصيل في المحتوى والمستوى المعرفي للدراستين، بجانب وضع مقترحات لتطوير الأداء في مادتي العلوم والرياضيات ومهارات القراءة، وقد تخللت الندوة فترتي نقاش، الأولى قدمت مجموعة من أوراق العمل عرفت بأهم نتائج الدراسة وأهم العوامل المؤثرة على مستوى تحصيل الطلبة، وجهود الوزارة الدائمة في سبيل تحسين التحصيل، أمّا الفترة المسائية فقد عقدت حلقات تدريبية للمشاركين، بهدف التعرف على مكامن الضعف والبحث والخروج بتوصيات، فعلى سبيل المثال في مجموعة القراءة، تمت مناقشة عينة من النصوص التي طبقت على طلبة السلطنة في هذه الدراسات، بجانب أهم الأسئلة التي وردت بعد هذه النصوص، ثمّ المناقشة والبحث في الأسئلة والمفردات التي حققت نجاحا أكثر لدى الطلاب، والأسئلة التي لم يتمكن الطلبة من تحقيق مستوى جيد بها، حيث وجدنا أن هذه الأسئلة تقيس مهارات معينة متعلقة بالتحليل والتفكير والاستنتاج والتقييم والربط، وهذه النوعية من الأسئلة لم يتعود عليها الطالب العماني، ومن خلال هذه الحلقات التدريبية تمّ تحليل هذه المهارات والنصوص، وتعين المهارات اللازمة للطالب لتحقيق مستويات أفضل في الدورات القادمة، وتقديم التوصيات والمقترحات.
من جهته قال علي بن جمعة الراسبي، نائب مدير برنامج الدراسات الدولية بالمديرية العامة للتقويم التربوي: نهدف من خلال المشاركة في الدراسات الدولية أن نتمكن من الوصول للمتوسط العالمي في هذه المواد، وبالتالي مقارنة التعليم لدينا بالدول المتقدمة، بحانب ذلك فتقارير نتائج الطلبة تمكنا من اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة والبراهين لتطوير التعليم، حيث تمكنا هذه التقارير من التعرّف على مواطن الضعف لدينا وتداركها لمشاركات الوزارة في السنوات القادمة، كما وتساهم المشاركة في مثل هذه الدراسات على تدريب للمعلم على أنماط جديدة من الأسئلة، والتعرّف على الأسباب التي تكون سببا في تقليل مستوى التحصيل لدى طلبته وبالتالي العمل على الوقوف على الأسباب وإيجاد الحلول لها."
التطبيق العملي للدراسات
وحول أهمية تطبيق المدرسة للدراسات الدولية، أوضحت رحمة بنت سعيد بن صالح الفارسية معلمة أولى مجال ثاني بتعليمية شمال الشرقية أنّ أهمية تطبيق هذه الدراسات تتمثل في الوقوف على المستوى التحصيلي لطلاب المدرسة والتعرف على نقاط القوة للطلاب وتنميتها، وإدراك نقاط الضعف ومعالجتها، وتدريب الطلاب على كيفية حل المسائل ذات القدرات العليا.
من جهته قال عدنان بن خير بن شنين المكدمي مشرف أول مجال أول بدائرة الاشراف التربوي بديوان عام الوزارة إنّ هذه الدراسة حددت الواقع الحقيقي للطلاب في مهارات القراءة، كما أنّ هناك نقاطا يجب الوقوف عندها من أجل معالجتها والاستفادة من تجربة السلطنة في هذه المشاركة الدولية بشكل إيجابي.
وقال مبارك بن سعيد بن فايل السلطي مشرف أول مادة الرياضيات بالمديرية العامة للمدارس الخاصة إنّ أهمية تطبيق المدرسة للدراسات الدولية ساعد في تقييم الأداء الحالي للمدرسة من كافة الجوانب الإدارية والفنية والحصول على تغذية راجعة من خلال أداء طلاب المدرسة إضافة إلى آراء أولياء الأمور في الجهود المبذولة من قبل الوزارة لتحسين المستوى التحصيلي للطلاب على الرغم من النتائج غير المرضية مقارنة بالاهتمام الكبير الذي أولته الوزارة للمشاركة في تطبيق هذه الدراسات. رحمة بنت يونس الحارثية نائبة مدير دائرة التقويم التربوي بتعليمية شمال الشرقية أكدت على أهمية تطبيق الدراسات الدولية في مقارنة مستوى التعليم في السلطنة بالمدارس العالمية وتحديد جوانب القصور والكشف عن أسبابها ثم تبني خطط إسترتيجية لتطوير التعليم والوقوف على المستوى الفعلي بمقاييس ومعايير عالمية.
العوامل المؤثرة على التحصيل
ولخص د.علي بن سالم بن راشد الغافري رئيس قسم العلوم التطبيقية بتعليمية البريمي أهم العوامل المؤثرة على مستوى التحصيل الدراسي في البيئة المدرسية والمنزلية والمنهاج الدراسي حيث يرى أنّ المنظومة التربوية تؤثر في بعضها بعضا بشكل متكامل، ويجب التركيز على إعداد المعلم بالصورة التي تحفزه للقيام بدوره كمحرك للعملية التعليمية والتقليل من الأعباء الإدارية التي يستوعبها المعلم إضافة إلى أعماله التدريسية، كما ترى ليلى بنت محمد الشيزاوية مشرفة مادة الرياضيات بتعليمية شمال الباطنة أن أهم الأسباب المؤثرة على التحصيل الدراسي هي أساليب التقويم المستخدمة إضافة إلى قصور المناهج الحالية على تلبية حاجات وقدرات المتعلمين الذهنية والعقلية، كما أنّ المشاكل التي تعاني منها بعض المدارس في نقص أعداد المعلين وحالات الإجازات المرضية هي سبب كبير في تدني مستويات التحصيل الدراسية. وأضاف جاسم بن مبارك الجهوري مدير مدرسة بتعليمية جنوب الباطنة بأنّ تأهيل المعلمين ومدى إعدادهم للطرق والاستراتيجيات التدريسية داخل الغرفة الصفية من أهم العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي كما أنّ العوامل الخارجية كالمبنى المدرسي ومدى استعداده لتفعيل التقنيات الحديثة والتعليم الإلكتروني عامل أساسي في ربط المنهج بالشبكة المعلوماتية وبالتالي رفع المستوى التحصيلي العام للطلاب.
مقترحات لتطوير الأداء
وتقدم المشاركون في الندوة بعدة مقترحات لتطوير الأداء في مادتي العلوم والرياضيات ومهارات القراءة، حيث رأى علي بن شاقي الحكماني نائب مدير إدارة الوسطى لتنمية الموارد البشرية، ضرورة إعداد مناهج تتناسب مع المحاور التي تستهدفها الدراسات وتضمينها في مناهج السلطنة، وإعداد أنشطة إثرائية تعنى بالقدرات العليا لدى الطلاب، وإعادة النظر في طرح آلية عمل الفرق المسؤولة عن هذه الدراسات بحيث يكون لها جانب إعلامي للتأكيد على أهميتها من قبل أولياء الأمور.
وتقدم مبارك بن سعيد السلطي بعدة مقترحات أهمها المواءمة بين المخرجات التعليمية والاستفادة من الدراستين في تطوير المناهج، وإقامة ورش عمل مستمرة للمعلمين وربطها بالمخرجات الدراسية، كما أكّد على أهمية توفير كتيبات كنماذج للأسئلة المطبقة في الدراستين والتعديل والتطوير في أساليب التقويم بما يتناسب مع التجديد في الأساليب الدولية. ومن جهته، قال حمود بن خلفان النعماني معلم أول بتعليمية شمال الباطنة إن هناك عدة مقترحات لتطوير الأداء في مواد العلوم والرياضيات وأهمها تدريب المعلمين على إعداد أسئلة القدرات العليا، وألا يقتصر التدريب على شريحة دون أخرى، وتطوير المناهج بما يتواكب ومتغيرات العصر، والاستفادة من نتائج برنامج التنمية المعرفية وربطها بهاتين الدراستين.
فيما رأت ليلى محمد الشيزاوية أننا نتجه بالفعل لتطوير الأداء، وبدأنا أول خطوة؛ وهي معرفة الواقع، ومقارنته مع الأداء الدولي في مادتي العلوم والرياضيات ونأمل أن نحصل على نتائج أفضل مستقبلا.
أكثر...
- التواصل مع أسر الطلبة لتجويد العملية التعليمية وتحقيق نتائج أفضل في هاتين الدراستين بالدورات القادمة -
- تدريب المعلمين وتطوير المناهج بما يتواكب مع العصر لتطوير الأداء في مادتي العلوم والرياضيات ومهارات القراءة -
- المواءمة بين المخرجات التعليمية والاستفادة من الدراستين في تطوير المناهج -
مسقط - ناهد الكلبانية وهناء الشبيبية-
اختتمت مساء أمس الأحد بفندق قصر البستان فعاليات ندوة مناقشة نتائج الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS2011 والدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة ( PIRLS2011 ) والتي رعت افتتاحها معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، بحضور سعادة الدكتور أمين عام مجلس البحث العلمي، وسعادة الدكتور وكيل وزارة التعليم العالي، وسعادة الدكتورة وكيلة وزارة القوى العاملة للتعليم التقني والتدريب المهني، وسعادة الشيخ المستشار بوزارة التربية والتعليم، وأصحاب السعادة الوكلاء، وبمشاركة واسعة من مختلف فئات الحقل التربوي من مديري عموم ديوان عام الوزارة ودوائرها المختلفة، ومديري عموم المحافظات التعليمية، بجانب مشاركة مجموعة من المعلمين، والمشرفين، وعدد من مديري المدارس المشاركة في تطبيق هذه الدراسات وغير المشاركة، وأعضاء مناهج، وأعضاء تقويم بالمحافظات التعليمية، بجانب بعض المؤسسات الحكومية المعنية بالتعليم مثل جامعة السلطان قابوس، ووزارة التعليم العالي، ومجلس التعليم.
مستويات الأداء العالمي
وتضمن برنامج الندوة كلمة وزارة التربية والتعليم والتي ألقاها سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية، قال فيها: إنّ تنظيم هذه الندوة يأتي تتويجاً للجهود التي بذلت طوال الفترة الماضية منذ الانضمام إلى الدراستين، والتي شارك فيها المختصون والمشرفون والإداريون بالمدارس والمعلمون والطلاب بالصفين الرابع والثامن بالمدارس المشاركة، ونحن إذ نشير بما تم بذله من حسن التنظيم والتطبيق والإشراف وانتهاءً بالتصحيح ورصد النتائج، ولقد تأكد لنا بأن العاملين في الحقل التربوي من العمانيين قادرون بالفعل على المشاركة في مثل هذه الدراسات الدولية بمستويات عالية من الجودة وحسن الأداء.
وأضاف سعادته: أن الإشادة بحسن التنظيم والتطبيق لا تعني بأي حال من الأحوال أن نغفل عن الجانب الأهم والغرض الحقيقي من مشاركة الوزارة في مثل هذه الدراسات الدولية، والذي يتمثل في الوقوف على مستويات أداء طلابنا وطالباتنا ومعلمينا في مواد الرياضيات والعلوم والقراءة ومقارنتها بمستويات الأداء على المستوى العالمي، وهو الأمر الذي توفره هذه الدراسات الدولية. وقال: لا يخفى على جمعكم الكريم أن هذه الدراسات الدولية تحدد لنا نقاط القوة ومواطن الضعف في كل ما يتعلق بهذه المواد؛ من حيث المناهج الدراسية للمواد الثلاثة وتدريب معلميها ومستويات تحصيل الطلبة فيها، كما أنها تسلط الضوء على الجوانب الأخرى التي تساهم في إكساب الطلبة المعارف والمهارات والاتجاهات مثل الأسرة والبيئة المدرسية بصورة عامة، وبالرغم من أن هناك مؤشرات تدل على تحسن ملحوظ في أداء الطلبة بصورة عامة في نظامنا التعليمي عاما بعد عام؛ إلا أن نتائجهم في هاتين الدراستين لعام 2011م تستوجب الوقوف عندها ومناقشتها بكل جدية وموضوعية وشفافية خصوصا عند مقارنتها بنتائج طلبة أنظمة تعليمية أخرى تعادل ظروفنا الاجتماعية والاقتصادية نفسها. ولهذا تكتسب هذه الندوة أهمية كبرى لأننا نأمل أن تدلنا على مواطن الضعف في جميع الجوانب ذات الصلة بالتعليم وتعلم مواد الدراستين. ونأمل أن يتمكن المشاركون فيها من تقديم التوصيات والمقترحات التي تساعد المعنيين بالأمر على تلافي أوجه القصور وتعزيز نقاط القوة في المناهج وتدريب المعلمين وتطوير البيئة المدرسية بصورة عامه والتواصل مع أسر الطلبة سعيا نحو تجويد العملية التعليمية وتحقيق نتائج أفضل في هاتين الدراستين في الدورات القادمة.
واختتم بالإشارة إلى أهمية استمرار مشاركة الوزارة في مثل هذه الدراسات الدولية لأنها توفر مؤشرات حقيقية وموضوعية عن أداء النظام التعليمي وتقدم بيانات واحصاءات لن تتوفر إلا من خلال هذه المشاركة.
نتائج الدراسات الدولية
عقب ذلك تضمن البرنامج جلستي نقاش، اشتملت الجلسة الأولى على ثلاث أوراق عمل، جاءت الورقة الأولى بعنوان (نتائج الدراسات الدولية 2011م) قدمتها الدكتورة زوينة بنت صالح المسكرية المديرة العامة للمديرية العامة للتقويم التربوي، ورئيسة لجنة تنظيم الندوة، حيث طرحت في ورقتها خطوات تطبيق الدراسة في السلطنة، وخطوات اختيار عينة الدراسة، وعرضت كذلك مجموعة من الرسومات البيانية حول عدد المدارس المشاركة بالدراسات وبلغت ( 563) مدرسة، وإجمالي عدد الطلاب المشاركين من الصف الرابع (10411) ، ومن الصف الثامن حوالي (9542) طالباً وطالبة، كما وتطرقت الورقة إلى عرض نتائج السلطنة وترتيبها في الدراستين على المستوى الدولي، والعربي، والخليجي، وعرض نتائج الدراسات على مستوى المحافظات التعليمية والمدارس الدولية والخاصة والمنهج التكاملي للصفوف المشاركة في الدراستين، ومستوى التحصيل حسب جنس الطلبة، وعدد المدارس الحاصلة على متوسط أكبر من أو يساوي 500 على مستوى المدارس التعليم العام والدولية والخاصة ومدارس التكاملي، ثم تحدثت الدكتورة زوينة المسكرية عن الدراسة الدولية لإعداد معلم الرياضيات (TEDS-M 2008)، وعرضت متوسط الأداء العام في مجال المعرفة بمحتوى الرياضيات لبرامج إعداد معلم الحلقة الثانية دوليا ومحلياً، ثم عرضت الدكتورة زوينة عينة من التقارير الدولية التي توضح تفاصيل نتائج الدراسات بصورة مفصلة.
مستويات الأداء
أمّا الورقة الثانية فقدمتها الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي، بعنوان :"العوامل المرتبطة بمستويات أداء التلاميذ في القراءة" وتطرقت فيها إلى الاستبانات التي تقدم مع اختبارات PIRLS2011، وهي أربع استبانات للطالب، والمعلم، ومدير المدرسة، وولي الأمر حيث تلعب هذه الاستبانات دورًا هامًا في جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بكل فئة، فاستبانة الطالب تركز على القراءة خارج المدرسة، واستخدام المكتبة، ورأي الطالب في القراءة، وخلصت الباحثة إلى عدد من النتائج منها: أنّ أداء الطلبة الذين يحظون بمتابعة لدراستهم وواجباتهم من قبل أولياء أمورهم كانت أفضل من الطلبة الذين لا يحصلون على متابعة من أولياء أمورهم، والطلبة الذين أشاروا إلى أنّهم يقرأون خارج المدرسة كان متوسط أدائهم أعلى من الذين لا يقرأون، أمّا استبانة المعلم فركزت علي معلومات عن ممارسات المعلم في مهنته، عن تدريس القراءة، وموارد الحاسوب والمكتبة. ومن أهم النتائج التي خرجت بها هذه الاستبانة: المعلمون الذين لديهم اتجاهات إيجابية حول البيئة المدرسية كان مستوى أداء طلبتهم أعلى من مستوى الطلبة الذين يدرسون من قبل معلمين لديهم اتجاهات ومستوى رضا منخفض، وتواصل المعلمون مع أولياء الأمور لمناقشة مستوى تقدم أداء أبنائهم وتزويدهم بتقارير حول ذلك له أثر في ارتفاع مستوى أداء الطلبة، وإن للواجبات المنزلية التي يطلبها المعلم من طلبته، ومتابعته لهذه الواجبات بالمناقشة والتصحيح أثرا على مستوى أدائهم في اختبار القراءة، وركزت استبانة مدير المدرسة على البيئة المدرسية، والهيئة التدريسية، والتلاميذ، والمنهج، والبرامج الدراسية، والإمكانات المادية، وبرامج تطوير العاملين، وعلاقات المدرسة مع المجتمع، وخرجت بعدة نتائج منها: إشراك المدرسة لأولياء الأمور في مناشط المدرسة له دور في رفع مستوى أداء التلاميذ، ومتابعة مدير المدرسة للمعلمين باستخدام أسلوب الملاحظة الصفية، أو بواسطة المشرفين، أو بالإنجازات التي يحققها التلميذ لها أثر في أداء التلاميذ. واستبانة ولي الأمر تستطلع رأي ولي الأمر في بعض الأمور المتعلقة بمدرسة ابنه/ ابنته، وكذلك خبراتهم في القراءة، وما يقوم به ولي الأمر مع ابنه/ ابنته لتنمية وتطوير هذه الخبرات، وكانت نتائج الاستبانة كالتالي: إن توفير الأسرة للكتب والقصص والمراجع المتنوعة للأبناء في المنزل، وتشجيعهم على القراءة ومشاركتهم القراءة، له أثر في ارتفاع مستوى أداء التلاميذ في اختبار القراءة.
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان العوامل المرتبطة بمستويات أداء الطلاب في الرياضيات والعلوم للصفين الرابع والثامن قدمها علي بن جمعة الراسبي، نائب مدير برنامج الدراسات الدولية بالمديرية العامة للتقويم التربوي، والذي تحدث عن مجموعة من العوامل التي تؤثر على مستويات أداء الطلبة منها دعم بيئة المنزل للتحصيل العلمي في الرياضيات والعلوم للصف الرابع والثامن، ومدى تنوع المصادر لدى الطلاب، وغيرها من العوامل التي وردت في استبانات الطالب والمعلم وولي الأمر، وتم تحليلها والخروج بمجموعة من النتائج عرضتها الورقة من خلال مجموعة من الرسومات البيانية.
جهود الوزارة لرفع التحصيل
واختتمت الدكتورة زوينة المسكرية أوراق العمل بالإشارة إلى جهود الوزارة لرفع التحصيل الدراسي، لافتة في هذا الصدد إلى أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة مركزية على مستوى الوزارة لمتابعة التحصيل الدراسي، وكذلك لجان مركزية على مستوى المحافظات التعليمية، بهدف مساعدة المدارس في جهودها الرامية إلى رفع التحصيل الدراسي ومعالجة الصعوبات والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى التحليل المستمر لنتائج تقويم الطلبة في جميع الصفوف الدراسية ( 1 – 12 ) واستخراج المؤشرات التي يستفاد منها في عمليات التوجيه والمتابعة للمدارس وتحديد الاحتياجات التدريبية وتطوير التحصيل. وتزويد المحافظات التعليمية بنتائج الطلبة على المستوى الوطني والدولي. كما قامت بإعداد خطة عامة لتحسين التعلم ورفع التحصيل الدراسي، يتم تنفيذها خلال ثلاثة أعوام دراسية من العام الدراسي الحالي إلى العام الدراسي ( 2014 / 2015 م)، وإعداد خطة لدعم المدارس في جهودها الرامية لتحسين تعلم القراءة والكتابة، كما أولت الوزارة اهتماما بالغا في المحافظة على زمن التعلم, من خلال مجموعة من الضوابط والإجراءات تمثلت في تنظيم تنفيذ الامتحانات، وتكثيف عمليات المتابعة للمدارس في نهاية كل فصل دراسي.
أمّا الفترة الثانية فتضمنت عقد حلقات عمل تدريبية حيث تم توزيع المشاركين إلى أربعة فرق وهي: الرياضيات، والعلوم، ومجال أول، ومجال ثاني، وفي داخل كل فرقة تم تقسيم المشاركين إلى عدد من المجموعات حيث تمّ تزويد كل مجموعة بعدد من المفردات التي وردت عند تطبيق الدراسة على الطلبة، وأدلة التصحيح، ونتائج التحليل، حيث قامت كل مجموعة داخل كل فرقة بتحديد المفردات التي وجد أنّ مستوى تحصيل الطالب فيها كان ضعيفاً، والبحث والتناقش في أسباب ذلك الضعف، ثمّ الخروج مجموعة من التوصيات المقترحة.
التطوير وإيجاد الحلول
وحول أهمية عقد هذه الندوة، قالت الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي: استهدفت هذه الندوة مجموعة من المعنيين بتدريس العلوم والرياضيات من المعلمين والمشرفين التربويين واللغة العربية من معلمي الحلقة الأولى من مختلف المحافظات التعليمية، بهدف التعريف بالدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم TIMSS2011 والدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة PIRLS2011 وتطبيقها في السلطنة، والتعريف بنتائج تطبيق هاتين الدراستين بشكل أكثر تفصيلاً، ومناقشة العوامل المؤثرة على مستوى التحصيل في المحتوى والمستوى المعرفي للدراستين، بجانب وضع مقترحات لتطوير الأداء في مادتي العلوم والرياضيات ومهارات القراءة، وقد تخللت الندوة فترتي نقاش، الأولى قدمت مجموعة من أوراق العمل عرفت بأهم نتائج الدراسة وأهم العوامل المؤثرة على مستوى تحصيل الطلبة، وجهود الوزارة الدائمة في سبيل تحسين التحصيل، أمّا الفترة المسائية فقد عقدت حلقات تدريبية للمشاركين، بهدف التعرف على مكامن الضعف والبحث والخروج بتوصيات، فعلى سبيل المثال في مجموعة القراءة، تمت مناقشة عينة من النصوص التي طبقت على طلبة السلطنة في هذه الدراسات، بجانب أهم الأسئلة التي وردت بعد هذه النصوص، ثمّ المناقشة والبحث في الأسئلة والمفردات التي حققت نجاحا أكثر لدى الطلاب، والأسئلة التي لم يتمكن الطلبة من تحقيق مستوى جيد بها، حيث وجدنا أن هذه الأسئلة تقيس مهارات معينة متعلقة بالتحليل والتفكير والاستنتاج والتقييم والربط، وهذه النوعية من الأسئلة لم يتعود عليها الطالب العماني، ومن خلال هذه الحلقات التدريبية تمّ تحليل هذه المهارات والنصوص، وتعين المهارات اللازمة للطالب لتحقيق مستويات أفضل في الدورات القادمة، وتقديم التوصيات والمقترحات.
من جهته قال علي بن جمعة الراسبي، نائب مدير برنامج الدراسات الدولية بالمديرية العامة للتقويم التربوي: نهدف من خلال المشاركة في الدراسات الدولية أن نتمكن من الوصول للمتوسط العالمي في هذه المواد، وبالتالي مقارنة التعليم لدينا بالدول المتقدمة، بحانب ذلك فتقارير نتائج الطلبة تمكنا من اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة والبراهين لتطوير التعليم، حيث تمكنا هذه التقارير من التعرّف على مواطن الضعف لدينا وتداركها لمشاركات الوزارة في السنوات القادمة، كما وتساهم المشاركة في مثل هذه الدراسات على تدريب للمعلم على أنماط جديدة من الأسئلة، والتعرّف على الأسباب التي تكون سببا في تقليل مستوى التحصيل لدى طلبته وبالتالي العمل على الوقوف على الأسباب وإيجاد الحلول لها."
التطبيق العملي للدراسات
وحول أهمية تطبيق المدرسة للدراسات الدولية، أوضحت رحمة بنت سعيد بن صالح الفارسية معلمة أولى مجال ثاني بتعليمية شمال الشرقية أنّ أهمية تطبيق هذه الدراسات تتمثل في الوقوف على المستوى التحصيلي لطلاب المدرسة والتعرف على نقاط القوة للطلاب وتنميتها، وإدراك نقاط الضعف ومعالجتها، وتدريب الطلاب على كيفية حل المسائل ذات القدرات العليا.
من جهته قال عدنان بن خير بن شنين المكدمي مشرف أول مجال أول بدائرة الاشراف التربوي بديوان عام الوزارة إنّ هذه الدراسة حددت الواقع الحقيقي للطلاب في مهارات القراءة، كما أنّ هناك نقاطا يجب الوقوف عندها من أجل معالجتها والاستفادة من تجربة السلطنة في هذه المشاركة الدولية بشكل إيجابي.
وقال مبارك بن سعيد بن فايل السلطي مشرف أول مادة الرياضيات بالمديرية العامة للمدارس الخاصة إنّ أهمية تطبيق المدرسة للدراسات الدولية ساعد في تقييم الأداء الحالي للمدرسة من كافة الجوانب الإدارية والفنية والحصول على تغذية راجعة من خلال أداء طلاب المدرسة إضافة إلى آراء أولياء الأمور في الجهود المبذولة من قبل الوزارة لتحسين المستوى التحصيلي للطلاب على الرغم من النتائج غير المرضية مقارنة بالاهتمام الكبير الذي أولته الوزارة للمشاركة في تطبيق هذه الدراسات. رحمة بنت يونس الحارثية نائبة مدير دائرة التقويم التربوي بتعليمية شمال الشرقية أكدت على أهمية تطبيق الدراسات الدولية في مقارنة مستوى التعليم في السلطنة بالمدارس العالمية وتحديد جوانب القصور والكشف عن أسبابها ثم تبني خطط إسترتيجية لتطوير التعليم والوقوف على المستوى الفعلي بمقاييس ومعايير عالمية.
العوامل المؤثرة على التحصيل
ولخص د.علي بن سالم بن راشد الغافري رئيس قسم العلوم التطبيقية بتعليمية البريمي أهم العوامل المؤثرة على مستوى التحصيل الدراسي في البيئة المدرسية والمنزلية والمنهاج الدراسي حيث يرى أنّ المنظومة التربوية تؤثر في بعضها بعضا بشكل متكامل، ويجب التركيز على إعداد المعلم بالصورة التي تحفزه للقيام بدوره كمحرك للعملية التعليمية والتقليل من الأعباء الإدارية التي يستوعبها المعلم إضافة إلى أعماله التدريسية، كما ترى ليلى بنت محمد الشيزاوية مشرفة مادة الرياضيات بتعليمية شمال الباطنة أن أهم الأسباب المؤثرة على التحصيل الدراسي هي أساليب التقويم المستخدمة إضافة إلى قصور المناهج الحالية على تلبية حاجات وقدرات المتعلمين الذهنية والعقلية، كما أنّ المشاكل التي تعاني منها بعض المدارس في نقص أعداد المعلين وحالات الإجازات المرضية هي سبب كبير في تدني مستويات التحصيل الدراسية. وأضاف جاسم بن مبارك الجهوري مدير مدرسة بتعليمية جنوب الباطنة بأنّ تأهيل المعلمين ومدى إعدادهم للطرق والاستراتيجيات التدريسية داخل الغرفة الصفية من أهم العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي كما أنّ العوامل الخارجية كالمبنى المدرسي ومدى استعداده لتفعيل التقنيات الحديثة والتعليم الإلكتروني عامل أساسي في ربط المنهج بالشبكة المعلوماتية وبالتالي رفع المستوى التحصيلي العام للطلاب.
مقترحات لتطوير الأداء
وتقدم المشاركون في الندوة بعدة مقترحات لتطوير الأداء في مادتي العلوم والرياضيات ومهارات القراءة، حيث رأى علي بن شاقي الحكماني نائب مدير إدارة الوسطى لتنمية الموارد البشرية، ضرورة إعداد مناهج تتناسب مع المحاور التي تستهدفها الدراسات وتضمينها في مناهج السلطنة، وإعداد أنشطة إثرائية تعنى بالقدرات العليا لدى الطلاب، وإعادة النظر في طرح آلية عمل الفرق المسؤولة عن هذه الدراسات بحيث يكون لها جانب إعلامي للتأكيد على أهميتها من قبل أولياء الأمور.
وتقدم مبارك بن سعيد السلطي بعدة مقترحات أهمها المواءمة بين المخرجات التعليمية والاستفادة من الدراستين في تطوير المناهج، وإقامة ورش عمل مستمرة للمعلمين وربطها بالمخرجات الدراسية، كما أكّد على أهمية توفير كتيبات كنماذج للأسئلة المطبقة في الدراستين والتعديل والتطوير في أساليب التقويم بما يتناسب مع التجديد في الأساليب الدولية. ومن جهته، قال حمود بن خلفان النعماني معلم أول بتعليمية شمال الباطنة إن هناك عدة مقترحات لتطوير الأداء في مواد العلوم والرياضيات وأهمها تدريب المعلمين على إعداد أسئلة القدرات العليا، وألا يقتصر التدريب على شريحة دون أخرى، وتطوير المناهج بما يتواكب ومتغيرات العصر، والاستفادة من نتائج برنامج التنمية المعرفية وربطها بهاتين الدراستين.
فيما رأت ليلى محمد الشيزاوية أننا نتجه بالفعل لتطوير الأداء، وبدأنا أول خطوة؛ وهي معرفة الواقع، ومقارنته مع الأداء الدولي في مادتي العلوم والرياضيات ونأمل أن نحصل على نتائج أفضل مستقبلا.
أكثر...