إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفكر السامي.. والرؤية المستقبلية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفكر السامي.. والرؤية المستقبلية

    حقيبة ورق =

    حمود بن علي الطوقي =

    يتمتع صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بنظرة ثاقبة، وحكمة عميقة متعددة المنابع والمشارب، تسبر أغوار القضايا فتحيلها إلى النور وسطوع الرؤية والطريق.. هذه الحكمة صقلتها تجارب الحياة والتأمل العميق، فأفكار جلالته دائمًا هي مستنيرة وإستراتيجيّة لأبعد الحدود، وواضحة الأهداف والمقاصد، كما أنّها – ولله الحمد- لا تقتصر على القضايا المحلية فقط؛ بل امتدت حتى شملت وكست شرفًا قضايا المحيط العربي والإقليمي والعالمي؛ وهذا ما جعل فكر جلالته محل احترام وتقدير من الجميع، ويشهد على ذلك ما وصلت إليه عمان من تقدم وتطور كان وما يزال مستندًا إلى فكر رصين واستشرافي وسامٍ من لدن جلالته.
    فرؤية العاهل المفدى الثاقبة، ونظرته العميقة للأمور في مطلع الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي تتجسد وتتبدى اليوم في أكثر من مجال وصعيد، فهو دائمًا ما يستشرف المستقبل، ويشخص الأدواء ويعالجها بمهارة نطاس بارع.. وبحكمة و واقعية تأخذ في الاعتبار كل المتغيرات والمستجدات في الشأن المحلي والعربي والدولي.
    ومن محاسن الصدف أنني شاهدت مؤخرًا مقطعًا من وقائع اللقاء الصحفي الذي عقده جلالته مع وسائل الإعلام العمانية في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1985، حيث تحدث جلالته - حفظه الله ورعاه - في لقائه التاريخي عن عدد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، وقد اتضحت رؤية جلالة السلطان بتناول الشأن العماني في كل جوانب العمل الوطني كالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية التي تشغل اهتماماته دائمًا، هذا بجانب تحديات التطوير المستمر، ومنها آنذاك تجربة المجلس الاستشاري، ومدى أهمية منهج التدرج وفق أسس وتطور المجتمع، وعلاقات السلطنة مع دول المجلس وآفاق التعاون الخليجي في فترة مبكرة، وغيرها من القضايا الحيوية.
    وعلى مر تعاقب الأيام والسنين أثبتت هذه الرؤية الحكيمة أنّها ذات أبعاد إستراتيجية صائبة في معالجة الأحداث في المنطقة، كما أنّها عكست أهمية البعد الاستشرافي لفكر جلالته المفدى، وإعمال فكره في معطيات الواقع.
    تابعت ذلك اللقاء بشغف أكثر من مرة، فوقتها كنت وزملائي الصحفيين من جيلنا في مقاعد الدراسة، وكان جلالته في ذلك اللقاء يرد على أسئلة الزملاء الصحفيين الذين حظوا بهذا التشريف السامي بأسلوب العارف الخبير، واستمعوا إلى ما أفضى به جلالته من رؤى وحكم متناهية في العمق والمعرفة، مازالت شاخصة إلى الآن وحاضرة بما تحقق على أرض الواقع من نماء وتنمية، لاسيما أطروحات جلالته النيرة عن إبعاد المنطقة من شبح الحروب وويلاتها، إضافة إلى مواقفه الإنسانية وخاصة في إدارة المواقف والأزمات بروية وثقة وبعيدًا عن أي انفعال.
    وأنا أكتب هذا المقال استحضرت ذاك اللقاء المتجمّل بصاحب المقام السامي، وكم تمنيت أن يتشرّف جيلنا من الصحفيين بأن يتجدد اللقاء بصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله – لننهل من فيضه، ونتعلم من حكمته الكثير والكثير.. فنحن كصحفيين بحاجة بين فترة وأخرى لمثل هذه اللقاءات؛ لإضاءة العديد من جوانب العمل الوطني في مسيرتنا، باعتبار أنّ الإعلام رفيق درب مؤسسات الدولة، ويسهم بدون شك في بلورة التوجهات والسياسات والخطط، ويدافع بقوة عن كل ما يمس الوطن أو ينال منه، ويشخص الكثير من التحديات، ويسلط الضوء على العديد من القضايا والمشكلات التي تواجه المجتمع.








    أكثر...
يعمل...
X