تضرب العلاقات العمانية اليمنية بجذورها عميقاً في تربة التاريخ، وتتسم في حاضرها بالقوة والمتانة، وتستشرف آفاق الغد بحزمة من التطلعات لتطوير هذه العلاقات إلى الأفضل بما يواكب طموحات قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين.
ولأجل تنمية هذه العلاقات، يجري تنسيق مستمر، وتعقد اجتماعات متواصلة، ومن ضمن ذلك لقاءات اللجنة العمانية اليمنية المشتركة التي بدأت اجتماعها الثاني عشر أمس بمسقط لمناقشة جملة من الموضوعات الرامية الى تعزيز مسيرة التعاون المشترك في كافة المجالات.
فالاجتماع يأتي استمرارًا للتعاون والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين ، للعبور به إلى مرحلة أوسع وأشمل بما يعبر عن عمق الروابط التي تجمع البلدين الشقيقين التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وأخوه فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية.
إن تعدد الموضوعات المطروحة على جدول أعمال اللجنة في اجتماعها الثاني عشر، يعكس النية الصادقة من قبل البلدين لتدعيم العلاقات القائمة بينهما بوتيرة متسارعة.
ونظرة سريعة على أجندة الاجتماع تؤكد العزم الأكيد للبلدين على المضي قدماً في مسيرة التعاون والتكامل من خلال تعميق الصلات في المجالات المُتّصلة بالمواصفات والمقاييس والتجارة والتأشيرات والجمارك والاستثمار والموانئ والشؤون البحرية والنقل البري والزراعة والري والنقل الجوي والأرصاد.
إن ما تشهده السلطنة حالياً من حراك تنموي واسع وخاصة في مشاريع البنية الأساسية، وعلى وجه الخصوص في مجال النقل والطيران، يتيح فرصًا استثمارية واعدة يمكن للجانبين استغلالها في إقامة مشاريع مشتركة ، إضافة إلى أنّ اليمن تشكل سوقاً كبيرًا يتيح للبلدين الاستفادة من هذه الميزة من خلال فتح خطوط جوية وبحرية لنقل البضائع والحاويات عبر الموانئ القريبة من اليمن .
ولا شك أنه تعقد آمال عريضة على مثل هذه الاجتماعات في الخروج بنتائج عملية وآليات لتفعيل التعاون المشترك إلى واقع ملموس من أجل خدمة البلدين الشقيقين .
أكثر...