إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العوفي: اتشرّف بانضمامي للرعيل الأول في جامعة السلطان قابوس.. وعمان تمتلك إرثاً حضارياً بمهنة الصيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العوفي: اتشرّف بانضمامي للرعيل الأول في جامعة السلطان قابوس.. وعمان تمتلك إرثاً حضارياً بمهنة الصيد

    أرجع التغيرات في سيكولوجية المجتمع الى التطورات المتلاحقة لأساليب الحياة (2-1)-




    الدراسة الجامعية كانت بمثابة السير في عالم غامض محمل بالتحديات والمفاجآت-
    أستاذي في الفيزياء كان أحد العاملين في مختبر آينشتاين-
    "الخير في البحار".. نصيحة أستاذي التي دفعتني للالتحاق بقسم الثروة السمكية-
    جلالة السلطان كرمني في حفل تخريج الدفعة الأولى بالجامعة لحصولي على المركز الأول-
    اخترت الدراسة في بريطانيا باعتبارها "أم العلوم"-
    الحياة الأكاديمية عززت القدرة على تطبيق النظريات في أرض الواقع-
    جيل اليوم محظوظ بتوافر الإمكانات.. ولا حجة أمامه-
    العالم الرقمي أثر بعمق في طريقة تربية الأبناء-
    إستراتيجية الثروة السمكية تهدف للتوسع في البنية الأساسية لموانئ الصيد-
    أسطول الصيد العماني سيضم سفناً ضخمة تتمتع بوسائل الراحة للصيادين-
    19 تصريحاً بالاستزراع السمكي بقيمة 128 مليون ريال حتى الآن-
    نسعى لنمو متسارع في الاستزراع السمكي إلى نسبة 15%-



    أعده للنشر- قسم المحليات-
    تصوير/ نواف المحاربي-





    رحلة طويلة وثرية قضاها سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الثروة السمكية منذ نعومة أظافره وحتى تبوئه المنصب الحالي.. فمن قرية صغيرة في ولاية بركاء ثم إلى جامعة السلطان قابوس ومنها إلى بريطانيا وجامعاتها العريقة.. غاص فيها في أعماق العلوم البحرية وتعرف على مكامن الثروات وتخصص في كيفية الاستفادة من الثروات الهائلة القابعة أسفل الماء الأزرق الذي يحيط بالسلطنة على طول سواحلها.
    مشوار حافل بالعطاء العلمي والمعرفي، وظفه العوفي في خدمة البلاد، إيماناً منه بأنّها تستحق كل البذل والجهد، وأن يعمل كل مواطن على الارتقاء بها.. العوفي الذي تخرج في حفل رعاه جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- يؤكد أن ذلك فخراً ووساماً على صدره، وتشريفاً كبيرًا من لدن جلالته، باعتباره أحد مكونات الرعيل الأول الذي تخرج في جامعة السلطان قابوس، مطلع تسعينيات القرن الماضي.
    في السطور القادمة، تغوص "الرؤية" عبر صالونها الأسبوعي في أعماق الرجل المسؤول عن الثروة السمكية- وهو الذي غاص من قبل في المعارف البحرية- يسرد خلالها جانباً من سيرة حياته العلمية والعملية، من فيض واسع متواصل منذ ميلاده.

    في بداية الصالون رحّب حاتم الطائي رئيس التحرير بسعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الثروة السمكية، وأوضح الطائي أن الصالون يركز بالدرجة الأولى على تناول الجانب الإنساني والغوص في أعماق الضيف ومن ثم تناول بعض الجوانب العملية التي أكد أنها لا تقل أهمية عن الشخصية، خاصة وأن هنالك متابعة من المواطنين فيما يخص الخطط المستقبلية لقطاع الثروة السمكية وما يستجد في مجال الاستزراع السمكي من مراحل. ويضيف الطائي أن أساس النجاحات المتحققة حالياً في الدولة هو الإنسان، باعتباره ركيزة التنمية الأساسية، مستشهدًا بخطابات صاحب الجلالة- حفظه الله ورعاه- وتوجيهاته السامية بالاهتمام ببناء الإنسان. فيما أعرب العوفي عن سعادته بأن يكون جزءًا من "صالون الرؤية". ويؤكد العوفي في بداية الصالون أهمية دور الإعلام باعتباره شريكاً في التنمية. ويقول العوفي إن الوزارة والحكومة بشكل عام تعملان على تعزيز الروابط بين المواطن والجهات المختلفة عبر البرامج المتنوعة التي تقدمها الوزارة وتلمس حاجات الناس.
    بدايات التكوين
    وينتقل العوفي في حديثه الذي تميّز بالبساطة إلى النشأة وبدايات التكوين، حيث يقول إنه من مواليد قرية صغيرة في ولاية بركاء، ودرس فيها كافة المراحل التعليمية، من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية ومن ثم الثانوية؛ حيث تخرج في مدرسة الإمام بركات محمد الثانوية، وكان ذلك الوقت مواكبًا لافتتاح جامعة السلطان قابوس، وكان من الرعيل الأول وباكورة المنضمين إلى جامعة السلطان قابوس. ويضيف العوفي أن الدراسة في تلك الفترة لم تكن سهلة كما هو الحال الآن، فلم تكن المعلومة الجامعية متوفرة، فضلاً عن أن مفهوم الجامعة كان لا يزال حديثًا في تلك الفترة. ويصف العوفي تلك الفترة بالقول إنها كانت فترة صعبة، وأشبه بمن يسير في عالم غير واضح محملاً بالتحديات والمفاجآت.
    ويتابع العوفي متحدثاً عن تلك الفترة قائلاً إن الإنسان دائماً ما يكون مسيّراً في بعض الأمور، ويستعين بالخالق في تمهيد الطريق له. ويزيد أن عدد الطلبة المنضمين إلى الجامعة آنذاك قارب 500 طالب فقط، وبعد انتهاء الفصل الدراسي الأول تقلص العدد بشكل كبير، نظراً لتوافر فرص العمل، فانضم كثير منهم إلى القطاع العسكري وغيرها من الوظائف. ويمضي ليقول إنه مع نهاية العام الدراسي بلغ عدد الطلاب نحو 300 طالب في الجامعة التي تم تصميمها للأجيال المقبلة، حيث أقيمت على مساحة شاسعة، فكان المبنى الواحد يتسع لنحو 20 ألف طالب فيما لا يسكنه سوى 300 فقط، ويلفت العوفي هنا الى التطور الهائل الذي شهدته الجامعة من حيث عدد الطلاب، والتي بدأت بنحو 300 طالب والآن بلغ العدد 22 ألفاً أو ما يزيد في مختلف التخصصات.
    ويضيف أنه التحق بكلية الزراعة التي تسمى الآن كلية العلوم الزراعية، ويروي العوفي أنه كان يذهب آنذاك الى كلية الهندسة وكيف كانت خاوية من الطلاب حيث العدد القليل، على عكس الحاضر حيث تمتلئ بالطلاب. ويوضح أن النظام التعليمي في تلك الفترة كان يتضمن دراسة الفيزياء والرياضيات باللغة الإنجليزية، وكان ذلك صدمة للطلاب، فالطالب الذي جاء من قرية لم يتعلم الإنجليزية وكانت أقصى معرفته بها "ثانك يو (شكرًا)"، حيث كان النظام التعليمي في المدرسة يخصص 3 حصص فقط لتعلم الإنجليزية. ويقول كانت المفاجأة أن تدرس نظريات آينشتاين بالإنجليزية، أو تعلم الجبر بهذه اللغة، وهو ما كان أمراً بالغ الصعوبة في البداية، لكن بعد ذلك تحسنت الأمور. غير أنه يضيف أن بعض الطلاب ترك الدراسة الجامعية آنذاك بسبب الصعوبة في المواد، حيث كانت هيئة التدريس في الجامعة من صفوة العلماء الأكاديميين؛ وكان أغلبهم مدرسين في جامعة تكساس، وهي واحدة من أعرق وأرقى الجامعات الأمريكية، وكانوا في أعمار تضفي عليهم النضج ويملكون خبرات تراكمية وعلى مشارف التقاعد، وأعمارهم تفوق الخمسين عامًا، ولجأوا للتدريس في الجامعة للتعرف وخوض تجربة جديدة تمكنهم من التعرف على عالم الخليج. ويقول إن من درسه الفيزياء كان يعمل في مختبر آينشتاين وكان عمره آنذاك 89 عاماً، مشيراً الى أنهم شكلوا النواة الأولى للجامعة وكانوا بمثابة الثروة التعليمية.
    التعليم الجامعي
    ويؤكد العوفي أنه في مرحلة التعليم الجامعي واجه العديد من الصعوبات، حيث كانت كل المواد تُدرس باللغة الإنجليزية، غير أنه يشدد على أنه تمكن من تجاوز كافة الصعوبات والتحديات، بفضل العديد من العوامل.
    ويوضح أنه اختار تخصص الثروة السمكية منذ البداية، ولم يحتج إلى تغيير التخصص، في حين أن الكثيرين غيروا مساراتهم. ويشير الى أن النظام التعليمي كان ينص على تنظيم يوم تعريفي للطلاب في بداية الالتحاق بالجامعة، حيث كان يتم توزيع كل 10 طلاب مع أستاذ جامعي، وتوافق أن يكون في مجموعة مع سانسبري وهو أستاذ أمريكي مشهور على مستوى العالم وله العديد من المؤلفات والكتب الضخمة وأحد أبرز المتخصصين في بناء السفن بقطاع الثروة السمكية، وقد وجه له نصيحة في تلك الفترة بالتخصص في مجال الثروة السمكية، وكان يردد كلمة "خيركم في البحار".
    ويضيف العوفي أنه تخرج في العام 1990، وتم تنظيم حفل تخرج مهيب شمله صاحب الجلالة- حفظه الله ورعاه- برعايته السامية، حيث كان حفل تخرج الدفعة الأولى من جامعة السلطان قابوس، مؤكداً أنها كانت فرحة لا توصف، وأوضح أنه حصل على المرتبة الأولى على الدفعة، وتم تكريمه مرتين؛ الأولى بالشهادة والأخرى بهدية من جلالته لأوائل الدفعة من مختلف الكليات.
    ويمضي يقول إن نظام المعيدين أهله- بفضل الدرجات العالية التي حصل عليها- للانضمام الى هيئة التدريس وتعيينه معيدًا بالكلية، ويوضح أنّه في تلك الفترة كانت الجهات الحكومية تتنافس في جذب الطلاب خريجي الجامعة، حيث تتصارع هذه الجهات للاستعانة بالطلاب، وكان البعض يلومني لعدم قبولي الوظيفة في عدد من الجهات، وذلك لأنّه كان في انتظار فرصة استكمال الدراسة وحصوله على وظيفة معيد بالكلية، وقضيت عاماً كاملاً في البيت دون عمل في انتظار تعيين الجامعة، بينما انخرط زملاؤه في العمل، غير أنه يؤكد أنه حصل ما كان يحلم به. ويضيف أنه بعد ذلك كانت هناك مسارات مخلتفة، أولها الابتعاث لاستكمال الدراسة، وكان الاختيار بين الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا، وهما مدرستان مختلفتان تمامًا، موضحاً أن أغلب زملائه اختار أمريكا، بينما اختار هو بريطانيا، مشيرًا الى الدور الذي لعبه الأستاذ مسعود التمامي (مدير البعثات آنذاك) في اختياره لبريطانيا، حيث نصحه بها كونها "أم العلوم".
    الابتعاث للخارج
    ويستطرد: "بعثتُ الى المملكة المتحدة وأنجزت رسالة الماجستير في تقنيات الصيد في عام 1995"، مشيرًا إلى أن الصيد في الثروة السمكية مرتبط بعلم الأحياء (البايولوجي) وكذلك التقنيات التكنولوجية والسفن والمصانع. ويتابع أنه عاد بعد ذلك الى الجامعة وتلقى تدريبًا على التدريس مما ساعده في اكتساب خبرة ومعرفة، ثم عاد مرة أخرى الى بريطانيا لنيل درجة الدكتوراه في جامعة هال، وتخصص في اقتصاد وإدارة الثروة السمكية، وأكد أنه رغم التحديات وصعوبة التدريس إلا أنه اجتاز المرحلة وأنهى الدكتوراه قبل الوقت المحدد بشهر أو شهرين. ويضيف أنه عاد إلى السلطنة وبدأ في المشاركة في تنمية البلاد، وفي التدريس في مجال البحوث بالجامعة، إلى جانب الإسهام في خدمة المجتمع من خلال حضور الفعاليات المختلفة. ويمضي ساردا مسيرته المهنية، قائلاً: "بدأت كمدرس في كلية العلوم الزراعية، وقمت بتدريس مواد في بناء السفن، وتقنية الصيد، والإحصاء، ومبادئ التدريس، وبعد مرور عامين عينت مساعداً لعميد كلية الزراعة للبحوث، وكان عملي في إدارة البحوث؛ حيث كانت لدينا في جامعة السلطان قابوس مؤسسة بحثية تشجع البحوث". ويزيد: "كانت لدينا موازنة تنفق على الباحثين لتشجيعهم وبالتالي خدمة البلاد عند تطبيقها، ومكثت في هذا المنصب حوالي 4 أعوام، وكان عملي الآخر في ذلك الوقت محرراً بمجلة الزراعة وهي مجلة علمية، مما عاد عليّ بالفائدة واستفدت كثيرًا.. وكانت مجلة عامة تشمل الزراعة والثروة السمكية، مما أكسبني خبرة زراعية وحيوانية وكذلك اقتصادية، ذلك أنني كنت اقرأ جميع المقالات والتأكد من صلاحيتها العلمية للنشر من خلال التواصل مع المحكمين الدوليين مع التزامنا بوقت نشر المجلة". ويضيف أن المجلة كانت توزع على المكاتب في الجامعات الخارجية، مشيرًا الى أنها كانت مجلة علمية محكمة، تحوي مشاركات من أوروبا واليابان وأمريكا. ويتابع أنه بعد ذلك عُين مساعدًا لنائب رئيس الجامعة، وعمل في هذا المنصب لمدة 3 أعوام كمساعد نائب الرئيس للكليات العلمية، وكان هناك 3 نواب، وكان مسؤولاً عن كليات الطب والهندسة والزراعة والعلوم، بينما زميلي الدكتور موسى الكندي المسؤول عن الكليات الأدبية؛ حيث كان مساعد نائب الرئيس للكليات الأدبية.
    ويوضح أن عمله في ذلك المنصب تعلق بأعمال الكليات ومتطلباتها من برامج دراسية، وكان حلقة الوصل بين رئيس الجامعة والأكاديمين، إلى جانب التدريس في نفس الوقت، ولكن كانت ساعات التدريس منخفضة، حيث إن الأعمال الإدارية تستهلك وقتاً كبيراً.
    التكليف السامي
    ويزيد أنه في شهر 7 من عام 2006، تشرف بتكليف صاحب الجلالة له بمنصب وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية، وكانت هذه نقلة كبيرة من الحياة الأكاديمية والتعامل مع الطلاب والباحثين وطلبة الماجستير، الى التعامل مع الخدمات التي تقدم للمواطنين والتعامل العملي مع الناس بعيداً عن المختبرات العلمية والنظريات.
    ويقول سعادته إنه بعد مرور عامين تم فصل الوزارة إلى وزارتين؛ حيث أصبحت وزارة الزراعة ووزارة الثروة السمكية، وبدأ العمل التنظيمي آنذاك؛ حيث لم يكن بعيدا عن الأسلوب العلمي في العمل، خاصة أن القطاع أحد أبرز القطاعات الحيوية اقتصادياً واجتماعيًا، مشيرًا إلى أنه استفاد بشكل كبير من خبراته السابقة، حيث اطلع على العالم من خلال المشاركة في مؤتمرات واجتماعات دولية. ويوضح أن الخبرات التراكمية ساهمت في وضع خطط وبرامج للثروة السمكية. ويضيف أنه عكف على وضع الخطة لنحو 6 سنوات، منذ تعيينه كوكيل للثروة السمكية، واستعان في ذلك بكافة الخبراء العمانيين في هذا المجال. ويوضح العوفي هنا أن هذه الفترة لا تعد تأخيراً في وضع الخطة؛ حيث كانت هناك خطط متعاقبة يتم وضعها بشكل دوري.
    ويشير في هذا السياق إلى أن ميزانية الوزارة حينما التحق بها كانت في حدود 6 ملايين ريال للثروة السمكية فقط، أما الآن فقد اعتمدت الخطة الخمسية الثامنة 100 مليون ريال، مشيراً الى أن الوزارة تسعى للحصول على 500 مليون ريال، أي نصف مليار ريال عماني، مؤكداً أن التطور في الوزارة كان كبيرا. ويوضح أن أبرز المعوقات تمثلت في إقناع المسؤولين بالجدوى الاقتصادية لأي مشروع، حيث يتطلب ذلك جهداً مضاعفاً لتأكيد القيمة الاقتصادية وغيرها.
    ورداً على تساؤل عن تأثير العمل الأكاديمي على الواقع العملي، يقول العوفي إن الحياة الأكاديمية منحته استفادة كبيرة، حيث كان مطلعاً على نظريات في الاقتصاد والثروة السمكية والعلوم، وكلها تعزز الطريقة العلمية في التفكير، وهو بناء الواقع وفق النظريات، فكان العمل يمزج بين النظرية والتطبيق العملي لها والتأكد من نجاحها. ويضرب العوفي مثالاً في هذا السياق بموضوع الاستزراع السمكي، حيث يقول إنه كان يمتلك حوضاً للأسماك في عام 1999، وتعرف من خلال سفره إلى مصر على كيفية زراعة سمك البلطي، واستفاد كثيرًا من الجوانب النظرية التي اكتسبها خلال المراحل الأكاديمية المختلفة، غير أنه تمكن من إقناع المسؤولين آنذاك بتجربة الأمر، وكان الفشل مصير التجارب لأكثر من مرة، إلا أنها كللت بالنجاح بعد ذلك في بركاء، واستطاع السكان هناك استرزاع الأسماك، وهذا كله يسرد واقعاً يمزج بين التحدي والإرادة. ويشير العوفي إلى أن العمل في وزارة الزراعة والثروة السمكية يتميز بالعمل الجماعي، فهناك فريق من المتخصصين، يساعدونه في كافة المهام، وهو كادر عماني متميز من مديري العموم من حملة الماجستير والدكتوراه، لافتا الى أنهم تم اختيارهم بعناية فائقة، من شتى النواحي سواء الشخصية أو القدرة والكفاءة والفاعلية، ولم يكن اختيارًا عبثيًا، مؤكدًا أنهم على مستوٍ عالٍ من التحصيل الأكاديمي والمعرفي من أعرق الجامعات والمعاهد العلمية. ويسرد العوفي أنه في ظل هذه الحياة الحافلة تعرف على العديد من الأصدقاء، وحتى الآن تجمعه علاقات قوية مع 6 من زملاء المرحلة الإعدادية والثانوية حتى اليوم، حيث يحرصون جميعاً على الالتقاء في كل عطلة أسبوعية، وتجتمع العائلات، فضلاً عن التواصل مع الزملاء الآخرين في الولاية، وزملاء الجامعة وطلبة الجامعة، بجانب العلاقة الأكاديمية، فلا يزال يشرف على عدد من طلاب الماجستير. وحول رأيه في الفروقات الجوهرية بين الجيل السابق وجيل اليوم، قال إن الأوضاع الآن ربما تكون أفضل بكثير عن الماضي، فلم يعد للشباب الحاجة الى أن يتكبد عناء التعليم كما كان في السابق، حيث التحديات الكبيرة.
    اختلاف السيكولوجية
    ويرى العوفي أن الإنسان دائما يسعى بتربيته لابنائه أن تكون تربية مناسبة، ليكونوا له عوناً عند الكبر، غير أنه يؤكد أن الواقع تغير الآن، حيث إن سيكولوجية المجتمع، فالشباب الآن على عجلة دائمًا من أمره، يسعى للعمل وبناء البيت والسيارة في أسرع وقت، على عكس الأجيال السابقة، تمتعت بالصبر. ويشير في هذا السياق إلى أن الغرب يمتلك ثقافة مغايرة، حيث يسعى للعمل والإنتاج وبعدها يسعى وراء المردود، حيث يختلف شكل الإنجاز عندما يفكر الإنسان بالمقابل قبل إنجازه لأي عمل.
    كما يرى العوفي أن طريقة تربية الأبناء مختلفة عن الماضي؛ حيث أصبح العالم من حولنا رقمياً من خلال أجهزة الحاسب الآلي والألعاب الرقمية والهواتف وغيرها، والتي تتباين عن طريقة تربيتنا سابقاً من خلال حرث الأرض والاجتهاد للحصول على خيرات الطبيعة. وبالانتقال الى الحديث عن الثروة السمكية، يؤكد العوفي أن هذا القطاع له أهمية خاصة، كما أن صاحب الجلالة- حفظه الله ورعاه- يشير دائماً في خطاباته الى أهمية هذا القطاع، حيث إن العمانيين يعتمدون منذ قديم الزمان على البحر، وهو إرث تاريخي منذ آلاف السنين، كما أن مهنة الصيد تتوارثها الأجيال أباً عن جد، والعمانيون برزوا في هذه المهنة وكانوا من أمهر التجار في أفريقيا وأول من وصلوا الى الصين وأمريكا، وإبداعهم في هذا الجانب ليس بالجديد، بالإضافة إلى أن الخير في البحار بوجود الثروة السمكية والنفط كذلك. ويضيف العوفي أن الخطة الخمسية الجديدة تتبنى إستراتيجية للثروة السمكية (2013-2020)، وتقوم على 3 محاور، أولها الشق الاستثماري، بجانب الدعم وشق البنية الأساسية التي تبلغ تكلفتها 500 مليون ريال عماني، وهو مبلغ موجه بالكامل لاستكمال البنية الأساسية بإنشاء موانئ صيد مجهزة وتتحمل حتى 50 عاماً في معظم الولايات الساحلية، بالإضافه الى برامج بوجود أسطول تستغل هذه الثروات في قاع البحر، حيث إن الأسطول العماني الحالي بسيط ويضم قوارب بسيطة، وتشرع الحكومة في إدخال سفن كبيرة ومتطورة وبها وسائل راحة للصيادين، لحثهم على العمل في هذا القطاع.
    المحافظة على الأسماك
    ويوضح العوفي أن السلطنة تفقد سنوياً 30% من الأسماك التي تخرج من البحر حتى تصل إلى المستهلك، معتبراً الرقم كبيرًا جداً، غير أنه يستدرك بأن هذه النسبة تعد عالمية، لذلك يتوجب وضع برامج للمحافظة على الأسماك لأن هذه النسبة نخسرها كمصدر غذائي ومبلغ نقدي، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في بعض المواسم، ما يستدعي ضبط الجودة وتدريب الصيادين.
    ويتابع أن الاستزراع السمكي، أحد أبرز المشروعات الضخمة في الوزارة، ومن المؤمل أن تكون السلطنة من الدول الرائدة في هذه الصناعة، كما أنه من المتوقع أن تعود بمئات الملايين من الريالات على اقتصاد السلطنة خلال العشرين عاماً المقبلة. ويزيد أن هناك العديد من الفرص المتاحة، وفي ظل وجود دراسات تدعم هذه الخطط، بالتعاون مع منظمات دولية كالفاو وهيئات من أمريكا واستراليا، والتي زارت عمان ويوجد معها تعاون حقيقي. ويشير إلى أنه من خلال الإجراءات التي تتخذها الحكومة تم منح 19 تصريحاً للاستزراع السمكي، وهي باكورة الاستثمارات بمبلغ 128 مليون ريال عماني، وكلها تصاريح تجارية لزراعة الروبيان والكوفر والصفيلح والهامور؛ حيث تم تقديم 32 طلباً من المستثمرين، وبعد تحليل اللجان وقع الاختيار على 19 مشروعاً، رأت اللجان المختصة فيها قابلية للتنفيذ. ويؤكد أن تسجيل الاستثمارات المشتركة يتم وفقاً لقانون الاستثمار العماني برأسمال أجنبي، وأن تكون إدارته بين شركة دولية وعمانية.
    نمو متسارع
    ويوضح العوفي أن الوزارة راجعت رسوم تأجير الأراضي في العالم، وتم وضع أرخص الأسعار لجذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين، خاصة في السنوات الخمس الأولى لتحقيق النمو المتسارع في الاستزراع السمكي. ويضيف أن نسبة النمو في هذا القطاع تبلغ 8 في المئة، وفي تشيلي بلغت 20 في المئة، وفي فيتنام وصلت إلى 20 في المئة، موضحاً أن السلطنة تطمح لتحقيق نسبة نمو متسارع تصل الى 15 في المئة.
    ويشير العوفي إلى أنه تم وضع السياسات الهادفة لتجهيز الأراضي التي تملكها الوزارة بيئيًا، وطرحها في إعلانات الصحف وغيرها بكل شفافية لتعزيز الاستثمارات بإشراف لجان مختصة تشرف على المقترحات التي يقدمها المستثمرون. ويتابع أن هناك لجنة وزارية تضم وكيل الإسكان ووكيل البيئة باعتبار أن هاتين الجهتين هما المعنيتان ببعض الأمور المتعلقة بالأراضي وغيرها من التراخيص، كما أن المستثمر يرفض الانتظار لسنتين أو أكثر للحصول على الأرض، وبالفعل تم حصر العديد من قطع الأراضي، بحيث تكون الأرض ملكًا للوزارة.
    ويقول إن الوزارة تعرض الأرض على المستثمر وبها كافة التجهيزات والتراخيص من الوزارات والجهات المختصة، وهناك مستثمرون من أوروبا وأمريكا وأفريقيا ومن بريطانيا ومستثمر من نيوزلندا، لافتاً الى أن اللوائح تنص على أنه إذا ما لم تستغل الأرض في غضون 12 شهراً يتم سحبها، ويعاد الإعلان عنها من جديد بالجرائد، كما أن المستثمر لا يحصل على الأرض بنظام التمليك.






    أكثر...
يعمل...
X