إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البابا فرانسيس الأول.. "غراب" برئة واحدة يتربع على عرش الفاتيكان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البابا فرانسيس الأول.. "غراب" برئة واحدة يتربع على عرش الفاتيكان

    ملفات إصلاح الكنيسة واستعادة مكانتها بانتظار قرارات جريئة منه-

    الرؤية- مركز البحوث-
    في صبيحة اليوم التالي لانتخابه بابا للفاتيكان خلفا لبنيديكتوس، غادر الكاردينال الأرجنتينى، خورخى ماريو بيرغوغليو (البابا فرانسيس الأول) الفاتيكان للصلاة في كنيسة في العاصمة الإيطالية في سيارة عادية دون حراسة ثمّ عرج على الفندق الذي كان ينزل فيه قبل الخلوة الانتخابية لأخذ حقيبته ودفع فاتورته.
    وبينما هو في طريقه من الفندق إلى المقر البابوي الجديد كان الكاردينال الذي عاش حياة متواضعة ويتميز بشخصية هادئة ورزينة يفكر فيما يجب عليه فعله إزاء المشكلات المتراكمة التي ورثها من سلفه بنيديكتوس.
    فهو قبل أيام كان يعيش حياة بسيطة ويستقل القطارات ويركب الحافلات العامة، ويسافر على الدرجة السياحية إلى روما، وهو أيضا الذي قضى عمره في شقة متواضعة في مبنى الأبرشية في بوينس ايرس.
    لعله تساءل: هل تسعفه الرئة الواحدة التي يعيش بها لكي يمنح الحياة البابوية في روما قُبلة الحياة من جديد؟

    يعد البابا فرانسيس الأول، المولود في الأرجنتين، أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي (رهبنة كاثوليكية أسسها إغناطيوس دي لويولا عام 1540 نسبة ليسوع المسيح ولا يطلق اليسوعيون على أنفسهم عادة صفة راهب، بل يفضلون لقب أخ أو أب لهذا فهم يعرفون أيضًا بالآباء اليسوعيين) في الوقت نفسه يصل إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية.
    وقال البابا الجديد مخاطبا الحشد المجتمع في ساحة كاتدرائية القديس بطرس في أول خطاب له بعد انتخابه "لنصل جميعا الواحد منا للآخر وللعالم لكي تكون هناك أخوة شاملة".
    وأضاف "الكرادلة استدعوني من آخر أصقاع الدنيا".
    ولا يرى بعض المنتقدين أنه المرشح المفضل ليكون خليفة للبابا بنديكتوس السادس عشر وهو بهذا العمر المتقدم (76 عاما)، إذ أنه أصغر بسنتين فقط من البابا السابق عند انتخابه في عام 2005، وقد يبدو هذا الاختيار مفاجئا لأولئك الذين كانوا يتوقعون بابا أصغر سنا ليكون البابا بتسلسل 266 على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
    وينظر البعض إلى البابا الجديد على أنه يبدو محافظا وإصلاحيا في الوقت نفسه، إذ ينظر إليه على أنه أرثوذوكسي في القضايا التي تتعلق بالجنس، وليبرالي في القضايا التي تتعلق بالعدالة الاجتماعية.
    وسبق أن نقلت صحيفة "ناشوينال كاثوليك ريبورتر" عنه قوله في اجتماع أساقفة أمريكا اللاتينية عام 2007 " نحن نعيش في الجزء الأكثر بعدم المساواة في العالم، والتي تزايدت أكثر حتى الآن، بينما بدت جهود القضاء على البؤس هي الأقل".
    وأضاف "مازال التوزيع غير العادل للبضائع قائمًا، مما يخلق حالة من الخطيئة الاجتماعية، تطلق صرخاتها للسماء وتحجم إمكانات حياة أفضل للعديد من إخواننا".
    إنّ المهام التي تنتظر البابا فرانسيس، أول بابا للكنيسة من أمريكا اللاتينية، انقلبت رأساً على عقب: فالعدو الخارجي الذي تجب محاربته أصبح "داخلياً"، يبدأ بالفساد والصراع على السلطة ولا ينتهي باتهامات التحرش الجنسي.
    أمّا مهام التفتيت والهدم فتحولت إلى ضرورة البناء والإصلاح للكنيسة من الداخل.
    بابا الكاثوليك.. رأس الكنيسة ملك مطلق الصلاحيات، وهو رئيس دولة ذات سيادة لها أجهزة حكم بيروقراطية وإدارية وسياسية تتجمع فيها السلطة وهي ما تعرف باسم "لا كوريا رومانا" La Curia Romana، نسبة إلى مدينة روما وعلى رأسها أمين سر الدولة يعينه البابا بطبيعة الحال.
    وقد أظهرت الوثائق التي سربها باولو غابريلي كبير خدم بنيديكتوس السادس عشر، حجم الصراع بين مراكز القوى داخل دولة الفاتيكان على الثالوث الدنيوي: المال والسلطة والجنس. وهو ما دفع البابا المتنحي إلى تشكيل لجنة من 3 كرادلة للتحقيق وسلمته تقريرها الذي لم يرغب في الإطلاع عليه بل تركه لخلفه خورخي ماريو برغوليو.
    منذ لحظة انتخابه، أرسل برغوليو إشارات بدت واضحة المغزى وترسخت في اليوم الثاني، فالاسم الذي اختاره يحمل دلالات متعدة.
    فرانسيس القديس كان خادم الفقراء ولم يحمل اسمه أي من الباباوات المائتين وخمسة وستين. عند إطلالته الأولى ليلة انتخابه قال إنهم أتوا به من آخر الدنيا، في إشارة الى بلده البعيد، طالباً من المحتشدين في ساحة القديس بطرس أن يصلوا من أجله.
    صبيحة اليوم التالي، غادر الفاتيكان للصلاة في كنيسة في العاصمة الإيطالية في سيارة عادية دون حراسة ثم عرج على الفندق الذي كان ينزل فيه قبل الخلوة الانتخابية لأخذ حقيبته ودفع فاتورته!
    يبقى السؤال ماذا يعني انتخاب بابا للكاثوليك من أمريكا اللاتينية؟
    برغوليو قالها بنفسه "لقد اتوا بي من مكان بعيد" ليس للدلالة على بعد الأرجنتين عن روما ولكن أيضاً بعده التام عن مراكز السلطة في روما، الأمر الذي سيعطيه، بلا شك، حرية الحركة في عملية الإصلاح التي يتمناها.
    تعاني الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية من نزف حقيقي في عدد أتباعها الذين يتوجهون إلى كنائس أخرى أكثر حركية وتشاركية، خاصة مع ازدياد وطأة الأزمة الاقتصادية في العالم. ولا شك أن البابا فرانسيس سيكون الأقدر على الالتفات لمشاكل تلك القارة التي يعرف شعابها جيداً.
    مشجع رياضي
    ويقول متابعون أنّ الكاردينال خورخي برغوليو ارتدى رداء بابا الفاتيكان وأصبح اسمه البابا فرنسيس، لكن لم يخلع "قميص تشجيع" ناديه الرياضي المفضل في الأرجنتين سان لورنزو، فالبابا ابن أحد لاعبي النادي، وهو عضو متحمس في رابطة المشجعين.
    واستقبل النادي العريق نبأ تنصيب برغوليو بسعادة غامرة، وقال على موقعه الرسمي: "نادي سان لورنزو دي الماغرو، بالإضافة إلى أعضائه ومشجعيه، يهنئون خورخي بيرغوليو الذي انتخب بابا جديدا... نشعر بفخر كبير لمؤسستنا".
    البابا فرنسيس الأول هو أحد أعضاء نادي مشجعي سان لورنزو بحسب ما تظهر صورة بطاقة عضويته منذ عام 2008 المنشورة على الموقع الرسمي، بالإضافة إلى صورة أخرى يحمل فيها وشاح الفريق الأزرق والأحمر.
    ونقل عن البابا قوله في وقت سابق إنه يتألم "لمعاناة الفريق راهنا"، بسبب ابتعاد النادي عن المنافسة في الدوري.
    ويلقب البابا فرانسيس في النادي بـ"الغراب" نسبة إلى كنية المشجعين المحليين، وفي إشارة إلى الثوب الأسود الذي كان يرتديه الأب لورنزو ماسا مؤسس النادي.
    وشب خورخي برغوليو الذي يعيش بالقرب من مقر سان لورنزو، على تشجيع النادي العريق، عندما كان يتابع والده الذي كان لاعبا في فريق كرة السلة بالنادي الذي تأسس عام 1908.
    ولا يزال يحتفظ بذكرى موسم 1945-1946 عندما لم يخسر الفريق أي مباراة في طريقه إلى إحراز لقبه الخامس في الدوري.
    وتوج الفريق الذي احتفل بمئويته عام 2008 بـ13 لقبا في الدوري آخرها عام 2007، ترأس بعدها الكاردينال بيرغوليو قداسا جماعيا بالقرب من ملعب سان لورنزو، لكن نادي العاصمة بوينوس آيرس يعيش بداية موسم صعبة، إذ حصد 6 نقاط في 5 مباريات ويحتل المركز الثاني عشر، وقد يكون بحاجة لمساعدة معنوية من البابا الجديد ليتفادى الهبوط إلى الدرجة الثانية.
    وبات الكاردينال برغوليو (76 عاما) البابا الأول من القارة الأمريكية الذي يتولى السدة البابوية عندما انتخب مساء الأربعاء ليخلف بنديكتوس السادس عشر.






    أكثر...
يعمل...
X