بوينيس آيريس- أ.ف.ب-
كان خورخي برغوليو قبل عقود طويلة من انتخابه بابا، "تلميذًا شقيًا" جدا يقفز على درج مدرسته القديمة في بوينوس ايريس صعودا ونزولا على ما تقول الراهبة التي تدير المدرسة.
وتتذكر الأخت مارثا رابينو كيف كان الكاردينال الأرجنتيني يحفظ جدول الضرب بصوت عال خلال قيامه باللعب على سلالم مدرسة الرحمة الإلهية في العاصمة الأرجنتينية بوينوس ايريس. وتقول الراهبة البالغة 71 عامًا والابتسامة على محياها "كان شقيًا، كثير الحداقة، مثل أي صبي آخر"، مضيفة "من كان ليقول إنّه سيصبح بابا". وذرفت رابينو دموع الفرح لدى سماعها بأن الكاردينال اليسوعي البالغ 76 عامًا والذي لا يزال يحتسي الحليب والشاي مع راهبات المدرسة، انتخب ليعتلي كرسي القديس بطرس في الفاتيكان، ويصبح بذلك أول شخص من أمريكا اللاتينية يقود الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,2 مليار شخص حول العالم. "هكذا يكون القديسون"، تقولها رابينو التي علمت مادة التعليم الديني لكريستينا كيرشنر في مدينة لا بلاتا المجاورة قبل عقود من توليها رئاسة الأرجنتين. وغالبا ما توصف علاقة برغوليو وكيرشنر بالباردة، إلا أن رابينو أبدت أملها في أن تؤدي الزيارة المرتقبة للرئيسة الإرجنتينية إلى الفاتيكان لحضور حفل التولية الرسمي للبابا الأسبوع المقبل، إلى كسر الجليد بينهما. وتضيف "الاثنان لديهما شخصية قوية جدًا وقناعات صلبة، لكنني كنت سعيدة جدًا لدى قراءتي الرسالة التي وجهتها كريستينا"، في إشارة إلى التهاني الموجهة من كيرشنر للبابا الجديد. وستقوم الرئيسة الأرجنتينية "على الأرجح بتقبيل خاتمه، وبالتالي سيكون عليها مراجعة مواقفها" بحسب رابينو.
وطبعت راهبات أخريات طفولة برغوليو وحياته الروحية. ومن بين هؤلاء الأخت روزا، معلمته الأولى. كان يزورها بانتظام إلى حين وفاتها في العام الماضي عن 101 عام. وأمضى برغوليو طفولته في ضاحية فلوريس وقام بتنمية دعوته الكنسية في بازيليك سان خوسيه دي فلوريس حيث كان يترأس القداس في بداية كل أسبوع مقدس.
أكثر...