"السفينة ما تزال واقفة".. أول العروض والافتتاح مبسط ومعبّر-
مسقط- محمد خلفان وميا السيابية-
تصوير- سيف السعدي-
تتواصل فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الرابع لليوم الثاني على التوالي، حيث تقام صباح اليوم حلقة تدريبية في مجال إعداد الممثل، وتقدم في المساء تعليمية محافظة البريمي مسرحية النخلة والماكر، تليها تعليمية محافظة شمال الشرقية بمسرحية فليشرب النخل المطر، وتقام بعدها جلسة تعقيبية للعرضين.
وكان قد افتتح صباح أمس بمسرح الوزارة مهرجان المسرح المدرسي الرابع برعاية معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم وأصحاب السعادة الوكلاء وجمع من الفنانين وأخصائيي النشاط المسرحي في المحافظات التعليمية، والطلاب المشاركين في الحفل. وقدمت تعليمية محافظة مسقط مساء أمس بمسرح مدرسة دوحة الأدب أول عروض المهرجان السفينة ما تزال واقفة.
بدأ حفل الافتتاح بتلاوة عطرة من كتاب الله المجيد تلاها الطالب قصي بن محمد السليماني من مدرسة شمس المعارف للتعليم الأساسي، ألقى بعدها الدكتور ناصر بن صالح الكندي المدير العام المساعد للإعلام التربوي والأنشطة الطلابية كملة الوزارة قال فيها: " تتبنى وزارة التربية والتعليم تنظيم طيف واسع من البرامج والأنشطة والمسابقات التربوية في مختلف مجالات الأداء الطلابي؛ لإتاحة الفرص للطلاب لصقل مواهبهم، وتنمية مهاراتهم الإبداعية في مختلف مجالات اهتمامهم ، وبما يؤدي إلى توجيه طاقاتهم لبناء ذواتهم وخدمة مجتمعهم. ويعد النشاط المسرحي المدرسي أحد ألوان النشاط الطلابي التي تهيئ للطالب معايشة تجارب متعددة تسهم في نمو شخصيته، وإذكاء روح الإجادة والإبداع لديه، وتكسبه التوازن النفسي، وتصقل قدراته المهارية الضرورية للحياة التي يعيشها الطالب، سواء كانت مهارات فردية أم مهارات جماعية، وعلى المستوى القيمي والسلوكي فإن النشاط المسرحي يعنى بتعزيز قيم المواطنة وثقافة السلم والتسامح عبر الانفتاح على آداب وفنون الحضارات الإنسانية المختلفة، ومن هذا المنطلق يحرص القائمون على هذا النشاط على أن يعنى النص المسرحي المدرسي بالقضايا والموضوعات التربوية والمجتمعية والثقافية التي تمس حياة الناشئة في وقتنا الحاضر، من خلال مقاربة فنية ذات طابع تربوي في مستوى فهمهم وإدراكهم".
وأضاف الكندي: "إن النشاط المسرحي المدرسي ينسجم في أهدافه مع منظومة المناهج الدراسية ويعززها من خلال ربط المسرح المدرسي بجوانب من المواضيع والقضايا في المناهج الدراسية التي تتم مسرحتها، الأمر الذي يجعل المسرح المدرسي وسيلة تعليمية ومشوقة وهادفة، وعلى الصعيد الوطني ترمي وزارة التربية والتعليم من وراء دعم النشاط المسرحي المدرسي إلى دعم الحركة المسرحية والدرامية في السلطنة، حيث يعد المسرح المدرسي المكان الأول لإعداد الممثلين والمخرجين والنقاد وغيرهم من كوادر العمل المسرحي".
وتابع: "يوفر مهرجان المسرح المدرسي الرابع فرصا عديدة للفرق المسرحية المدرسية القادمة من سبع محافظات تعليمية للتنافس في تقديم أفضل ما لديها من إبداعات فتية، وللفوز بالمراكز الثلاثة الأولى للمهرجان، كما أنّ الفرصة متاحة للمخرجين والفنيين بالطبع لأبنائنا الطلاب للتنافس والحصول على المراكز المتقدمة وجوائز المهرجان المتنوعة.
لوحة استعراضية معبرة
أعلن بعدها معالي الدكتور راعي الحفل افتتاح مهرجان المسرح المدرسي الرابع. ثم تابع الحضور لوحة استعراضية خفيفة ومعبرة قدمها طلاب مدرسة الصاروج للتعليم الأساسي، واستعرضت مجموعة من الطلاب وهم يتحدثون عن العلم وعن الأحرف والأرقام باللغة العربية والإنجليزية، فتدخل عليهم المعلمة وتلقي عليهم التحية، ويدخل الراوي ليحكي لهم ويتجمع الطلاب حوله، ثم يحيون العلم وصاحب الجلالة عن طريق رفع الأعلام وصورة صاحب الجلالة، وتعتمد اللوحة على الدمى كعنصر أساسي في العرض سواء عن الطريق العرائس أو عن طريق مسرح الدمى الذي حضر في زاوية من زوايا الخشبة، ومجموعة من البطاقات الدراسية التي يستعرضها الطلاب المشاركون في رسم اللوحة، وتسعى اللوحة إلى الإشارة إلى طريقة وأهمية تفعيل مسرح العرائس في الحصص المنهجية والأنشطة المسرحية من خلال ألعاب الدمى والأقنعة. وفي نهاية الحفل صعد أعضاء لجنتي التحكيم والتعقيب إلى خشبة المسرح للتعريف بهم.
حفل الافتتاح من إشراف الدكتور محمد بن خلفان الشيدي المدير العام للمديرية العامة للبرامج التعليمية، وإعداد وإخراج عبدالله بن سالم بن شنون، وساعد في الإخراج آسيا البلوشية ودلال البوسعيدية، واللوحة من كلمات عبدالمطلب بن شرف الموسوي وألحان بيشوي سمير، وزهران الشقصي في المتابعة الفنية، وآسيا السيابية، وقسمت الفارسية، وهناء باعمر، ونادية اليمانية، ومريم المهدلية، وميان الزواوي في الإشراف.
هنا تبدأ الإبداعات
وفي ختام الحفل صرح معالي الوزير راعي الحفل قائلا: " تبدأ الإبداعات دائما من المدرسة، وهذا الأمر ينطبق على كل الإبداعات وفي كل المجالات سواء كانت في مجال الفنون أو الرياضة أو القيادة أو صقل الشخصية بشكل عام فمن هنا تتكون هذه البذرة المبدعة بشكل أساسي، وعندما نتحدث عن المسرح أبي الفنون ورعاية المدرسة لهذا الفن الجميل فنحن نعتقد أن البداية تبدأ من هنا، وهناك الكثير الذي من الممكن أن تقدمه المدرسة ليس فقط لرواد المدرسة وإنما للمجتمع بشكل أكبر وأوسع، والمسرح يمثل المجتمع بكل أطيافه وشرائحه وفئاته المختلفة، وكلما تعمقنا في هذا الفن الرائع كلما عكسنا واقعا، وعالجنا إشكالات، وقدمنا للمجتمع حلولا من الصعب تقديمها على الواقع ولكن من خلال المسرح يمكن أن نقدم ليس فقط الجمال وإنما نعالج الكثير من القضايا المجتمعية عن طريق هذا الفن الراقي، المسرح.
النخلة والماكر
مسرحية النخلة والماكر من إعداد وفاء الشامسية عن مسرحية أم النخيل لكاتبها محمود أبو العباس وإخراج جوهر الربوعي، وفاطمة البادية وخولة النعيمية في المراجعة اللغوية وميسون الكنجية في تصميم الاستعراضات ومحمود البادي في الإضاءة وخميس اللمكي في الصوتيات وياسر ناجي في الديكور، وفي التمثيل أحمد الغيثي في دور سحنوج، وآمنة البادية في دور ديما، وعبدالله اليعربي في دور شجاع، ولجين عباس في دور النخلة، وسيف اللمكي في دور شنكل، وناصرالكلباني في دور ماكر، ونادر العلوي في دور شاطر، وحمود المقبالي في دور شاطر.
تدور أحداث المسرحية حول مزرعة بها نخلة عظيمة تعد أم لجميع النخيل الموجودة يحميها عدد من الأصدقاء ويقومون برعايتها والاهتمام بها بينما تحاول مجموعة شريرة السيطرة على المزرعة وأخذ النخلة الأم، فيبدأ لصراع بين الخير والشر بين محبي النخلة والذين يكرهون الخير من أجل إفقاد النخلة هيبتها ومكانتها.
النخل يشرب المطر
تتحدث مسرحية فليشرب النخل من المطر عن الوطن والتمسك به والذود عنه فصاحب الأرض راشد يهرب من الظل المعتدي الذي ينتزع أراضي البلدة ومصادر الماء من أصحابها من أجل مشاريعه، ويبني جدارا يعزل البلدة عن أرض راشد التي ظلت منيعة في وجهه، ويحاول الطبال ابن عم راشد وهو قائد فرقة شعبية لم يتبق منها إلا اثنان فقط أن يجمع قوته وقوة راشد لمواجهة الظل ، تساعده في ذلك فاطمة ابنة عم راشد التي ينوي الظل الزواج منها. يمر راشد بصراع نفسي بينه وبين نفسه كما يتصارع مع الظل في جو مسرحي شائق.
المسرحية من تأليف ثريا اليزيدية وإخراج محمد بن سالم المعمري،وسعيد الشرجي في الإشراف العام، وحمد المفرجي في الإشراف الفني، وإيمن الوهيبي في الإضاءة، وهلال شرقاوي في تصميم الديكور والملابس، والمؤثرات الصوتية لفؤاد رضا، ويجسد أودار المسرحية ياسين المالكي في دور راشد، وباسل المسكري في دور الظل، فيصل المسلمي في دور المعاون الأول، ومهند الصلطي في دور المعاون الثاني، وشهاب الحجري في دور الصورة، وعبدالحكيم الحارثي في دور الطبال، ومحمد السعدي في الراقص الأول ومهنا اليعربي في دور الراقص الثاني، ومرام النعمانية في دور فاطمة.
السفينة ما تزال واقفة
وكان قد أعلن عرض السفينة ما تزال واقفة بدء المنافسة على جوائز المهرجان حيث تحكي المسرحية قصة مجموعة من البحارة الذين يجوبون البحار سعيا في طلب الرزق بقيادة الربان العظيم، فتظلم عليهم الدنيا ذات مساء وتغيم السماء وترعد ويومض برقها، وتهب ريحها، وتتحطم الأشرعة، وتقذف الأمواج العاتية بالسفينة وأصحابها إلى ساحل جزيرة صخرية مهجورة لا حياة فيها. وتتوالى الصعاب على الطاقم وتكالبت عليه بإصابة الربان إصابة خلفته عاجزا فيتنازع البحارة ويختلفون على القيادة ويسعون جاهدين للخروج من هذه الجزيرة والعمل على إصلاح سفينتهم بشتى الطرق والوسائل الممكنة، ويسعون إلى طلب العون والمساعدة من السفن التي كانت تعبر البحر بجوار الجزيرة إلى أن قرر بحارة إحدى السفن مساعدتهم بجلب خبير لهم يقوم بإصلاح السفينة مقابل كل ما يملكون من الذهب فاستبشروا بالأمر خيرا وسلموه أموالهم ليكتشفوا لاحقا بأن الخبير ما هو إلا لص سلبهم آخر أمل لهم في النجاة وهرب فضاع الأمل وضاعت أحلامهم واستكانوا لقدرهم المحتوم بالبقاء في جزيرتهم ووقوف سفينتهم لعل فرجا يأتيهم من حيث لا يحتسبون. وهي من تأليف الدكتور عبد الكريم جواد وإخراج شبير العجمي، وخالد الوهيبي المخرج المنفذ وسينوغرافيا إدريس النبهاني، وديكور يوسف البلوشي، وأزياء مريم الوهيبية، ومريم الشيدية. وتمثيل نورة البلوشية في دور زوجة النوخذة وجهان البلوشية في دور الفتاة، وبسمة الفورية في دور الحورية، وجعفر البحراني في دور النوخذة، وخويلد المقيضي في دور فهمان، وأحمد العميري في دور ريحان، وإبراهيم الحسني في دور ميمان، ومصعب الخضوري في دور الخبير، ومحمد الوهيبي في دور المندوب، وزكريا النبهاني ويوسف الهنائي وأيوب الفراجي في دور البحارة.
رفع مستوى الأداء
يأتي المهرجان ضمن جهود الوزارة لتطوير ودعم رسالة المسرح المدرسي ودوره في الاهتمام بالطالب والعمل على تطوير قدراته وطاقاته الفكرية، ويهدف إلى الارتقاء بمستوى المسرح المدرسي كوسيلة تربوية وتعليمية تهدف إلى إعداد الناشئة إعداداً تربوياً متكاملاً، وتبادل الخبرات والمهارات والمعارف وتوسعة آفاق ومدارك الطلاب من خلال التقاء المختصين والطلاب في مكان واحد مما يساهم بشكل فاعل في الإثراء الفكري لأخصائي النشاط المسرحي والطلاب، ورفع مستوى الأداء الفني للمسرح المدرسي، وجعل العروض المسرحية أكثر تكاملية ونضجاً من حيث النص والإخراج والتمثيل ومكملات العرض المسرحي المختلفة، وتخفيف الأعباء عن الطالب والمعلم من خلال التقليل من عدد المسابقات والفعاليات من خلال دمجها واختصارها بما لا يؤثر على الأهداف المرجوة منها، وتعريف المجتمع بالجهود التي تبذلها الوزارة في مجال المسرح المدرسي، وتعميم الفائدة العلمية والمعرفية والترفيهية التي يقدمها المسرح والمساهمة في تنشيط الحراك الثقافي والمسرحي في السلطنة
أفضل سبعة عروض
تتنافس في المهرجان7 عروض مسرحية تم اختيارها من بين العروض المتنافسة في المشاهدة الأولى من قبل لجنة متخصصة، والعروض التي تأهلت للمنافسة على جوائز المهرجان هي: السفينة لا تزال واقفة لتعليمية محافظة مسقط والنخلة والماكر لتعليمية محافظة البريمي، وفليشرب النخل المطر لتعليمية محافظة شمال الشرقية، والعقد لتعليمية محافظة الظاهرة، وزهرة الحكايا لتعليمية محافظة جنوب الباطنة، واللؤلؤة لتعليمية محافظة شمال الباطنة، ولو تشفى الجروح لتعليمية محافظة ظفار على جوائز المهرجان، وهي أفضل عرض متكامل أول، وأفضل عرض متكامل ثان، وأفضل عرض متكامل ثالث، وأفضل عرض متكامل مركز رابع، وأفضل إخراج، وأفضل نص لكاتب عماني، وأفضل ممثل دور أول وأفضل ممثلة دور أول، وأفضل ممثل دور ثاني، وأفضل ممثلة دور ثاني ، أفضل إضاءة، وأفضل ديكور، وأفضل ملابس، وأفضل ماكياج، أفضل مؤثرات صوتية بالإضافة إلى جوائز تشجيعية لبقية العروض المشاركة. وتقام في المهرجان جلسات تحليلية للعروض المسرحية المشاركة من قبل نقاد يستضيفهم المهرجان، كما ستعقد حلقة عمل تدريبية خاصة للطلاب في الفترة الصباحية من قبل مختصين أو فنانين، كما يحتوي البرنامج على زيارة لبعض معالم محافظة مسقط.
233مشاركا
يشارك في المهرجان 233 مشاركا بين طلاب مشاركين وفنيين وإداريين ولجان تحكيم ومعقبين ومدربين وضيوف ولجان عاملة، وتتكون لجنة التحكيم من المخرج عبد الغفور بن أحمد البلوشي رئيسا للجنة بعد اعتذار الفنان محمد إلياس فقير، وعضوية كل من المخرج جاسم البطاشي، والفنانة فخرية خميس، والمخرج مسعد المعني، والفنان سالم الحبسي، والفنان ناصر الهنائي، وتتكون لجنة التعقيب من قبل الفنان أحمد الأزكي والفنانة أمل الحضرمية، والفنان هلال الهلالي، والدكتور محمد الحبسي، والفنانة دلال البوسعيدية والكاتب هلال البادي، وتكونت لجنة تقييم واعتماد النصوص المشاركة من كل من: الدكتور عبد الكريم جواد ورحيمة الجابرية، وعبدالله شنون، وناصر الهنائي، ومحمد المعمري، وثريا اليزيدية.
أكثر...
مسقط- محمد خلفان وميا السيابية-
تصوير- سيف السعدي-
تتواصل فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الرابع لليوم الثاني على التوالي، حيث تقام صباح اليوم حلقة تدريبية في مجال إعداد الممثل، وتقدم في المساء تعليمية محافظة البريمي مسرحية النخلة والماكر، تليها تعليمية محافظة شمال الشرقية بمسرحية فليشرب النخل المطر، وتقام بعدها جلسة تعقيبية للعرضين.
وكان قد افتتح صباح أمس بمسرح الوزارة مهرجان المسرح المدرسي الرابع برعاية معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم وأصحاب السعادة الوكلاء وجمع من الفنانين وأخصائيي النشاط المسرحي في المحافظات التعليمية، والطلاب المشاركين في الحفل. وقدمت تعليمية محافظة مسقط مساء أمس بمسرح مدرسة دوحة الأدب أول عروض المهرجان السفينة ما تزال واقفة.
بدأ حفل الافتتاح بتلاوة عطرة من كتاب الله المجيد تلاها الطالب قصي بن محمد السليماني من مدرسة شمس المعارف للتعليم الأساسي، ألقى بعدها الدكتور ناصر بن صالح الكندي المدير العام المساعد للإعلام التربوي والأنشطة الطلابية كملة الوزارة قال فيها: " تتبنى وزارة التربية والتعليم تنظيم طيف واسع من البرامج والأنشطة والمسابقات التربوية في مختلف مجالات الأداء الطلابي؛ لإتاحة الفرص للطلاب لصقل مواهبهم، وتنمية مهاراتهم الإبداعية في مختلف مجالات اهتمامهم ، وبما يؤدي إلى توجيه طاقاتهم لبناء ذواتهم وخدمة مجتمعهم. ويعد النشاط المسرحي المدرسي أحد ألوان النشاط الطلابي التي تهيئ للطالب معايشة تجارب متعددة تسهم في نمو شخصيته، وإذكاء روح الإجادة والإبداع لديه، وتكسبه التوازن النفسي، وتصقل قدراته المهارية الضرورية للحياة التي يعيشها الطالب، سواء كانت مهارات فردية أم مهارات جماعية، وعلى المستوى القيمي والسلوكي فإن النشاط المسرحي يعنى بتعزيز قيم المواطنة وثقافة السلم والتسامح عبر الانفتاح على آداب وفنون الحضارات الإنسانية المختلفة، ومن هذا المنطلق يحرص القائمون على هذا النشاط على أن يعنى النص المسرحي المدرسي بالقضايا والموضوعات التربوية والمجتمعية والثقافية التي تمس حياة الناشئة في وقتنا الحاضر، من خلال مقاربة فنية ذات طابع تربوي في مستوى فهمهم وإدراكهم".
وأضاف الكندي: "إن النشاط المسرحي المدرسي ينسجم في أهدافه مع منظومة المناهج الدراسية ويعززها من خلال ربط المسرح المدرسي بجوانب من المواضيع والقضايا في المناهج الدراسية التي تتم مسرحتها، الأمر الذي يجعل المسرح المدرسي وسيلة تعليمية ومشوقة وهادفة، وعلى الصعيد الوطني ترمي وزارة التربية والتعليم من وراء دعم النشاط المسرحي المدرسي إلى دعم الحركة المسرحية والدرامية في السلطنة، حيث يعد المسرح المدرسي المكان الأول لإعداد الممثلين والمخرجين والنقاد وغيرهم من كوادر العمل المسرحي".
وتابع: "يوفر مهرجان المسرح المدرسي الرابع فرصا عديدة للفرق المسرحية المدرسية القادمة من سبع محافظات تعليمية للتنافس في تقديم أفضل ما لديها من إبداعات فتية، وللفوز بالمراكز الثلاثة الأولى للمهرجان، كما أنّ الفرصة متاحة للمخرجين والفنيين بالطبع لأبنائنا الطلاب للتنافس والحصول على المراكز المتقدمة وجوائز المهرجان المتنوعة.
لوحة استعراضية معبرة
أعلن بعدها معالي الدكتور راعي الحفل افتتاح مهرجان المسرح المدرسي الرابع. ثم تابع الحضور لوحة استعراضية خفيفة ومعبرة قدمها طلاب مدرسة الصاروج للتعليم الأساسي، واستعرضت مجموعة من الطلاب وهم يتحدثون عن العلم وعن الأحرف والأرقام باللغة العربية والإنجليزية، فتدخل عليهم المعلمة وتلقي عليهم التحية، ويدخل الراوي ليحكي لهم ويتجمع الطلاب حوله، ثم يحيون العلم وصاحب الجلالة عن طريق رفع الأعلام وصورة صاحب الجلالة، وتعتمد اللوحة على الدمى كعنصر أساسي في العرض سواء عن الطريق العرائس أو عن طريق مسرح الدمى الذي حضر في زاوية من زوايا الخشبة، ومجموعة من البطاقات الدراسية التي يستعرضها الطلاب المشاركون في رسم اللوحة، وتسعى اللوحة إلى الإشارة إلى طريقة وأهمية تفعيل مسرح العرائس في الحصص المنهجية والأنشطة المسرحية من خلال ألعاب الدمى والأقنعة. وفي نهاية الحفل صعد أعضاء لجنتي التحكيم والتعقيب إلى خشبة المسرح للتعريف بهم.
حفل الافتتاح من إشراف الدكتور محمد بن خلفان الشيدي المدير العام للمديرية العامة للبرامج التعليمية، وإعداد وإخراج عبدالله بن سالم بن شنون، وساعد في الإخراج آسيا البلوشية ودلال البوسعيدية، واللوحة من كلمات عبدالمطلب بن شرف الموسوي وألحان بيشوي سمير، وزهران الشقصي في المتابعة الفنية، وآسيا السيابية، وقسمت الفارسية، وهناء باعمر، ونادية اليمانية، ومريم المهدلية، وميان الزواوي في الإشراف.
هنا تبدأ الإبداعات
وفي ختام الحفل صرح معالي الوزير راعي الحفل قائلا: " تبدأ الإبداعات دائما من المدرسة، وهذا الأمر ينطبق على كل الإبداعات وفي كل المجالات سواء كانت في مجال الفنون أو الرياضة أو القيادة أو صقل الشخصية بشكل عام فمن هنا تتكون هذه البذرة المبدعة بشكل أساسي، وعندما نتحدث عن المسرح أبي الفنون ورعاية المدرسة لهذا الفن الجميل فنحن نعتقد أن البداية تبدأ من هنا، وهناك الكثير الذي من الممكن أن تقدمه المدرسة ليس فقط لرواد المدرسة وإنما للمجتمع بشكل أكبر وأوسع، والمسرح يمثل المجتمع بكل أطيافه وشرائحه وفئاته المختلفة، وكلما تعمقنا في هذا الفن الرائع كلما عكسنا واقعا، وعالجنا إشكالات، وقدمنا للمجتمع حلولا من الصعب تقديمها على الواقع ولكن من خلال المسرح يمكن أن نقدم ليس فقط الجمال وإنما نعالج الكثير من القضايا المجتمعية عن طريق هذا الفن الراقي، المسرح.
النخلة والماكر
مسرحية النخلة والماكر من إعداد وفاء الشامسية عن مسرحية أم النخيل لكاتبها محمود أبو العباس وإخراج جوهر الربوعي، وفاطمة البادية وخولة النعيمية في المراجعة اللغوية وميسون الكنجية في تصميم الاستعراضات ومحمود البادي في الإضاءة وخميس اللمكي في الصوتيات وياسر ناجي في الديكور، وفي التمثيل أحمد الغيثي في دور سحنوج، وآمنة البادية في دور ديما، وعبدالله اليعربي في دور شجاع، ولجين عباس في دور النخلة، وسيف اللمكي في دور شنكل، وناصرالكلباني في دور ماكر، ونادر العلوي في دور شاطر، وحمود المقبالي في دور شاطر.
تدور أحداث المسرحية حول مزرعة بها نخلة عظيمة تعد أم لجميع النخيل الموجودة يحميها عدد من الأصدقاء ويقومون برعايتها والاهتمام بها بينما تحاول مجموعة شريرة السيطرة على المزرعة وأخذ النخلة الأم، فيبدأ لصراع بين الخير والشر بين محبي النخلة والذين يكرهون الخير من أجل إفقاد النخلة هيبتها ومكانتها.
النخل يشرب المطر
تتحدث مسرحية فليشرب النخل من المطر عن الوطن والتمسك به والذود عنه فصاحب الأرض راشد يهرب من الظل المعتدي الذي ينتزع أراضي البلدة ومصادر الماء من أصحابها من أجل مشاريعه، ويبني جدارا يعزل البلدة عن أرض راشد التي ظلت منيعة في وجهه، ويحاول الطبال ابن عم راشد وهو قائد فرقة شعبية لم يتبق منها إلا اثنان فقط أن يجمع قوته وقوة راشد لمواجهة الظل ، تساعده في ذلك فاطمة ابنة عم راشد التي ينوي الظل الزواج منها. يمر راشد بصراع نفسي بينه وبين نفسه كما يتصارع مع الظل في جو مسرحي شائق.
المسرحية من تأليف ثريا اليزيدية وإخراج محمد بن سالم المعمري،وسعيد الشرجي في الإشراف العام، وحمد المفرجي في الإشراف الفني، وإيمن الوهيبي في الإضاءة، وهلال شرقاوي في تصميم الديكور والملابس، والمؤثرات الصوتية لفؤاد رضا، ويجسد أودار المسرحية ياسين المالكي في دور راشد، وباسل المسكري في دور الظل، فيصل المسلمي في دور المعاون الأول، ومهند الصلطي في دور المعاون الثاني، وشهاب الحجري في دور الصورة، وعبدالحكيم الحارثي في دور الطبال، ومحمد السعدي في الراقص الأول ومهنا اليعربي في دور الراقص الثاني، ومرام النعمانية في دور فاطمة.
السفينة ما تزال واقفة
وكان قد أعلن عرض السفينة ما تزال واقفة بدء المنافسة على جوائز المهرجان حيث تحكي المسرحية قصة مجموعة من البحارة الذين يجوبون البحار سعيا في طلب الرزق بقيادة الربان العظيم، فتظلم عليهم الدنيا ذات مساء وتغيم السماء وترعد ويومض برقها، وتهب ريحها، وتتحطم الأشرعة، وتقذف الأمواج العاتية بالسفينة وأصحابها إلى ساحل جزيرة صخرية مهجورة لا حياة فيها. وتتوالى الصعاب على الطاقم وتكالبت عليه بإصابة الربان إصابة خلفته عاجزا فيتنازع البحارة ويختلفون على القيادة ويسعون جاهدين للخروج من هذه الجزيرة والعمل على إصلاح سفينتهم بشتى الطرق والوسائل الممكنة، ويسعون إلى طلب العون والمساعدة من السفن التي كانت تعبر البحر بجوار الجزيرة إلى أن قرر بحارة إحدى السفن مساعدتهم بجلب خبير لهم يقوم بإصلاح السفينة مقابل كل ما يملكون من الذهب فاستبشروا بالأمر خيرا وسلموه أموالهم ليكتشفوا لاحقا بأن الخبير ما هو إلا لص سلبهم آخر أمل لهم في النجاة وهرب فضاع الأمل وضاعت أحلامهم واستكانوا لقدرهم المحتوم بالبقاء في جزيرتهم ووقوف سفينتهم لعل فرجا يأتيهم من حيث لا يحتسبون. وهي من تأليف الدكتور عبد الكريم جواد وإخراج شبير العجمي، وخالد الوهيبي المخرج المنفذ وسينوغرافيا إدريس النبهاني، وديكور يوسف البلوشي، وأزياء مريم الوهيبية، ومريم الشيدية. وتمثيل نورة البلوشية في دور زوجة النوخذة وجهان البلوشية في دور الفتاة، وبسمة الفورية في دور الحورية، وجعفر البحراني في دور النوخذة، وخويلد المقيضي في دور فهمان، وأحمد العميري في دور ريحان، وإبراهيم الحسني في دور ميمان، ومصعب الخضوري في دور الخبير، ومحمد الوهيبي في دور المندوب، وزكريا النبهاني ويوسف الهنائي وأيوب الفراجي في دور البحارة.
رفع مستوى الأداء
يأتي المهرجان ضمن جهود الوزارة لتطوير ودعم رسالة المسرح المدرسي ودوره في الاهتمام بالطالب والعمل على تطوير قدراته وطاقاته الفكرية، ويهدف إلى الارتقاء بمستوى المسرح المدرسي كوسيلة تربوية وتعليمية تهدف إلى إعداد الناشئة إعداداً تربوياً متكاملاً، وتبادل الخبرات والمهارات والمعارف وتوسعة آفاق ومدارك الطلاب من خلال التقاء المختصين والطلاب في مكان واحد مما يساهم بشكل فاعل في الإثراء الفكري لأخصائي النشاط المسرحي والطلاب، ورفع مستوى الأداء الفني للمسرح المدرسي، وجعل العروض المسرحية أكثر تكاملية ونضجاً من حيث النص والإخراج والتمثيل ومكملات العرض المسرحي المختلفة، وتخفيف الأعباء عن الطالب والمعلم من خلال التقليل من عدد المسابقات والفعاليات من خلال دمجها واختصارها بما لا يؤثر على الأهداف المرجوة منها، وتعريف المجتمع بالجهود التي تبذلها الوزارة في مجال المسرح المدرسي، وتعميم الفائدة العلمية والمعرفية والترفيهية التي يقدمها المسرح والمساهمة في تنشيط الحراك الثقافي والمسرحي في السلطنة
أفضل سبعة عروض
تتنافس في المهرجان7 عروض مسرحية تم اختيارها من بين العروض المتنافسة في المشاهدة الأولى من قبل لجنة متخصصة، والعروض التي تأهلت للمنافسة على جوائز المهرجان هي: السفينة لا تزال واقفة لتعليمية محافظة مسقط والنخلة والماكر لتعليمية محافظة البريمي، وفليشرب النخل المطر لتعليمية محافظة شمال الشرقية، والعقد لتعليمية محافظة الظاهرة، وزهرة الحكايا لتعليمية محافظة جنوب الباطنة، واللؤلؤة لتعليمية محافظة شمال الباطنة، ولو تشفى الجروح لتعليمية محافظة ظفار على جوائز المهرجان، وهي أفضل عرض متكامل أول، وأفضل عرض متكامل ثان، وأفضل عرض متكامل ثالث، وأفضل عرض متكامل مركز رابع، وأفضل إخراج، وأفضل نص لكاتب عماني، وأفضل ممثل دور أول وأفضل ممثلة دور أول، وأفضل ممثل دور ثاني، وأفضل ممثلة دور ثاني ، أفضل إضاءة، وأفضل ديكور، وأفضل ملابس، وأفضل ماكياج، أفضل مؤثرات صوتية بالإضافة إلى جوائز تشجيعية لبقية العروض المشاركة. وتقام في المهرجان جلسات تحليلية للعروض المسرحية المشاركة من قبل نقاد يستضيفهم المهرجان، كما ستعقد حلقة عمل تدريبية خاصة للطلاب في الفترة الصباحية من قبل مختصين أو فنانين، كما يحتوي البرنامج على زيارة لبعض معالم محافظة مسقط.
233مشاركا
يشارك في المهرجان 233 مشاركا بين طلاب مشاركين وفنيين وإداريين ولجان تحكيم ومعقبين ومدربين وضيوف ولجان عاملة، وتتكون لجنة التحكيم من المخرج عبد الغفور بن أحمد البلوشي رئيسا للجنة بعد اعتذار الفنان محمد إلياس فقير، وعضوية كل من المخرج جاسم البطاشي، والفنانة فخرية خميس، والمخرج مسعد المعني، والفنان سالم الحبسي، والفنان ناصر الهنائي، وتتكون لجنة التعقيب من قبل الفنان أحمد الأزكي والفنانة أمل الحضرمية، والفنان هلال الهلالي، والدكتور محمد الحبسي، والفنانة دلال البوسعيدية والكاتب هلال البادي، وتكونت لجنة تقييم واعتماد النصوص المشاركة من كل من: الدكتور عبد الكريم جواد ورحيمة الجابرية، وعبدالله شنون، وناصر الهنائي، ومحمد المعمري، وثريا اليزيدية.
أكثر...