إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة إلى أمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة إلى أمي



    فايزة سويلم الكلبانية-
    اعتدت على أن أكتب عن فكرة أو قضيّة ما تدور في ذهني عبر سطور مقالي الأسبوعي، ولكنني اليوم أمسكت بقلمي لساعات في محاولة مني أن أسطر به ما يجول بخاطري وما أشعر به من أحاسيس تجاه أغلى ما أملك في الوجود.. إنّها (أمي).. فعجز القلم عن وصف كومة المشاعر التي أكنها تجاهها.. ووقف ساكنًا لا يستطيع التعبير.. أدرك تمامًا بأنّه مهما وصفت فيها أو عبرت عن مشاعري فلن أوافيها حقها فهي رحمة الله لي في زحام هذه الحياة الفانية.
    بالفعل إنّ أمي هي البستان الذي استظل بأشجاره.. وآكل من ثماره.. وهي نبع الماء المصفى الذي أرتوى منه حين يحيط بي جفاف المشاعر من كل المحيطين بي.. فهي نبع لا يجف ولا ينضب.. ولا أبالغ إذ وصفتها بأنّها الشمس التى تنير دربي.. فتوجهني للصواب وتصحح مساري في دروب الحياة.. وهي كالبلسم لجروحي.. وتداويني كلما لجأت إليها.. وهي تتألم ولا تجد من يخفف عنها آلامها.. بالفعل أن عطاءها لانهاية له منذ أن حملتني بين ذراعيها حتى يومنا هذا.. وهي تعطي ولا تنتظر المقابل منّا جميعًا.
    يقول الرئيس الأمريكي نيكسون " يمكنك أن تنسيني كل شيء إلا ما تعلمته من أمي"... فيما يقول إسلام شمس الدين: " أسكب دموع ضعفي حينما أنحني لأقبل يديك وأسكب ضعفي فوق صدرك.. واستجدي نظرات الرضا من عينيك.. حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي"... وأنا أقول بأنّ أمي.. وما أدراكم من هي أمي.. إنّها إحساس ظريف.. وهمس لطيف.. وشعور نازف بدمع جارف.. أمي .. جمال وإبداع.. وخيال وإمتاع . وجوهرة مصونة ولؤلؤة مكنونة.. إنّها بالفعل قسيمة حياتي، وموطن شكواي.. وعتاد البيت.. نعم الجليس.. وخير الأنيس.. ونعم القرين في دار الغربة.. ونعم الحنين في ساعة القربة.. فأسال الله أن يجازيها خير الجزاء على ما قدمت ولا تزال تقدمه من أجلي..
    وإذا بحثنا عن مكانة الأم في الإسلام فنجد أنّ الله أكرمها بأن جعل الجنة تحت أقدامها، فمن أراد أن يدخل الجنة..عليه أن يلزم تحت قدمي أمّه فهناك سيجد جنة الدنيا والآخرة ..
    ولا يخفي علينا بأنّ أول من تدخل الجنة يوم القيامة هي أم مات زوجها وبقيت بعدها تربي أيتامها.. وأيضا الأم التى يموت ابنها يبنى لها قصر في الجنة جزاء على صبرها لمعرفة الله عز وجل بمدى ألمها على فراق وليدها.. وهناك نماذج لأمهات يفخر بهم الدين والإسلام كالخنساء وغيرهن كثير..
    عبارات كثيرة قرأتها عن فضل الأم.. ودائمًا تبقى حاضرة في ذهني لاسيما إذا تكررت مشاهد من عقوق أبناء اليوم لأمهاتهم إرضاءً لزوجاتهم أو ما شابه من الخلافات الاجتماعية.. فيكفي هؤلاء بأن يعلموا أنّ الإنسان الذي تموت أمه.. يناديه ملك فيقول.. اعمل يا ابن آدم فقد ماتت من كنت تكرم من أجلها.. ويكفي أنّ دعوة الأم تخترق السموات السبع.. فهنيئا لمن كانت أمّه تدعى له وهي راضية عنه.
    الأم... مهما قيل عنها فلن نوفيها حقها أبدًا.. فالأم ليست مدرسة فقط بل العالم بأجمعه.. فهي وراء كل تقدم.. وراء كل بطولة.. فقد جاء رجل للرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم- يسأله فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أبوك. فقد كرر كلمة أمك ثلاث مرات للتأكيد على عظمتها.

    همسة لــ " ست الحبايب"..
    أمي.. إنني أضم صوتي إلى صوت محمود درويش حين قال: " أمي.. لن أسميكِ امرأة سأسميك كل شيء"..
    أمي... أنت الملجأ حين تضيق بي الدنيا بما رحبت..
    أمي.. عذرًا على تقصيري.. فاليوم موعد اللقاء..
    [email protected]












    أكثر...
يعمل...
X