الخليلي لـ"الرؤية": السلطنة تدعو دائماً إلى لم الشمل وإخماد نار الفتنة والتقريب بين المذاهب-
![](http://alroya.info/photos/d/53886-2/46.JPG)
الخروصي: جهود متواصلة لتذليل كافة العقبات أمام الحاج العماني وتطوير الخدمات-
السعدي لـ"الرؤية": رفع توصية بإنشاء إدارة لبعثات الحج في وزارة الحج السعودية-
المنسق العام للبعثات الخليجية: متابعة دائمة للمقترحات والأفكار وبرامج العمل والخطط-
الرؤية- سعاد العريمية-
تصوير/ راشد الكندي -
انطلقت أمس أعمال ملتقى بعثات الحج الخليجية الثالث، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تحت رعاية سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، وقد حضر افتتاح الملتقى معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وأصحاب السعادة رؤساء بعثات الحج الخليجية.
فيما تختتم اليوم فعاليات الملتقى؛ حيث سيتم تنظيم جلسة لرؤساء البعثات الخليجية، تليها جلسة ختامية لتلاوة البيان الختامي والتوصيات.
من جهته، أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في تصريحات خاصة لـ"الرؤية" دور السلطنة الرائد في التقريب بين المذاهب، وقال: "ندعو دائماً إلى لم الشمل وجمع الكلمة، والقضاء على الفتنة، ونسعى لإخماد نار الفتنة ونرجو من الله تعالى أن يوقظ النيام وينبّه الغافلين ويرد الناس الى جادة الحق والألفة والمودة فيما بينهم، وأن تتآخى هذه الأمة في ظل العقيدة الواحدة التي تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تشتت وتألف ولا تنفر".
وقال سماحته في افتتاح أعمال الملتقى إن أهمية الملتقى تنطلق من أهمية شعيرة الحج المقدسة، والتي تنسق أداءها بعثات الحج التي تخرج من بلاد الخليج العربية؛ مشيرًا الى أن الحج شعيرة مقدسة تجمع شتات الأمة من مختلف بقاع الأرض وتوحد المشاعر، كما توحد المبادئ والأهداف وتربط بين الحلقات المتسلسلة في أجيال الأمة، وتربط بين هذه الأمة والأمم الصالحة التي أدت هذه الشعيرة من قبل. وأضاف سماحته أن للحج أثر كبير في تربية نفوس أبناء الأمة وتعويدهم على الخير وتعويدهم على التضحية والترابط والإخاء فيما بينهم، مشيرًا إلى أن الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربية هي الأرض التي أكرمها الله بأن تكون حاضنة للبيت الحرام، وأن تكون مهد الإسلام دين الله الحق، معرباً عن أمله في أن يؤتي الملتقى ثماره وأن يوفق القادة والشعوب لما فيه خير الأمة.
أسبوع الحج الخليجي
من جهته، قال الشيخ صالح بن سعيد السعدي مدير شؤون الحج بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تصريحات لـ"الرؤية" إن هذا الملتقى يجمع الإخوة في مجلس التعاون الخليجي برئاسة السلطنة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي رئيس البعثة، حيث سيعمل الأشقاء على تفعيل بعض البرامج التي تهدف لخدمة الحاج العماني بشكل خاص، والحاج الخليجي على وجه العموم. وأشار الشيخ السعدي إلى أن الملتقى يناقش عدداً من المحاور منها تنظيم أسبوع حج خليجي، يقوم بالتنسيق والتعاون مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية، ويشمل هذا الأسبوع جوانب توعوية صحية، وجوانب متعلقة بالأمن والسلامة. وأضاف أنه من المقرر رفع توصية لمقترح إنشاء إدارة لبعثات الحج في وزارة الحج بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مناقشة بعض التحديات التي تواجه بعض البعثات، كالتأخير في المراكز الحدودية والتأخير في استلام المخيمات، مؤكداً أن ما سيخرج به هذا الملتقى من توصيات سيرفع إلى وزارة الحج في المملكة العربية السعودية.
تطور ملموس
وبدأت فعاليات الملتقى بكلمة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العمانية، ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة. وأكد الخروصي أن فريضة الحج في السلطنة تحظى بعناية فائقة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، مشيرًا إلى ما تبذله الحكومة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وسائر الجهات المعنية في وضع البرامج وصياغة البنية التشريعية والتنظيمية للحج، الأمر الذي من شأنه إحداث تطور نوعي في مستوى الخدمات التي يتلقاها الحاج العماني أسوة بإخوانه من حجاج دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأوضح فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي في كلمة وزارة الأوقاف أنه: "حين يلتقي الأشقاء حول تعظيم ما أمر الله بتعظيمه وهو ركن الحج الذي يؤدى في أطهر البقاع وفي أشرف الأزمان، فأكرم به من لقاء وأنعم به من حوار؛ حيث يعتبر الحج شعار هذه الأمة الوارثة للنبوات السابقة، ففيه تتجلى معاني العبودية الحقة، وتتآخى قلوب جموع الأمة ليشهدوا منافع لهم". وتابع: "لهذا كان قبس أعمال بعثات الحج مأخوذ من عهد الله تعالى لنبييه الكريمين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بتطهير البيت الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود". وأشاد فضيلته بالجهات المعنية بالحج في المملكة العربية السعودية وبرعاية خادم الحرمين الشريفين، الذي يضع تطوير مواسم الحج تنظيماً ومشاريعاً في أعلى مراتب أولوياته، مشيرًا إلى ما تشهده المشاعر المقدسة من تطوير، وما يصاحب ذلك من أنظمة وبنية ولوائح وتشريعات تهدف إلى تسهيل أداء المناسك لتحقيق غايات الحج لضيوف الرحمن جميعاً في ذلك المحفل الإسلامي الكبير.
وأعرب فضيلته عن أمله في أن يتجه هذا الملتقى نحو تقديم مزيد من التطوير والارتقاء في الإشراف على الخدمات التي يتلقاها الحاج من أصحاب الحملات بمختلف المحافظات ومن هذا المنطلق فإن الوزارة تتواصل مع بعثات الحج الخليجية توخياً منها لبلوغ الأفضل للحاج في مختلف الخدمات والمجالات.
توحيد الجهود
أعقب ذلك، إلقاء سعادة الشيخ عبدالناصر بن عبدالله إبراهيم أمين عام بعثة الحج بمملكة البحرين والمنسق العام لبعثات الحج الخليجية كلمة أكد فيها حرص رؤساء البعثات الخليجية على أن تكون هناك متابعة دائمة للاستفادة من المقترحات والأفكار التي تطرح في هذه اللقاءات، لتحويلها إلى برامج عمل وخطط يتم تنفيذها سعياً للارتقاء بمستوى الخدمات التي تسهم في تحقيق الرضا لحجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن.
وأكد المنسق العام لبعثات الحج الخليجية حرص المجتمعين في اللقاء على دراسة أهم ما ينبغي الاهتمام به في هذه المرحلة من العمل المشترك وتحديد الأولويات في خطة التعاون بين بعثات الحج الخليجية. وأوضح أن اللقاء سيركز على تعزيز التعاون وتوحيد الجهود لتقديم عدد من الخدمات بشكل مشترك لجميع الحجاج المسجلين ضمن الحملات الخليجية، خاصة فيما يتعلق بالإعلام والتوعية بما يسهم في دعم جهود المملكة العربية السعودية لإنجاح مواسم الحج والتركيز على برمجة الزيارات المتبادلة بين العاملين في شؤون الحج، بهدف التشاور وتبادل الخبرات، وكذلك الاستفادة من البرامج التدريبية وتعميمها على جميع العاملين تحقيقًا لخدمة نقل المعرفة وفق منهجية عملية، وصولاً للتميز في الأداء.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز الجهد المشترك بين البعثات للرقي بمستوى الخدمات وتسهيل الإجراءات التي تقدم لحجاج دول مجلس التعاون والوصول إلى صيغ مشتركة تضبط أطر التعاون وتحقق أهداف الرؤى المشتركة لتخرج بآليات من شأنها أن تيسر إدارة شؤون الحجاج بتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب بين البعثات. ويناقش الملتقى اقتراح تدشين برامج إعلامية وتوعوية تقوم على أساس التعاون مع وزارة الحج السعودية وتكثيف زيارات تبادل الخبرات على مستوى العاملين في اللجان المختلفة ببعثات الحج الخليجية ومناقشة مقترح التنسيق مع وزارة الحج السعودية لإقامة مؤتمر توعوي عن الحج يصاحبه معرض يبرز جهود بعثات الحج الخليجية.
الجلسة الأولى
إلى ذلك، بدأت الجلسة الأولى بإلقاء بعض رؤساء البعثات الخليجية كلمات استعرضوا فيها تجارب دولهم في مجال الحج وتنظيم البعثات، وأدار الجلسة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي. وبدأت الجلسة بكلمة ألقاها سعادة الشيخ محمد بن عبيد المزروعي رئيس البعثة الإماراتية، أشاد فيها بالجهود المبذولة من قبل دول مجلس التعاون لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وقال المزروعي- مستعرضا تجربة بعثة الحج الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة- إن البعثة تحظى بدعم كبير مادي ومعنوي واهتمام بالغ وعناية حثيثة من القيادة الحكيمة لدولة الإمارات، وذلك من خلال إنشاء اللجنة العليا الدائمة لشؤون الحج والعمرة، والتي تأتي تحت إشراف الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والتي سخرت كافة الجهود واستعانت بكافة الخبراء والمختصين في مختلف وزارات الدولة لتقديم أرقى الخدمات للحجاج. وأوضح المزروعي أن البعثة مكونة من عدة لجان منها الطبية ولجنة التفتيش ولجنة القيام، ولجنة الشكاوي واللجنة العلمية، بالإضافة إلى لجان أخرى مالية وإدارية وإعلامية تقوم بتوفير الخدمات للبعثة. وأشار المزروعي إلى أن الدولة نظمت شؤون الحج والعمرة وسنت القوانين التي تضبط العمل وعهدت بها للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي تقوم بمنح التراخيص للحملات والتأكد من استيفائها للشروط وتشرف على العقود المبرمة بين الحجاج وأصحاب الحملات، إلى جانب أنها وضعت في إستراتيجيتها الخطط والبرامج التي تضمن الارتقاء المستمر بالخدمات. وشدد المزروعي على أن كل تلك الجهود ساهمت في الارتقاء بتلك الخدمات، مستدلاً على ذلك في حديثه بمؤشرات الأداء ونتائج استطلاعات الرأي التي تقوم بها جهات مستقلة متخصصة وصولاً إلى تحقيق التميز في معايير الخدمات المقدمة من قبل الحكومة. وأكد مدى كفاءة الخدمات التي تقدمها البعثة الإماراتية لحجاجها، مؤكداً على أنها من البعثات التي لها جهود مميزة في تحويل العلاقات الثنائية التي كانت بين البعثات لكي تأخذ طابعا خليجيا موحدًا إلى جانب مختلف البعثات الخليجية.
تعزيز الروابط
ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عدنان عبد الله القطان رئيس بعثة الحج لمملكة البحرين كلمة مقتضبة أبدى فيها التقدير والشكر للسلطنة قيادة وشعباً على إتاحة هذه الفرصة للالتقاء، وعلى حسن التنظيم والحفاوة. وقال: "حرصنا على المشاركة منذ اجتماعنا في لقائنا الأول والذي تشرفت دولة البحرين باستضافته ومن ثم الملتقى الذي نظم في دولة الكويت". وأضاف أن الجميع في هذا اللقاء يسعى إلى وضع مصلحة الحاج أولاً وحشد الجهود وتبني الأفكار من أجل الخروج برؤى تعزز التعاون المشترك كبعثات خليجية، وتعكس الترابط ومدى الإسهام في دعم الجهود المبذولة من حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الحج وإدارة الحج، من خلال التوعية والتنظيم والرعاية من أجل موسم حج ناجح كل عام. وأكد القطان أواصر التعاون والإخاء التي تربط بين شعوب الخليج والروابط المشتركة، داعياً الجميع إلى تعميق ذلك التعاون لتصبح دول الخليج مثالاً يحتذى به.
إستراتيجية شاملة
وألقى سعادة الدكتور عادل الفلاح رئيس بعثة الحج الكويتية كلمة أشار فيها إلى أن دولة الكويت لديها خطة إستراتيجية شاملة للوزارة وضعها مستشارون ومختصون وهي تسير وفق منهجية علمية دقيقة، وتهدف إلى خدمة الحاج ومساعدة ضيوف الرحمن. وأوضح أن تلك الإستراتيجية جاءت بثمار عظيمة؛ حيث اتضحت الرؤية والغايات والأهداف والقيم والغايات والسياسات وأساليب العمل والبرامج والدرجات المعايير لكل المراحل وخاصة في مجال الحج. وقال: "قطعنا على أنفسنا عهدًا بأن خدمات الحج يجب ألا تتراجع في مستواها ولا تقل عن مستوى الامتياز أي لا تقل عن نسبة 90%، وفي سبيل ذلك نجري في كل عام دراسة علمية تفصيلية مما كان له بالغ الأثر في أن نحافظ على مستوى الخدمة". وأضاف الفلاح أن تلك الدراسات تعتمد على جانبين؛ الجانب الأول يحمي صاحب الحملة، والجانب الثاني يكشف الحملة بالكامل، لأن هناك 11 بندًا بها 37 سؤالاً يحوي تفاصيل التفاصيل منذ خروج الحاج من منزله إلى أن يعود إلى منزله مرة أخرى. وتابع أن هذه الخطط تسهم في منح المسؤولين رؤية واضحة للواقع، والتعرف على أي خلل يكتنف أي حملة لمعالجته، كما أن محاسبة أصحاب الحملات مبنية على حقائق وبيانات، كما هو الحال عند استلام شكاوى ضد أصحاب الحملات تفتقد الصحة، حيث يستطيع صاحب الحملة أن يدحضها مستنداً على البيانات والدراسات التي أجريت بالتالي هي تحمي أيضا صاحب الحملات. وأشار الفلاح إلى أن الإستراتيجية قامت على 6 قيم أساسية استطاعت ترجمتها وبلورتها وتطبيقها على إجراءات الحج وهي الوسطية والريادة والإبداع والشراكة وتنمية العاملين والعمل المؤسسي، مؤكدًا في هذا السياق أهمية التدريب والتأهيل للعاملين في مجال الحج والذي يعزز الابتكار والإبداع.
وقال رئيس بعثة الحج الكويتية إن البعثة تتبنى سنوياً مسابقة لخلق روح التنافس والإبداع؛ حيث تقوم بتكريم المبدعين والمجيدين في مجال الحج وتحظى تلك المناسبة بزخم إعلامي يساهم في التسويق لصاحب الحملة وإنصافه. وشدد في ختام الكلمة على أهمية توعية الحاج قبل أدائه لمناسك الحج الأمر الذي سيسهم في تقليص العقبات بنسبة لا تقل عن 60% مشيدًا في هذا الإطار بالتجربة الماليزية، حاثاً دول التعاون للتركيز على هذا الجانب لأهميته في جعل تلك الدول مثالاً يحتذى به في هذا المجال.
نقاشات ثرية
أعقب ذلك، فتح المجال للنقاشات؛ حيث تولى سعادة الشيخ عبدالناصر بن عبدالله إبراهيم أمين عام بعثة الحج بمملكة البحرين والمنسق العام لبعثات الحج الخليجية إدارة النقاشات مع الإعلاميين وأصحاب الحملات، والتي ركزت غالبيتها على التحديات التي تواجه الحملات سواء عند المنافذ الحدودية أو داخل المملكة العربية السعودية في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة. وحول مردود مثل تلك الملتقيات في الارتقاء بالخدمات التي تقدم للحاج الخليجي، قال المنسق العام لبعثات الحج الخليجية إن الحجاج وفود تأتي من مختلف بقاع الأرض، وكل خدمة تقدم إليهم تعد قربة إلى الله، والتنسيق ما بين هذه البعثات التي خرجت من أرض واحدة يجمع بينها المبدأ والغاية التي ستؤتي ثمارها.
وفي رده على سؤال "الرؤية" فيما يتعلق بالنتائج المرجوة من عقد مثل هذه اللقاءات والملتقيات، قال سعادته إن الهدف الذي تنشده البعثات يتمثل في خدمة الحاج الخليجي أينما كان بالتالي تبذل الجهود لتحقيق ذلك. وأضاف أن أول نتاج لتلك اللقاءات تمثل في إنشاء لجنة التنسيق التي تعمل على التنسيق والتقارب في الرؤى بين الإخوة في الخليج وعقد ملتقى للبعثات الخليجية. وتابع إبراهيم أن البعثات لديها برامج وخطط مستقبلية تسعى الى توحيد الرؤى والاستفادة من الخبرات بالشكل الذي يحقق الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج الخليجيين. وأشار في هذا السياق إلى التوصيات التي خرج بها الملتقى الأول بالبحرين، والذي سعت فيه دول مجلس التعاون الخليجي إلى تفعيلها، قائلاً إن تلك التوصيات نصت على إقامة ندوة حج كبرى بشكل سنوي، وإعداد فيلم وثائقي مشترك والتوقيع على بروتوكول تعاون بين دول مجلس التعاون لتبادل الخبرات وإرسال تقارير مفصلة عن الندوات إلى وزارة الحج السعودية، وتقديم المقترحات بشأن بناء مساجد في المشاعر، وتدشين فرق إدارة الأزمات وتطبيق استخدام التواصل عن طريق النظام اللاسلكي لتسهيل التواصل بين البعثات وبين اللجان، بالإضافة إلى تقييم أداء بعثات الحج في كل موسم.
وزاد قائلاً إن تلك الملتقيات تسهم في التعرف على آلية عمل البعثات والاستفادة من التجارب الرائدة، مستشهدًا باستفادة دولة البحرين من تجربة دولة الكويت في استعانتها بفرق المرشدات في عملية تفتيش المقار النسائية وتنظيمها، إلى جانب الاستفادة من تلك الفرق في الجانب التوعوي.
بعد ذلك عقدت جلسة ثالثة شاركت فيها كافة الوفود، حيث تمت مناقشة ودراسة المحاور المطروحة في الملتقى.
![](http://img.zemanta.com/pixy.gif?x-id=5e8a64d0-b24e-8470-af45-fc0b02bf6488)
أكثر...
الخروصي: جهود متواصلة لتذليل كافة العقبات أمام الحاج العماني وتطوير الخدمات-
السعدي لـ"الرؤية": رفع توصية بإنشاء إدارة لبعثات الحج في وزارة الحج السعودية-
المنسق العام للبعثات الخليجية: متابعة دائمة للمقترحات والأفكار وبرامج العمل والخطط-
الرؤية- سعاد العريمية-
تصوير/ راشد الكندي -
انطلقت أمس أعمال ملتقى بعثات الحج الخليجية الثالث، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تحت رعاية سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، وقد حضر افتتاح الملتقى معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وأصحاب السعادة رؤساء بعثات الحج الخليجية.
فيما تختتم اليوم فعاليات الملتقى؛ حيث سيتم تنظيم جلسة لرؤساء البعثات الخليجية، تليها جلسة ختامية لتلاوة البيان الختامي والتوصيات.
من جهته، أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في تصريحات خاصة لـ"الرؤية" دور السلطنة الرائد في التقريب بين المذاهب، وقال: "ندعو دائماً إلى لم الشمل وجمع الكلمة، والقضاء على الفتنة، ونسعى لإخماد نار الفتنة ونرجو من الله تعالى أن يوقظ النيام وينبّه الغافلين ويرد الناس الى جادة الحق والألفة والمودة فيما بينهم، وأن تتآخى هذه الأمة في ظل العقيدة الواحدة التي تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تشتت وتألف ولا تنفر".
وقال سماحته في افتتاح أعمال الملتقى إن أهمية الملتقى تنطلق من أهمية شعيرة الحج المقدسة، والتي تنسق أداءها بعثات الحج التي تخرج من بلاد الخليج العربية؛ مشيرًا الى أن الحج شعيرة مقدسة تجمع شتات الأمة من مختلف بقاع الأرض وتوحد المشاعر، كما توحد المبادئ والأهداف وتربط بين الحلقات المتسلسلة في أجيال الأمة، وتربط بين هذه الأمة والأمم الصالحة التي أدت هذه الشعيرة من قبل. وأضاف سماحته أن للحج أثر كبير في تربية نفوس أبناء الأمة وتعويدهم على الخير وتعويدهم على التضحية والترابط والإخاء فيما بينهم، مشيرًا إلى أن الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربية هي الأرض التي أكرمها الله بأن تكون حاضنة للبيت الحرام، وأن تكون مهد الإسلام دين الله الحق، معرباً عن أمله في أن يؤتي الملتقى ثماره وأن يوفق القادة والشعوب لما فيه خير الأمة.
أسبوع الحج الخليجي
من جهته، قال الشيخ صالح بن سعيد السعدي مدير شؤون الحج بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تصريحات لـ"الرؤية" إن هذا الملتقى يجمع الإخوة في مجلس التعاون الخليجي برئاسة السلطنة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي رئيس البعثة، حيث سيعمل الأشقاء على تفعيل بعض البرامج التي تهدف لخدمة الحاج العماني بشكل خاص، والحاج الخليجي على وجه العموم. وأشار الشيخ السعدي إلى أن الملتقى يناقش عدداً من المحاور منها تنظيم أسبوع حج خليجي، يقوم بالتنسيق والتعاون مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية، ويشمل هذا الأسبوع جوانب توعوية صحية، وجوانب متعلقة بالأمن والسلامة. وأضاف أنه من المقرر رفع توصية لمقترح إنشاء إدارة لبعثات الحج في وزارة الحج بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مناقشة بعض التحديات التي تواجه بعض البعثات، كالتأخير في المراكز الحدودية والتأخير في استلام المخيمات، مؤكداً أن ما سيخرج به هذا الملتقى من توصيات سيرفع إلى وزارة الحج في المملكة العربية السعودية.
تطور ملموس
وبدأت فعاليات الملتقى بكلمة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العمانية، ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة. وأكد الخروصي أن فريضة الحج في السلطنة تحظى بعناية فائقة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، مشيرًا إلى ما تبذله الحكومة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وسائر الجهات المعنية في وضع البرامج وصياغة البنية التشريعية والتنظيمية للحج، الأمر الذي من شأنه إحداث تطور نوعي في مستوى الخدمات التي يتلقاها الحاج العماني أسوة بإخوانه من حجاج دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأوضح فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي في كلمة وزارة الأوقاف أنه: "حين يلتقي الأشقاء حول تعظيم ما أمر الله بتعظيمه وهو ركن الحج الذي يؤدى في أطهر البقاع وفي أشرف الأزمان، فأكرم به من لقاء وأنعم به من حوار؛ حيث يعتبر الحج شعار هذه الأمة الوارثة للنبوات السابقة، ففيه تتجلى معاني العبودية الحقة، وتتآخى قلوب جموع الأمة ليشهدوا منافع لهم". وتابع: "لهذا كان قبس أعمال بعثات الحج مأخوذ من عهد الله تعالى لنبييه الكريمين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بتطهير البيت الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود". وأشاد فضيلته بالجهات المعنية بالحج في المملكة العربية السعودية وبرعاية خادم الحرمين الشريفين، الذي يضع تطوير مواسم الحج تنظيماً ومشاريعاً في أعلى مراتب أولوياته، مشيرًا إلى ما تشهده المشاعر المقدسة من تطوير، وما يصاحب ذلك من أنظمة وبنية ولوائح وتشريعات تهدف إلى تسهيل أداء المناسك لتحقيق غايات الحج لضيوف الرحمن جميعاً في ذلك المحفل الإسلامي الكبير.
وأعرب فضيلته عن أمله في أن يتجه هذا الملتقى نحو تقديم مزيد من التطوير والارتقاء في الإشراف على الخدمات التي يتلقاها الحاج من أصحاب الحملات بمختلف المحافظات ومن هذا المنطلق فإن الوزارة تتواصل مع بعثات الحج الخليجية توخياً منها لبلوغ الأفضل للحاج في مختلف الخدمات والمجالات.
توحيد الجهود
أعقب ذلك، إلقاء سعادة الشيخ عبدالناصر بن عبدالله إبراهيم أمين عام بعثة الحج بمملكة البحرين والمنسق العام لبعثات الحج الخليجية كلمة أكد فيها حرص رؤساء البعثات الخليجية على أن تكون هناك متابعة دائمة للاستفادة من المقترحات والأفكار التي تطرح في هذه اللقاءات، لتحويلها إلى برامج عمل وخطط يتم تنفيذها سعياً للارتقاء بمستوى الخدمات التي تسهم في تحقيق الرضا لحجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن.
وأكد المنسق العام لبعثات الحج الخليجية حرص المجتمعين في اللقاء على دراسة أهم ما ينبغي الاهتمام به في هذه المرحلة من العمل المشترك وتحديد الأولويات في خطة التعاون بين بعثات الحج الخليجية. وأوضح أن اللقاء سيركز على تعزيز التعاون وتوحيد الجهود لتقديم عدد من الخدمات بشكل مشترك لجميع الحجاج المسجلين ضمن الحملات الخليجية، خاصة فيما يتعلق بالإعلام والتوعية بما يسهم في دعم جهود المملكة العربية السعودية لإنجاح مواسم الحج والتركيز على برمجة الزيارات المتبادلة بين العاملين في شؤون الحج، بهدف التشاور وتبادل الخبرات، وكذلك الاستفادة من البرامج التدريبية وتعميمها على جميع العاملين تحقيقًا لخدمة نقل المعرفة وفق منهجية عملية، وصولاً للتميز في الأداء.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز الجهد المشترك بين البعثات للرقي بمستوى الخدمات وتسهيل الإجراءات التي تقدم لحجاج دول مجلس التعاون والوصول إلى صيغ مشتركة تضبط أطر التعاون وتحقق أهداف الرؤى المشتركة لتخرج بآليات من شأنها أن تيسر إدارة شؤون الحجاج بتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب بين البعثات. ويناقش الملتقى اقتراح تدشين برامج إعلامية وتوعوية تقوم على أساس التعاون مع وزارة الحج السعودية وتكثيف زيارات تبادل الخبرات على مستوى العاملين في اللجان المختلفة ببعثات الحج الخليجية ومناقشة مقترح التنسيق مع وزارة الحج السعودية لإقامة مؤتمر توعوي عن الحج يصاحبه معرض يبرز جهود بعثات الحج الخليجية.
الجلسة الأولى
إلى ذلك، بدأت الجلسة الأولى بإلقاء بعض رؤساء البعثات الخليجية كلمات استعرضوا فيها تجارب دولهم في مجال الحج وتنظيم البعثات، وأدار الجلسة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي. وبدأت الجلسة بكلمة ألقاها سعادة الشيخ محمد بن عبيد المزروعي رئيس البعثة الإماراتية، أشاد فيها بالجهود المبذولة من قبل دول مجلس التعاون لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وقال المزروعي- مستعرضا تجربة بعثة الحج الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة- إن البعثة تحظى بدعم كبير مادي ومعنوي واهتمام بالغ وعناية حثيثة من القيادة الحكيمة لدولة الإمارات، وذلك من خلال إنشاء اللجنة العليا الدائمة لشؤون الحج والعمرة، والتي تأتي تحت إشراف الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والتي سخرت كافة الجهود واستعانت بكافة الخبراء والمختصين في مختلف وزارات الدولة لتقديم أرقى الخدمات للحجاج. وأوضح المزروعي أن البعثة مكونة من عدة لجان منها الطبية ولجنة التفتيش ولجنة القيام، ولجنة الشكاوي واللجنة العلمية، بالإضافة إلى لجان أخرى مالية وإدارية وإعلامية تقوم بتوفير الخدمات للبعثة. وأشار المزروعي إلى أن الدولة نظمت شؤون الحج والعمرة وسنت القوانين التي تضبط العمل وعهدت بها للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي تقوم بمنح التراخيص للحملات والتأكد من استيفائها للشروط وتشرف على العقود المبرمة بين الحجاج وأصحاب الحملات، إلى جانب أنها وضعت في إستراتيجيتها الخطط والبرامج التي تضمن الارتقاء المستمر بالخدمات. وشدد المزروعي على أن كل تلك الجهود ساهمت في الارتقاء بتلك الخدمات، مستدلاً على ذلك في حديثه بمؤشرات الأداء ونتائج استطلاعات الرأي التي تقوم بها جهات مستقلة متخصصة وصولاً إلى تحقيق التميز في معايير الخدمات المقدمة من قبل الحكومة. وأكد مدى كفاءة الخدمات التي تقدمها البعثة الإماراتية لحجاجها، مؤكداً على أنها من البعثات التي لها جهود مميزة في تحويل العلاقات الثنائية التي كانت بين البعثات لكي تأخذ طابعا خليجيا موحدًا إلى جانب مختلف البعثات الخليجية.
تعزيز الروابط
ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عدنان عبد الله القطان رئيس بعثة الحج لمملكة البحرين كلمة مقتضبة أبدى فيها التقدير والشكر للسلطنة قيادة وشعباً على إتاحة هذه الفرصة للالتقاء، وعلى حسن التنظيم والحفاوة. وقال: "حرصنا على المشاركة منذ اجتماعنا في لقائنا الأول والذي تشرفت دولة البحرين باستضافته ومن ثم الملتقى الذي نظم في دولة الكويت". وأضاف أن الجميع في هذا اللقاء يسعى إلى وضع مصلحة الحاج أولاً وحشد الجهود وتبني الأفكار من أجل الخروج برؤى تعزز التعاون المشترك كبعثات خليجية، وتعكس الترابط ومدى الإسهام في دعم الجهود المبذولة من حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الحج وإدارة الحج، من خلال التوعية والتنظيم والرعاية من أجل موسم حج ناجح كل عام. وأكد القطان أواصر التعاون والإخاء التي تربط بين شعوب الخليج والروابط المشتركة، داعياً الجميع إلى تعميق ذلك التعاون لتصبح دول الخليج مثالاً يحتذى به.
إستراتيجية شاملة
وألقى سعادة الدكتور عادل الفلاح رئيس بعثة الحج الكويتية كلمة أشار فيها إلى أن دولة الكويت لديها خطة إستراتيجية شاملة للوزارة وضعها مستشارون ومختصون وهي تسير وفق منهجية علمية دقيقة، وتهدف إلى خدمة الحاج ومساعدة ضيوف الرحمن. وأوضح أن تلك الإستراتيجية جاءت بثمار عظيمة؛ حيث اتضحت الرؤية والغايات والأهداف والقيم والغايات والسياسات وأساليب العمل والبرامج والدرجات المعايير لكل المراحل وخاصة في مجال الحج. وقال: "قطعنا على أنفسنا عهدًا بأن خدمات الحج يجب ألا تتراجع في مستواها ولا تقل عن مستوى الامتياز أي لا تقل عن نسبة 90%، وفي سبيل ذلك نجري في كل عام دراسة علمية تفصيلية مما كان له بالغ الأثر في أن نحافظ على مستوى الخدمة". وأضاف الفلاح أن تلك الدراسات تعتمد على جانبين؛ الجانب الأول يحمي صاحب الحملة، والجانب الثاني يكشف الحملة بالكامل، لأن هناك 11 بندًا بها 37 سؤالاً يحوي تفاصيل التفاصيل منذ خروج الحاج من منزله إلى أن يعود إلى منزله مرة أخرى. وتابع أن هذه الخطط تسهم في منح المسؤولين رؤية واضحة للواقع، والتعرف على أي خلل يكتنف أي حملة لمعالجته، كما أن محاسبة أصحاب الحملات مبنية على حقائق وبيانات، كما هو الحال عند استلام شكاوى ضد أصحاب الحملات تفتقد الصحة، حيث يستطيع صاحب الحملة أن يدحضها مستنداً على البيانات والدراسات التي أجريت بالتالي هي تحمي أيضا صاحب الحملات. وأشار الفلاح إلى أن الإستراتيجية قامت على 6 قيم أساسية استطاعت ترجمتها وبلورتها وتطبيقها على إجراءات الحج وهي الوسطية والريادة والإبداع والشراكة وتنمية العاملين والعمل المؤسسي، مؤكدًا في هذا السياق أهمية التدريب والتأهيل للعاملين في مجال الحج والذي يعزز الابتكار والإبداع.
وقال رئيس بعثة الحج الكويتية إن البعثة تتبنى سنوياً مسابقة لخلق روح التنافس والإبداع؛ حيث تقوم بتكريم المبدعين والمجيدين في مجال الحج وتحظى تلك المناسبة بزخم إعلامي يساهم في التسويق لصاحب الحملة وإنصافه. وشدد في ختام الكلمة على أهمية توعية الحاج قبل أدائه لمناسك الحج الأمر الذي سيسهم في تقليص العقبات بنسبة لا تقل عن 60% مشيدًا في هذا الإطار بالتجربة الماليزية، حاثاً دول التعاون للتركيز على هذا الجانب لأهميته في جعل تلك الدول مثالاً يحتذى به في هذا المجال.
نقاشات ثرية
أعقب ذلك، فتح المجال للنقاشات؛ حيث تولى سعادة الشيخ عبدالناصر بن عبدالله إبراهيم أمين عام بعثة الحج بمملكة البحرين والمنسق العام لبعثات الحج الخليجية إدارة النقاشات مع الإعلاميين وأصحاب الحملات، والتي ركزت غالبيتها على التحديات التي تواجه الحملات سواء عند المنافذ الحدودية أو داخل المملكة العربية السعودية في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة. وحول مردود مثل تلك الملتقيات في الارتقاء بالخدمات التي تقدم للحاج الخليجي، قال المنسق العام لبعثات الحج الخليجية إن الحجاج وفود تأتي من مختلف بقاع الأرض، وكل خدمة تقدم إليهم تعد قربة إلى الله، والتنسيق ما بين هذه البعثات التي خرجت من أرض واحدة يجمع بينها المبدأ والغاية التي ستؤتي ثمارها.
وفي رده على سؤال "الرؤية" فيما يتعلق بالنتائج المرجوة من عقد مثل هذه اللقاءات والملتقيات، قال سعادته إن الهدف الذي تنشده البعثات يتمثل في خدمة الحاج الخليجي أينما كان بالتالي تبذل الجهود لتحقيق ذلك. وأضاف أن أول نتاج لتلك اللقاءات تمثل في إنشاء لجنة التنسيق التي تعمل على التنسيق والتقارب في الرؤى بين الإخوة في الخليج وعقد ملتقى للبعثات الخليجية. وتابع إبراهيم أن البعثات لديها برامج وخطط مستقبلية تسعى الى توحيد الرؤى والاستفادة من الخبرات بالشكل الذي يحقق الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج الخليجيين. وأشار في هذا السياق إلى التوصيات التي خرج بها الملتقى الأول بالبحرين، والذي سعت فيه دول مجلس التعاون الخليجي إلى تفعيلها، قائلاً إن تلك التوصيات نصت على إقامة ندوة حج كبرى بشكل سنوي، وإعداد فيلم وثائقي مشترك والتوقيع على بروتوكول تعاون بين دول مجلس التعاون لتبادل الخبرات وإرسال تقارير مفصلة عن الندوات إلى وزارة الحج السعودية، وتقديم المقترحات بشأن بناء مساجد في المشاعر، وتدشين فرق إدارة الأزمات وتطبيق استخدام التواصل عن طريق النظام اللاسلكي لتسهيل التواصل بين البعثات وبين اللجان، بالإضافة إلى تقييم أداء بعثات الحج في كل موسم.
وزاد قائلاً إن تلك الملتقيات تسهم في التعرف على آلية عمل البعثات والاستفادة من التجارب الرائدة، مستشهدًا باستفادة دولة البحرين من تجربة دولة الكويت في استعانتها بفرق المرشدات في عملية تفتيش المقار النسائية وتنظيمها، إلى جانب الاستفادة من تلك الفرق في الجانب التوعوي.
بعد ذلك عقدت جلسة ثالثة شاركت فيها كافة الوفود، حيث تمت مناقشة ودراسة المحاور المطروحة في الملتقى.
![](http://img.zemanta.com/pixy.gif?x-id=5e8a64d0-b24e-8470-af45-fc0b02bf6488)
أكثر...