مسقط- الرؤية-
دشنت معالي الدكتورة راوية بنت سعود بن أحمد البوسعيدية وزيرة التعليم العالي مساء أمس الإثنين النسخة الإنجليزية لكتاب "الرائدة أ. د. فاطمة بنت سالم بن سيف المعمري: دراسة تاريخية وثائقية أكاديمية" للكاتبة د. آسية البوعلي مستشارة العلوم الثقافية بمجلس البحث العلمي، ترجمة زيانة البداعي ومراجعة الدكتور: دومينيك إيديس وذلك بقاعة الحارثي.
وقد تم إصدار الطبعة العربية للكتاب عام 2008م من قبل وزارة التراث والثقافة بمسقط إبان معرض مسقط الدولي للكتاب، أما الطبعة الإنجليزية فقد طبعت في عام 2013م ويبلغ عدد صفحاته 289 صفحة من الحجم المتوسط بغلاف مقوى، أصدرتها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم – وزارة التربية والتعليم ، مسقط .
تقول الكاتبة د. آسيا البوعلي: إن ريادة فاطمة سالم، ريادة من نوع خاص، تؤكدها استثنائية الظرف التاريخي، إذ أتيح لها ما لم يتاح لغيرها من نساء عصرها. ففي الوقت الذي لم يكن للمرأة أن تغادر دارها، تم ابتعاثها في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين في بعثة دراسية لنيل درجة الدكتوراه من إنجلترا. كما كان لها إسهاماتها العلمية، فضلاً عن تقلّدها أعلى المناصب الأكاديمية، وتتويجها بأرفع أوسمة التكريم. لذلك كان لدى الراحلة الأستاذة الدكتورة فاطمة سالم إيمانًا راسخًا بأن سيرتها بصمة من بصمات التاريخ يصعب محوها وصفحة من صفحاته ليس من اليسير طيّها، فعلى حد قولها، "سيوجد – يومًا – مَنْ يدون هذه السيرة حتى ولو بعد قرن من وفاتي".
ويقع الكتاب في ثلاثة فصول، فضلاً عن مقدمة وملحق يحوي صورًا وشهادات ووثائق ومستندات خاصة بالراحلة، فضلاً عن ترجمة للمقالات المنشورة بالصحف والمجلات المختلفة التي عقبت الكتاب في طبعته العربية والتي تعكس صدى ما أحرزه الكتاب في طبعته العربية من انتشار بنفاد كافة نسخه في معرض مسقط الدولي للكتاب لعام 2008 واشتهار الكتاب ليس داخل السلطنة فحسب، بل دوليًا الأمر الذي ترتب عليه تكريم أ.د فاطمة سالم بعد رحيلها بوصفها رائدة من جهات مختلفة .
يتناول الفصل الأول، حياة د. فاطمة سالم (1911-2002م) بأبعادها المختلفة؛ إذ يعرض مولدها ونشأتها ومراحل تعليمها، وثنائية جنسيتها وتدرجها الوظيفي، فضلاً عن ألوان تكريمها، ومقر إقامتها، وأخيرًا رحيلها، وذلك اعتمادًا على الوثائق والمستندات والشهادات الرسمية وأوراقها الخاصة وتاريخ عائلتها.
بينما يتناول الفصل الثاني أقوال وشهادة مَنْ عرفها عن قرب من بعض صاحبات السمو من العائلة المالكة (آل سعيد) وأقارب الراحلة وزملائها وطلابها وجيرانها. وهذه الأقوال التي تم جمعها على مراحل زمنية مختلفة، لها أهميتها في استكمال ما ورد في الفصل الأول عن سيرة الفقيدة وثائقيًا على اعتبار أنّها شاهد عيان على هذه السيرة، لأنّها صدرت عن أناس عاصروها وعرفوها عن كثب، ومن ثم فهي الأجدر بالتصديق، إذ لا تعد أحاديث عادية، بل ترقى إلى أعلى درجات الرصد والتوثيق للوقائع والمشاهد. ومن هذا المنطلق كان الحرص على جمعها وتدوينها.
أما الفصل الثالث، فيقدم قراءات لبحوثها، من حيث ما تضمنته من أفكار وقضايا، ويعقب كل قراءة خاتمة توجز أهم ما تمّ التوصل إليه من نتائج.
والقارئ للكتاب يلاحظ أن الكاتبة في عرضها لقراءاتها في البحوث راعت ترتيبها الزمني التصاعدي وفق تاريخ النشر. كما اهتمت الكاتبة بأن تلبي محتويات هذا الكتاب اهتمامات القارئ بنوعيه: الأكاديمي والعادي، من ثم حرصت على الاحتفاظ بأسماء الشخصيات وأحداثها، تلبية لرغبة مَنْ يريد تحويل موضوعات الكتاب إلي أي شكل من الأشكال الفنية.
أكثر...