الدوحة- الوكالات-
كرّست القمة العربية التي انطلقت قبل ظهر أمس لشرعية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بعد أن تسلم كل من معاذ الخطيب رئيس الائتلاف وغسان هيتو رئيس الحكومة المؤقتة، مقعد سوريا.
وذلك بناءً على دعوة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر ورئيس القمة للجلوس في المقعد الذي ظل شاغرًا خلال قمة بغداد في مارس من العام الماضي.
وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة الرابعة والعشرين، بعد أن تسلم رئاستها من العراق، رحّب الشيخ حمد بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة السورية المؤقتة في القمة الدوحة، معتبرا أنّهم يستحقون هذا التمثيل لما اكتسبوه من شرعية شعبية في الداخل وتأييد واسع في الخارج، ولما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة، مشيرًا في هذ الصدد إلى تطور الأوضاع الخطيرة والمأساوية في سوريا الشقيقة، والتي اتخذت على مدار العامين الماضيين منحًى كارثيًا، تولًدت عنه مآس وجرائم يندى لها الجبين داعيًا إلى الوقف الفوري للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ على وحدة سوريا الشقيقة أرضاً وشعباً وتحقيق إرادة الشعب السوري بشأن انتقال السلطة، مؤكدًا على دعم الجهود العربية والدولية والحلول السياسية التي تحقق إرادة الشعب السوري وتطلعاته المشروعة.
وشدد رئيس القمة العربية على ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية التي تستوعب الجميع ولا تستثني أحدًا، وإقامة نظام لا عزل فيه ولا حجر ولا تمييز بين مواطنيه وبحيث يكون الوطن للجميع وبالجميع معربًا عن أسفه لدخول النظام السوري في مواجهة عسكرية مع شعبه، ورفض جميع نداءات الإصلاح الجدّي والمبادرات السياسية العربية، حتى بلغت الكارثة حدّا لم يعد معه الشعب السوري العزيز ليقبل بأقل من الانتقال السلمي للسلطة الذي نصّ عليه قرار جامعة الدول العربية في 22 يوليو 2012، مجددًا مطالبة مجلس الأمن بأن يقف مع الحق والعدالة، ويستجيب لصوت الضمير الإنساني ضد الظلم وقهر الشعوب، وأن يستصدر قرارًا بالوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا وتقديم المسئولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها إلى العدالة الدولية، مؤكدا على أهمية الاستمرار في تأمين المساعدة الإنسانية للشعب داعيا إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة إعمار سوريا فور عملية انتقال السلطة وفقا لإرادة الشعب السوري.
ورحب الدكتور نبيل العربي في هذا الصدد باسم جامعة الدول العربية بالشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي انضم إلى اجتماع القمة بصفته ممثلا شرعيًا ووحيدًا للشعب السوري بعد نجاح الائتلاف في تشكيل الحكومة المؤقتة معربًا عن تمنياته لرئيسها غسان هيتو بالتوفيق في مهامه الصعبة خلال هذه الفترة الانتقالية الحاسمة من تاريخ سوريا وفي الوقت نفسه حذّر فيه من التداعيات الخطيرة الناجمة عن استمرار الأزمة السورية الدامية والتي وصفها بالمأساة الإنسانية القاسية التي يعيشها الشعب السوري. لافتا إلى أنّ استمرار هذا الجرح النازف في الجسد السوري شعبًا ومؤسسات وفي الجسد العربي أيضًا يهدد بأخطار جسيمة تطال مستقبل هذا البلد الشقيق وأمنه واستقراره.
كما تطال تداعياتها بلا شك أمن واستقرار الدول المجاورة والمنطقة بأسرها لافتا إلى فشل المبادرات التي قدمتها الجامعة العربية في إقرار التسوية السياسية المنشودة، ومحملا النظام السوري المسئولية الأولى عن تفاقم هذه الأزمة وبلوغها هذا المنحى الخطير بسبب إصراره على اعتماد الحل العسكري الذي بلغ مداه في استخدام الأسلحة الثقيلة من طائراتٍ ومدافع وصواريخ ضد أبناء شعبه من المواطنين السوريين الأبرياء.
وحمل العربي مجلس الأمن الدولى مسؤولية، الإخفاق في فرض الحل السياسي للأزمة والذي رأى أنّه عجز عن اتخاذ القرار اللازم لوقف نزيف الدم، مطالبا في هذا السياق بتوفير كل الدعم لجهود الأخضر الإبراهيمي الممثل المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لتمكينه من مواصلة جهوده في التوصل إلى تحقيق التوافق الدولي والإقليمي حول عناصر خطة الحل التي جرى وضع أُسسها في اجتماع مجموعة العمل الدولية في يونيو الماضي في جنيف، مؤكدًا أنّه وبالرغم من حالة الاستعصاء على الحل، فإنّ خيار التسوية السياسية للأزمة السورية هو الخيار الذي يجب التمسّك به، مشيرًا إلى أنّ أيّة خطوات باتجاه الحل السياسي لابد وأن تحظى بالأولوية في الجهود الرامية للتوصل إلى هذا الحل.
أكثر...