نذر حرب في شبه الجزيرة الكورية

[جريدة الرؤية]

التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية، ينذر بنتائج وخيمة إذا لم يتم تلافيه، ونزع فتيل اشتعاله الذي بدأ اللهب يسري بالفعل في أطرافه.
أمس، وفي تطور لافت وضعت كوريا الشمالية وحداتها الصاروخية في حالة تأهب قصوى استعدادًا لمهاجمة قواعد عسكرية أمريكية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادي، وذلك إثر قيام قاذفتين أمريكيتين بطلعتين فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض للقوة.
هذه الخطوة تضع شبه الجزيرة الكورية على شفا حرب وشيكة لن تقتصر على المنطقة، بل سيمتد لهيبها إلى الجوار الإقليمي، وربما إلى الساحة العالمية فيما لو قرر أحد الطرفين استخدام السلاح النووي لحسم الحرب، خاصة في ظل الترسانة النووية التي تمتلكها بيونج يانج من صواريخ سكود قصيرة المدى يمكنها ضرب كوريا الجنوبية، إضافة إلى صواريخ طويلة المدى التي يمكن أن تصل إلى القواعد الأمريكية في المحيط الهادي.
ولا شك أنّ الولايات المتحدة تسهم في تأجيج الوضع بتحريكها قاذفات القنابل ( بي 2) وتنفيذ طلعات جوية في سماء كوريا الجنوبية.
فهذا التحرك الذي يهدف إلى الردع الاستباقي واستعراض القوة، قد يتحول إلى نذر حرب في السماء الكورية، يصعب السيطرة عند اندلاعها.
إنّ هذا الوضع المتفجر يتطلب تدخلا عاجلا لتهدئته حتى لا يتحول إلى صراع ينسف السلام العالمي، أو حرب لا تبقي ولا تذر.
إنّ خفض التوتر يحتاج في المقام الأول إلى تراجع الطرفين عن التراشق بالاتهامات المتبادلة بالتصعيد، ويحتاج كذلك إلى جهود مشتركة ينبغي أن تبذل الآن، حتى لا يتفجّر الوضع وعندها لن يكون في مقدور أية جهة السيطرة عليه أو التحكم في مساراته الكارثية.






أكثر...