الرؤية - أحمد الجهوري-
نظم مجلس البحث العلمي لقاءً تعريفيًّا لوسائل الإعلام؛ بهدف التعريف بالمجلس وبرامجه وأدواره ومفهوم البحث العلمي، وتسليط الضوء على حفل تدشين وضع حجر الأساس لمجمع الابتكار مسقط، والذي من المقرر البدء فيه 7 أبريل الجاري.
وقال سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي: إن هذا اللقاء التعريفي يهدف إلى عرض رؤية المجلس المتعلقة ببرامجه وأهدافه والخطة التي يعمل عليها والطموحات المستقبلية.. مشيرا إلى أن هذا اللقاء نابع من تقدير المجلس بدور الإعلام في تحقيق رسالة المجلس وقناعة القائمين عليه بأن الإعلام شريك رئيس في الأهداف.
وأضاف الهنائي بأن المجلس يعمل على وضع الخطط الاستراتيجية، التي تسهم في بناء ونشر ثقافة البحث العلمي والابتكار في المجتمع العماني، وعليه يتم التركيز على فئات متعددة من المجتمع تشمل قطاع التعليم بشقيه العام والعالي، والقطاع الصناعي، ومؤسسات القطاع المدني، والقطاع الخاص والمجتمع بشكل عام، وذلك بأسلوب مخطط ومواكب لأحدث التطورات العالمية في مجال الابتكار حتى يتسنى بناء الشراكة الثلاثية بين القطاع الأكاديمي والقطاع الخاص والحكومة.
وتابع سعادته بأن البحث العلمي في الدول العربية -ومن بينها السلطنة- لا تحظى بالدعم المالي الكافي للبحث والتطوير؛ حيث تنفق ما يعادل 0.17% فقط من ميزانيتها السنوية، إلا أنه أوضح أن المجلس الأعلى للتخطيط وافق على الخطة التنفيذية؛ مما يعني عدم وجود عوائق مادية في المستقبل. غير أنه استدرك بالقول إن العقبة الأساسية أمام البحث العلمي تتمثل في غياب الكوادر البشرية بما يصب في صالح اكتمال المنظومة البحثية، فلا يزال العدد بسيطًا جدًّا من الباحثين؛ حيث بلغ عدد الباحثين عام 2008 نحو 350 باحثا فقط لكل مليون نسمة في العالم العربي.
ومن جهته، قال الدكتور عبد الباقي الخابوري مدير دائرة المناطق العلمية، إنه سيتم وضع حجر الأساس لمجمع الابتكار مسقط الأسبوع المقبل، والذي سيهدف إلى ضم جميع البرامج المتعلقة بالبحث العلمي والابتكار، والمساهمة في ربط القطاع الأكاديمي والقطاع الخاص؛ حيث إن ما سيتم إنتاجه من معرفة من جانب القطاع الأكاديمي والجامعات والبحوث التي تقوم بها تلك المؤسسات، سيتم تبنيها مباشرة من القطاع الخاص، ولتكون في بيئة قريبة من بعضها.
وأوضح أن المشروع سيتم إنشاؤه على مساحة 280 ألف متر مربع بالقرب من جامعة السلطان قابوس، ومركز السلطان قابوس الثقافي، لافتا إلى أن المشروع بدأ بالفعل قبل فترة بوضع البنية الأساسية للمشروع من طرق وإنارة وخدمات أساسية لهذا المشروع، وسيتم بناء المشروع على عدة مراحل. وتأتي المرحلة الأولى بإنشاء مجمع للابتكار وورش العمل للتصنيع المبدائي، بما يخدم المبتكرين ودعم تجاربهم، فضلا عن إنشاء نادٍ اجتماعي، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من المشروع ستقام على مساحة 35 ألف متر مربع، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى في النصف الثاني من العام 2015.
ومضى الخابوري قائلا: إن المجمع سيركز على تخصصات معينة يُعنى بها مجلس البحث العلمي فيما يتعلق بالبيئة والمياه والطاقة والصحة والغذاء وغيرها، وسيتم استقطاب المبتكرين الجدد من خلال الجامعات والمؤسسات الاكاديمية الأخرى وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة والعاملين في هذه المجالات، فضلا عن الشركات الكبيرة العاملة بهذه التخصصات. وأشار إلى أنه من المقرر أن يكون هناك دمج بين المؤسسات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك الشركات الجديدة التي أسسها الشباب أصحاب الابتكارات البحثية.
أما المرحله الثانية، فقد ذكر أنها ستبدأ بإنشاء مراكز البحوث، وجارٍ التنسيق حاليا مع بعض الجهات العالمية بخصوص إنشاء المراكز البحثية، والمتوقع بدء العمل فيها بعد العام 2015، وسيتم وضع استراتيجية واضحة حول كيفية عمل هذه المراكز، كما أن المجمع سيدار من قبل القطاع الخاص، ويبحث المجلس إنشاء شركة بدعم من مجلس البحث العلمي لإدارة هذه المجمع.
وأعرب الخابوري عن أمله في أن يكتمل المشروع خلال العشر سنوات المقبلة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يوفر أكثر من 2000 فرصة عمل للشباب العماني، وبحوافز مختلفة، كما سيعمل المجلس على استقطاب الشركات المحلية والعالمية وسيتم وضع برامج متنوعة للتسويق والترويج للمجمع.
وجدير بالذكر أنه تم إنشاء مجلس البحث العلمي في العام 2005، كخطوة مهمة في مسار التنمية الاجتماعية لدعم التقدم الذي تشهده السلطنة خلال مسيرة النهضة في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إلى جانب مجال الابتكار، وبما يسهم في الانتقال إلى ما يُعرف باقتصاد المعرفة.
أكثر...