كوسوفو- رويترز
العمل في بلدية ميتروفيكا في كوسوفو حيث يشكل نهر ايبار فاصلا طبيعيا بين الصرب والألبان ليس يسيرًا.. فهو ينطوي على قدر من الخطورة.
تقف ادريانا هودزيتش مثالا على ذلك. فمنذ بدأت عملها في إصدار بطاقات هوية في كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية لصرب على الجانب الشمالي من النهر أصيب نائبها بالرصاص في ساقه وألقيت قنابل يدوية على منازل العاملين معها.
قالت هودزيتش وهي من مواليد ميتروفيكا وأم لطفلين "أشعر أحيانا بأننا نحارب الجميع."
ولا تعترف صربيا بانفصال كوسوفو الذي أعلن عام 2008 لكنها تتعرض لضغوط من الاتحاد الأوروبي لتحسين العلاقات معها والتغلب على انقسام بين الألبان في كوسوفو وجيب صربي في الشمال لا زالت تفرض بلجراد سيطرة فعلية عليه.
ويمثل وضع الجيب الصربي جوهر محادثات يتوسط فيها الاتحاد الاوروبي وتهدف إلى "تطبيع العلاقات" بين البلدين.
وتقف هودزيتش في المواجهة في إطار مسعى بطيء بدأته حكومة كوسوفو لضم الجيب الشمالي الذي يعيش فيه نحو 50 ألف صربي وتوحيد ميتروفيكا من جديد.
ومع رفض الصرب في الجيب الشمالي سيادة كوسوفو أصبحت المنطقة منقسمة عرقيًا فيما يمثل جرحًا يعود لايام الحرب ويعرقل آمال دول البلقان في الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي ويحمل خطر زعزعة الاستقرار في المنطقة.
والآن.. يبدو أن صربيا وكوسوفو أصبحتا قريبتين من اتفاق لإنهاء الانقسام حتى ولو على الورق.
وتريد مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التوصل لاتفاق غدًا الثلاثاء خلال اجتماع بين رئيس وزراء صربيا ايفيتشا داتشيك ونظيره في كوسوفو هاشم تقي.
وسيفتح هذا الأمر الباب أمام محادثات انضمام صربيا للاتحاد الاوروبي وهي عملية ستدفع بالإصلاحات وتبعث بادرة استقرار لمستثمرين أجانب يتطلعون إلى أكبر استقرار بين دول يوغوسلافيا السابقة.
وبالنسبة لكوسوفو يتعلق الأمر بإنهاء عملية بدأت عام 1999 عندما دخل حلف شمال الأطلسي حربًا لوقف مذبحة تعرض لها المدنيون الألبان على يد القوات الصربية في ظل رئيس يوغوسلافيا سابقا سلوبودان ميلوسوفيتش.
وقال هايردين كوشي نائب رئيس وزراء كوسوفو "لن يشار بعد الآن إلى كوسوفو على أنها مشكلة بل على أنها دولة فاعلة تتمتع بالسيادة الكاملة... هذا انتصار كبير."
وتشمل المحادثات التي ستجرى في بروكسل اتفاقا محتملا تعترف بموجبه صربيا بسلطة كوسوفو على الشمال مقابل شكل من أشكال الحكم الذاتي للصرب المقيمين هناك.
وتقول صربيا إنها لن تقبل استقلال كوسوفو أبدا.. غير أن عرضها التخلي عن السيطرة على الشمال يمثل تحولا دراميا في سياستها الرسمية في وقت تسعى فيه بلجراد للاستفادة اقتصاديا من تقارب العلاقات مع الاتحاد الاوروبي.
وستدفع اشتون رئيسي وزراء صربيا وكوسوفو غدا نحو اتفاق بشأن السلطات التي سيسمح للصرب في الشمال بالابقاء عليها في إطار عمل دولة كوسوفو.
ويريد داتشيك حكما ذاتيا واسع النطاق لكن تقي يخشى أن يعمق هذا الانقسام. وتريد اشتون التوصل لاتفاق بحلول منتصف أبريل عندما تقدم تقريرا حول التقدم الذي أحرزته صربيا وسيحدد ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيبدأ مفاوضات الانضمام مع صربيا في يونيو.
وقالت هودزيتش "الناس بحاجة للعمل وكسب المال وإطعام الأسر... نعيش متجاورين لكننا بحاجة لأن نعيش مندمجين وأن نواجه تحديات مشتركة ونسعى لإيجاد حلول لها.. العمر قصير"
أكثر...