إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلام الشقصي: الكادر البشري أول خطوات النجاح، والأهم هو تقريب من يستطيع أن يقول "لا"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلام الشقصي: الكادر البشري أول خطوات النجاح، والأهم هو تقريب من يستطيع أن يقول "لا"

    روىتفاصيل إعادة الحياة للبنك الوطني العماني-

    أصعب التحديات هي بث روح التفاؤل والتخلص من الطاقة السلبية-
    الرؤية - نجلاء عبدالعال-
    في جلسة امتدت لنحو ساعتين روى سلام بن سعيد الشقصي، الرئيس التنفيذي للبنك الوطني العماني تفاصيل رحلته مع البنك الوطني، منذ توليه رئاسة العمل التنفيذي بالبنك قبل 3 أعوام وحتى الآن.
    وكشف الشقصي أثناء المقابلة عن أسرار الخطة التي اتبعها لإقالة البنك من عثرته وتحويله إلى واحد من أكبر البنوك العاملة في السلطنة.
    استهل الشقصي حديثه بالإنسان وانتهى به، قائلاً إن الإنسان هو أهم عنصر من عناصر النجاح، حيث إنه هو الجهة التي تلبي الاحتياجات، وتدير الثروات وتنفذ القرارات. لذلك كان التركيز على الجانب البشري أول الخطوات التي تبناها منذ أن تولى إدارة البنك الوطني العماني في مثل هذا الوقت من عام 2010.
    وعندما قدمه الدكتور محمد بنييون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "Achievement Centre" لعرض تجربته الملهمة، قدّمه على أنه نموذج للقيادة التي تولي العنصر البشري أجل الاهتمام.
    استهل الشقصي حديثه بالتعليق على تجربته مع الكوادر الأولى التي كانت موجودة في البنك عندما بدأ العمل فيه، حيث أكد أن التواضع، والتعلم بل وأحيانًا إظهار اللين أمام من سبقوك في العمل هي أول أسباب تقبل الموظفين والعاملين لرئيسهم. فهو مع خبرته الطويلة في العمل المصرفي داخل السلطنة وخارجها كان ينصت للجميع بل ويطرح عليهم خططه وكأنّها نتاج مقترحاتهم.
    كانت رؤية الشقصي أن تاريخ البنك وسمعته الحسنة هما المنصة الصلبة التي انطلق منها لترميم جوانب التصدع في البنك، واصفاً هذين العنصرين بأنهما كانا "القشة التي أنقذت البنك من الغرق". ثم استطرد قائلاً: "إن هذا البنك العريق استطاع في وقت من الأوقات أن يحقق أعلى درجات النجاح ويبني الثقة والسمعة ولذلك ليس مستحيلاً عليه أن يستعيدهما مرة أخرى. فالمشكلة ليست في البنية لكن في الإدارة، ووجود فوضى في أي مؤسسة أو عمل لابد وأن وراءه إدارة متسيبة وغير منضبطة وهي لا يمكن أن تخرج بمنتج يرضي المتعاملين معها".
    ويستكمل الشقصي حديثه بتناول ما كان يراه مسببًا لبعض الفوضى في العمل وهو ما أسماه "وجود مشكلة في بوصلة الاتجاه، وعدم وضوح الهدف" وهذا ما وصفه بأنّه الرباط الذي يحتاج العاملون في كل مؤسسة لأن يجدوه، وإلا تحولوا إلى جزر منعزلة يعمل كل منها بلا هدف أو اتجاه، بل وقد تتضارب تلك الأعمال فيهدم بعضها الآخر، فيما تبني الجهود الموحدة أسساً قوية ومتراكمة تصب في النهاية لصالح المؤسسة وترسخ نجاحها. ويضيف : كانت هناك بالفعل مشكلة في الوعي بالهدف المشترك، بسبب أعوام طويلة من عدم التخطيط، جعل عدداً غير قليل من الموظفين المجتهدين يتركون العمل في البنك بحثاً عن خيارات أفضل تناسب طموحاتهم. على الرغم من ذلك، كانت هنالك فرص أكبر للعودة للنجاح عن طريق الموظفين والعاملين الذين يكنون الاحترام لتاريخ البنك وعراقته، وكانت البداية من خلال الاتفاق على نقاط مشتركة للبدء، وكان تحديد الهدف هو أساس تلك البداية".
    وبالفعل تم وضع هدف واضح ومحدد يتمثل في تفعيل دور البنك وواجبه نحو تحقيق عائد للمستثمرين والمساهمين في البنك، وهو هدف ما كان له أن يتحقق إلا من خلال تقديم خدمة مميزة للعملاء وبالتالي يصبح هناك تكامل بين دور البنك وهدفه. لذلك كانت خطوة الشقصي التالية هي اختيار مجموعة مصغرة لتكوين فريق تتمثل مهمته في توضيح الهدف ووضع آلية للوصول إليه. تلا ذلك تحديد فريق الإدارة، وقد كانت تلك هي العملية الأصعب وذلك لأن الاختيار كان سيتم فقط على أساس الكفاءة، ومتطلبات العمل، والجدية، والإخلاص، والطموح، والتناغم بين المجموعة مع الإلمام التام بالتقنيات الحديثة وليس بناءً على أي معيار آخر. بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك ميل إلى إدخال عناصر شابة جديدة تثري المجموعة وتنوع الخبرات فيها.
    بعد انتهاء مرحلة الاختيار بدأت المغامرة الحقيقية لسلام الشقصي في البنك الوطني العماني وذلك بدخوله في تحد مع الوقت في ظل منافسة تزداد شراسة كل يوم ولا تترك مكاناً لمن يتخلف عن الركب. لكن هذه التحديات لم تكن هي أصعب ما قابل سلام الشقصي، فقد كان عليه أن يقوم أولاً بتعزيز الطاقة الإيجابية ومحاربة ما أسماه بالطاقة السلبية التي قال عنها "إنها مثل سحابة سوداء كبيرة يمكنها أن تحجب أي طاقة إيجابية تحفز على العمل"، موضحاً أن مناخ العمل إذا كان ينقصه الحد المطلوب من التوافق والتعاون، فإن العمل لن ينجز أو أنه حتى لو أنجز، فإنّ ذلك لن يكون بصورة ترضي أحدًا. لذلك كان لابد من مواجهة الأصعب من خلال الاحتفاظ فقط بالكفاءات التي تحقق التواؤم المطلوب والتعاون المنجز للعمل.
    من أجل ذلك يرى الشقصي أنه لكي يتيسر لأي شخص اتخاذ القرارات الصائبة، ينبغي عليه أولاً أن يختار الكفاءات الصالحة، وعبر عن ذلك قائلاً: "عليك أن تحيط نفسك بأشخاص يمكنهم مشاركتك القرار وتصويب الخطأ وليس مجرد الطاعة والانصياع". هذه هي الجملة التي قالها سلام الشقصي خلال اللقاء ثم عاد فلخصها في كلمات أقل قائلاً "قرب منك من يستطيع أن يقول لك لا".
    وأكد سلام أن هذا الاعتماد على الاستشارة ليس تفضلاً أو تواضعاً بقدر ما هو نتاج تجربة طويلة من العمل والتعلم من الآخرين. لذلك فإنّه لم يتوقف عن التعامل مع جميع العاملين في البنك وفروعه بشكل شخصي ومن خلال هذا التعامل كان يتعرف على بعض المشكلات التي قد يفوت على التقارير رصدها، كما أكد أنه يرى في "كل شخص في المؤسسة، أياً كان دوره، لبِنَةً مهمةً في البناء، لا يكتمل الصرح بدونها".
    وفي نهاية حديثه، لخص الرئيس التنفيذي للبنك الوطني العماني النظرية التي اعتمد عليها والتي تمكن البنك من خلالها من تحقيق هذا المستوى من النجاح، حيث قال: "تعتمد هذه النظرية على عدد من المحاور تدور كلها حول الإجابة على ثلاثة أسئلة هي: من؟ وماذا؟ وكيف؟ فمن خلال الإجابة على هذه الأسئلة تمكّن البنك وإدارته من تحديد نوعية العميل الذي يرغب البنك في اجتذابه والاحتفاظ به، وتحديد الهدف وآلية الوصول إلى هذا الهدف"، متطرقاً إلى ضرورة التعامل بشفافية ووضوح مع كل المستجدات وفي كافة الأوقات، بقدر كبير من الصبر والمرونة.
    سلام بن سعيد بن سالم الشقصي رجل أقل ما يمكن أن يوصف به أنه شخص شغوف بعمله لدرجة التوحد. إنّه يؤمن بأن الانشغال بالعمل والسعي المستمر إلى تحقيق النجاح يعتبران من أهم العناصر للوصول بالسفينة إلى بر الأمان.
    عمل الشقصي رئيساً تنفيذياً لمجموعة دبي المصرفية، وبنك دبي منذ مايو 2008، كما عمل قبل ذلك رئيسًا تنفيذيًا لمجموعة دبي الإسلامية للاستثمار.
    يتمتع سلام الشقصي بخبرة عملية تتجاوز الثلاثة وعشرين عامًا، حيث عمل قبل انتقاله إلى دبي في مواقع مصرفية مرموقة في كل من البنك الوطني العماني وبنك ظفار وبنك مجان الدولي.


    أكثر...
يعمل...
X