الرؤية - شريف صلاح
في ليلة اجتمع فيها أقطاب الفن المغربي كان جمهور الأوبرا على موعد أمس مع ليلة شرقية أعادتهم إلى سحر الأندلس وموسيقى الغيطة الشعبية المغربية، حيث قدمت سيدة الغناء المغربي كريمة الصقلي، وعبد الرحيم الصويري والفنان فؤاد زيادي وبمشاركة فرقة أولاد البوعزاوي كوكتيلاً من الموسيقى المغربية الحديثة والفن الشرقي الأصيل ممزوجاً في إطار من الموسيقى الأندلسية.
أولاد البوعزاوي
تعتبر مجموعة أولاد البوعزاوي من أشهر المجموعات المختصة في فن العيطة الشعبية، حتى إنه يمكننا القول إنه بفضلها تم إحياء هذا النمط الذي كاد يندثر وخصوصًا منه "المرساوي" الذي يميز المنطقة التي ينحدر منها أغلب أعضاء مجموعة أولاد البوعزاوي.
ويعود تأسيس تلك المجموعة إلى الشيخ بوعزاوي الذي يعد أحد أكبر أساتذة العيطة في المغرب وأمهر المختصين فيها والمدافعين عنها وعن مجموع التراث الموسيقي المغربي. وتنامت شهرة أولاد البوعزاوي بسرعة لتتعدى المغرب إلى جميع أنحاء العالم بدءًا من معهد العالم العربي في باريس وصولاً إلى جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية.
إضافة إلى ما قدمته مجموعة أولاد البوعزاوي إلى الفن المغربي من إضافات فإنها كانت خلف تأسيس مهرجان العيطة الذي تحتضنه سنوياً مدينة الصافي بإشراف من وزارة الثقافة المغربية.
من الأغاني المشهورة لمجموعة أولاد البوعزاوي "ركوب الخيال"، "قدور"، "لبنات"، "الغزال"، "الحداويت"، "لبغا حبيبو"، "علاش تعديني"، "سيدي". أصدرت مجموعة أولاد البوعزاوي بعض الألبومات الخاصة حفظت مجموعة من أروع الأغاني التراثية للأجيال القادمة نذكر منها على وجه الخصوص، "الغزال" و"الحداويات" و"علاش تعاديني".
تمكنت مجموعة "أولاد البوعزاوي"، من التجاوب مع الجمهور المغربي عبر مجموعة من الأغاني التراثية التي تميز العيطة المرساوية، من بينها "الحداويات"، و"الغزال"، و"ركوب الخيال"، و"قدور"، و"لغزال"، و"لي بغا حبيبو"، و"علاش تعاديني"، فضلاً عن أغنية "الكافر غدرتيني" التي كانت انطلاقتها نحو عالم الشهرة والاحتراف الفني.
وتخطت شهرة هذه المجموعة التراثية، حدود المغرب، إذ وصلت إلى معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس، وجامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وحفلات بعدد من العواصم العالمية وعلى الرغم من تقديمها العديد من الحفلات خارج المغرب إلا أن "أولا البوعزاوي" كانوا حريصين على الاهتمام بالموروث الثقافي المغربي والعمل على تطويره ويعد ذلك عاملاً أساسياً في تفاعل الجمهور مع أعمال الفرقة.
الصويري
الفنان عبد الرحيم الصويري صوت مغربي أصيل وقوي خصوصاً في الملحون والأغاني المغربية الأصيلة. يعتبر الصويري من أبرز الأسماء المغربية التي أبدعت في فن الطرب الأندلسي واستطاعت أن تبرز ملامح الهوية المغربية من خلاله.
الصويري من مواليد مدينة الصويرة سنة 1957. نشأ في وسط فني باعتبار أن والده المعلم بن جمعة الصويري كان موسيقياً ويعتبر عميد فناني المديح والإنشاد الصوفي، فضلاً عن كونه أحد أعضاء الفرقة الموسيقية للفن العربي الأندلسي. تعرّف عبد الرحيم في بداية مشواره على الحاج بن جلون التويمي وعبد الكريم الرايس اللذين شجّعاه وأثنيا على صوته وموهبته الفنية. أصدر الفنان عبد الرحيم الصويري مجموعة من الألبومات منها ما احتوى على سهرات أحياها في المهرجانات والحفلات ومنها ما ضمّ أشهر وأنجح أغانيه وأناشيده الدينية.
شارك الصويري في العديد من المهرجانات داخل المغرب وخارجها وزار العديد من الدول العربية والغربية حيث تتواجد أعداد كثيرة من الجاليتين العربية عامة والمغربية خاصة. كان للشيخ الصويري حضور متميّز على مسرح قرطاج الدولي في سبتمبر 2009 في إطار فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الموسيقى الروحية، حيث قدّم مجموعة من الأغاني الصوفية والقصائد التراثية الشهيرة في مقدمتها ” المنفرجة” بالإضافة إلى مواويل وتواشيح دينية.
كريمة الصقلي
من أهم وأجمل الأصوات التي ظهرت في تلك الحفلة كانت الفنانة كريمة الصّقلي أو كما يطلق عليها البعض "سيدة الغناء المغربي" حيث كانت الصقلي نغمة لا تكفّ عن الترنح بين الطّرب الأصيل والسماع الصّوفي والإبداع الأندلسي.
سطع نجم الفنانة كريمة الصقلي، عام 1999، أثناء أدائها لأغنية للراحلة أسمهان في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بدار الأوبرا بالقاهرة، وقد وضّحت وقتها الفنانة للصحافة العربية بتواضع ومهنية "أنا لا أقلد أسمهان، لكنني أتمرس في مدرستها". وهو التمرس والحنكة اللذان ستطورهما الفنانة في مراحل مقبلة من مسارها الفني. توالت مشاركاتها في المهرجانات المحلية والعربية، وفي سائر أنحاء المعمورة، رافقت كبار العازفين والمطربين مثل نصير شمة، لطفي بوشناق والملحن وعازف العود المغربي، سعيد الشرايبي، الذي كونت معه ثنائياً مبدعًا، ومن أشهر أغنياتها «أغار»، وهي قصيدة للشاعر السعودي محيي الدين خوجة، وألحان المغربي نعمان الحلو.
كما قامت بتسجيل ألبوم "وصــلة" من إنتاج معهد العالم العربي بباريس، بمشاركة الفنان لطفي بوشناق وكلمات آدم فتحي.
وقد عبرت عن تواصلها مع الغناء الصوفي في القول إن الغناء عندي يخرج من كونه غناءً، بل هو هوس ومشروع شخصي. أنا أغني منذ الصغر، وكأنني ولدت للغناء وأعيش بالغناء). أضافت في منعطفات الحوار أيضاً مجموعة من الأغنيات التي دخلت في الغناء الشعبي الصوفي (الحضرة المغربية الصوفية)، إضافة إلى بعض الترنيمات والمواويل التي تميز المغرب العربي وخصوصاً الغناء الصوفي قصيدة (أحسنت ياليل طولاً فزدني وزد وجدي)، ونشيد من الحضرة الصوفية (سلام عليكم أيها الأحباب). ولم تقف المغنية المغربية عند القصائد الصوفية الكلاسيكية فقد غنت لشعراء معاصرين مثل (أدونيس  أمل دنقل  لميعة عباسي)، واشتغلت مع العديد من  الملحنين العرب كمروان خوري.
فؤاد زبادي
فؤاد زبادي واحد من أجمل الأصوات المغربية التي أسست لنفسها خطاً فنياً خاصًا بها فهو من أسرة متدينة ومحافظة بمدينة مكناس بالمملكة المغربية. ظهرت موهبته المبكرة في العقد الأول من عمره، وأصبح بعد فترة مطرب الحي إلى أن وصل صيته إلى الوطن العربي كافة.
درس أصول الموسيقى والغناء وفنون الطرب (دراسات حرة) أثناء دراساته بكلية العلوم بمدينة الرباط، ولكن الموهبة الأصيلة فرضت نفسها فتفرغ للفن.
غنى في مهرجانات الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة، شارك في عدة مهرجانات وحفلات كبرى، منها مهرجان المدينة تونس 1999 و 2000، مهرجان الرباط 2000، ومهرجان جرش بالأردن.
نال شهادة لجنة التحكيم في مهرجان القاهرة الدولي للأغنية عام 2000. شارك بصوته في عدة أعمال إذاعية وتليفزيونية وثلاث مسرحيات غنائية. شارك في مهرجان الموسيقى العربية العاشر 2001 وأحيى حفل الختام بناءً على طلب الجمهور. سجل العديد من الأغاني والموشحات للمحطات الفضائية العربية.
أكثر...