التعايش جسر التواصل بين الشعوب

[جريدة الرؤية]

ندوة تطوُّر العلوم الفقهيَّة، التي تُعقد في نسختها الـ12 هذه الأيام، تحت عنوان "فقه رؤية العالم والعيش فيه: المذاهب الفقهيَّة والتجارب المعاصرة"، تجسيدٌ حيٌّ، وانعكاسٌ صادقٌ لحرص السلطنة على تنمية روح التعايش، وتعهُّدها بالرعاية حتى تزدهر تلكم القيمة، وتسود المجتمعات وفق قواعد الاحترام المتبادل، وتوفير الأمان، وضمان الحريات لكل إنسان.
ويكمن اهتمام السلطنة بالتعايش من منطلق إدراك دوره في التواصل بين أبناء الأمة الإسلاميَّة مع بعضهم البعض من جهة، ومع غيرهم من جهة أخرى.. كما أن هذا التعايش يُتيح فرصة لإبراز صورة الإسلام النقيَّة، التي تحث على العيش المشترك.
وتحفل الندوة بأطروحات قيِّمة تجسِّد عالميَّة الإسلام، وتبيِّن شموليَّة الفقه لكافة مناحي الحياة، علاوة على ضبط وتنظيم العلاقات مع الآخر؛ بما يضمن العيش الكريم لجميع المتعايشين في ظل جوٍّ يسوده الاحترام المتبادل، وتُصان فيه الحريَّات والحقوق.
.. إن من شأن ندوة تطوُّر العلوم الفقهيَّة "فقه رؤية العالم والعيش فيه: المذاهب الفقهيَّة والتجارب المعاصرة"، مناقشة هذه الجوانب، وتسليط أضواءٍ كاشفة عليها؛ لتعيدها إلى واجهة التعامل الإنساني؛ باعتبار أن الفقه الإسلامي يزخر بالنماذج، ويحفل بالاجتهادات التي تحث على هذا التعايش، وتوفر البيئة الملائمة لإنجاحه.
.. إن مشاركة أكثر من مائة وخمسين مفكرًا وعالمًا وفقيهًا في ندوة العلوم الفقهيَّة هذا العام، يُنبئ بأن الندوة ستتمخض عن نتائج تُسهم إيجابًا، وتصب في خانة تكريس مفهوم العيش المشترك؛ من خلال جهد فكري جماعي يستنبط المدلولات السامية الكامنة في الفقه الإسلامي.
.. إن ثراء الأطروحات، والزخم الفكري الذي تتسم به ندوة تطوُّر العلوم الفقهيَّة، يجعل منها مؤتمرًا جامعًا شاملًا لمناقشة قضايا العصر؛ على ضوء المعطيات الفقهيَّة؛ ومن خلال إسهامات تُعالج مختلف جوانب الحياة الإنسانيَّة.


أكثر...