إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفكرون وباحثون: "ندوة العلوم الفقهية" تظاهرة علمية تحتضن علماء الأمة وتؤطر الحلول لأزمات العالم الإسلامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفكرون وباحثون: "ندوة العلوم الفقهية" تظاهرة علمية تحتضن علماء الأمة وتؤطر الحلول لأزمات العالم الإسلامي


    أجمع مفكرون وباحثون على أنّ ندوة تطور العلوم الفقهية في نسختها الثانية عشرة تمثل تظاهرة علمية تحتضن علماء الأمة وتؤطر للحلول المرجوة لأزمات العالم الإسلامي، مشددين على أن توصيات الندوة تصب في خدمة المسلمين والدعوة بشكل عام.
    وقال فضيلة الشيخ أفلح بن أحمد الخليلي رئيس قسم البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن ندوة تطور العلوم الفقهية تسعى في الأساس إلى تحقيق التعايش بين المسلمين، فهي تمثل تطبيقاً عملياً للتعايش، إذ يحضرها علماء من مختلف أنحاء الأرض، ومن الدول الإسلامية والدول غير الإسلامية، ومن مختلف المذاهب الإسلامية والأفكار المتباينة واختلاف المناهج لكن مع توحد الهدف، حيث يهدف الجميع إلى تطبيق التعايش.
    وأضاف: "نحتاج الى تطبيق عملي حتى يتحقق هذا الأمر، كثير من المؤتمرات تصدر قرارات لكنها، لا تكون مطبقة تطبيقاً عملياً، وهذه الندوة ليست معنية بالتطبيق العملي.. ولكن هذا يتطلب من جميع الجهات المسؤولة أن تشترك في تحقيق هذه الغاية وبذلك تحقق الندوة غايتها، حينما يتم التعاون على التطبيق ويتم التعايش من أجل تطبيق توصيات ندوة التعايش". وتابع أن هناك بعض الأعضاء في هذه الندوة يشاركون في مجامع الفقه الإسلامي وفي غيرها من المجامع، وبذلك يوجد شيء من التواصل العلمي والفكري. وأوضح أهمية وجود مؤسسات فكرية وعلمية تعنى بتوعية الشباب دينياً وتحثهم على الانضباط بالثوابت الشرعية.
    التعارف والتعاون
    وقال المفكر جواد بن صادق اللواتي إنه من الأهمية بمكان الانتقال من التعارف إلى التعاون، مشيراً إلى أن التعايش هو الحد الأدنى للتواجد من دون ترابط، وهناك عدد من المفاهيم المبدئية المؤصلة في القرآن وهي التعارف، موضحاً أن التعارف هو ما يبني الثقة بين الناس ويدفعهم إلى التعاون. وأضاف أن التعاون أساس التعايش بين الناس، وهو ما ينتج عنه التكافل الاجتماعي.
    وتابع أن التوصيات اتسمت بالتنوع والوضوح وتتميز ببعد البصيرة واستشراف مستقبل تطور العلوم الفقهية وكافة مضامينها، لافتاً إلى ضرورة الانتقال من مرحلة التنظير الى أطر التطبيق. ويرى جواد أن هذه التوصيات سيتم تعميمها على المجامع الدينية والجامعات الإسلامية والعربية، لنشر الفائدة على كافة المسلمين في الشرق والغرب.
    وقال محمد بن سعيد الحجري (كاتب وباحث) إن التوصيات يمكن تقسيمها منهجياً إلى قسمين؛ الأول ما يمكن أن يطلق عليه بيان وخلاصة لمحتوى الحوار والمفاهيم والآراء للقضايا العامة المتعلقة بموضوع التعايش، والثاني توصيات أخرى نحت منحى التنفيذ العلمي، وتم إعدادها لأن تكون برامج عمل من الممكن تطبيقها بسهولة ومتابعة تنفيذها. واستدرك: "هذا التقسيم المنهجي مفيد جدًا في هذه الحالة، لأننا في ذلك الجانب النظري المفاهيمي نحتاج الى قدر نسبي من الحسب حتى تستقر المفاهيم والمصطلحات ولا تبقى عائمة دون تحديث". وأوضح أن هذه الندوات ينبغي أن تتحول الى برامج عمل، وهو ما أولته التوصيات عناية في شقها العملي القابل للتنفيذ. وأشار الحجري إلى أن الإنجاز الأكبر لهذه الندوة بالإضافة إلى توصياتها وهي توصيات مهمة للغاية، يتمثل في بقائها كتقليد سنوي، أصبحت فيه عمان حاضنة لكل أبناء هذه الأمة من جميع مذاهبهم، من كل طوائفهم بمختلف مستوياتهم العلمية، وأهم علماء وفقهاء العالم الإسلامي متواجدون في مسقط، ويجدون في هذه الندوة مآلاً لهم، ومرجعًا يعودون إليه، وملتقًا سنوياً يجمعهم، وهو في حد ذاته وفي هذه المرحلة بالذات- المرحلة العاصفة بالأمة- تحافظ عمان على هذا التقليد الراقي السامي الذي يجمع أبناء الأمة ويؤلفهم ولا يفرقهم، وهو إنجاز كبير ومهم للغاية.
    تظاهرة علمية
    وقال خليفة بن سعيد بن ناصر البوسعيدي من وزارة التربية والتعليم (أحد المشاركين في الندوة): "سعدت كثيرًا بما رأيت في هذه التظاهرة العلمية الرائعة التي تقام في السلطنة، والتي ضمت العديد من كنوز العلم والمعرفة من علماء أجلاء من شتى بقاع الأرض وإنه لفخر لعماننا أن تقوم بهذا الدور الرائد الذي من خلاله تؤصل للعالم أجمع ما يضيء له الطريق ليسير إلى الأمام دائماً في مسلك الإسلام وهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. وأضاف: "بهذا يعيش العالم في السلم والسلام في ظل نور الإسلام، ويمكنه بهذا أن ينتج للبشرية ما يسعدها ويسير بقافلة الحياة إلى ما يرقى بها في مدارج الكمال والسعادة في هذه الحياة الدنيا والآخرة. بفضل ما يهتدي به أحكام وتشريعات مستمدة مما تركه لنا رسولنا الكريم الذي وصانا بالتمسك به ووعدنا بعد ذلك بألا نضل إنهما كتاب الله وسنته عليه الصلاة والسلام". ويرى البوسعيدي أن هذه الندوة وغيرها من الندوات تكتمل عندما يكون لها رافد يدعمها ويسندها ويغذيها، مثل تأسيس معاهد جامعية للدراسات الإسلامية التي تدعم المجتمع وترفد البلاد بعلماء ودارسين وباحثين ومتخصصين في علوم الإسلام والدين، ليقدموا بحوثهم ودراساتهم التي تؤصل المفاهيم والقيم الإسلامية الناصعة التي تحفظ للمجتمع كيانه واتزانه وثباته في ظل عالم يضج بكثير الأمواج المتلاطمة، ولا منقذ له إلا بالإسلام. وأكد أهمية هذه المرحلة التي يمر بها عالمنا اليوم الذي نعيش فيه ضمن هذه المنظومة البشرية المتعددة النزعات والرغبات المختلفة في الأجناس والأعراق والأعراف. وبيّن أن هذه المرحلة صاحبها تقدما تكنولوجيا أدى إلى التقارب بين أفراد البشرية، وأفرز تساؤلات كثيرة ملحة، وهو ما يفرض على الجميع وضع النقاط على الحروف وبيان حكم كل أمر وكل تصرف فيما بين الناس بعضهم البعض على اختلافاتهم العديدة. وأضاف: "من هنا جاءت هذه اللفتة الكريمة من لدن قائد البلاد بتوجهاته السامية لإقامة هذه الندوة القيمة التي نرجو أن تصل إلى مبتغاها وتحقيق أهدافها بما تصدره من توصيات وأحكام تسعد الإنسان في هذا العالم أينما كان". وتابع: "بهذا يكتب سبق الفضل لأهل عمان في هذا الفضل كما كان لهم فضل السبق إلى الإسلام واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به، سائلين الله تعالى أن يوفق القائمين على هذه الندوة إلى النهوض بها والرقي بآلياتها على مدى الأعوام القادمة لتصل إلى أفضل مستوياتها وتحقق أفضل غاياتها".


    أكثر...
يعمل...
X