جوبا- رويترز
سعى الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس لتطبيع العلاقات مع أحدث دولة في القارة السمراء، بعد أن قام بأول زيارة لجنوب السودان بعد انفصاله عن الشمال عام 2011، فيما تركزت المباحثات على التعاون عبر الحدود.
واتفق البلدان في مارس الماضي على استنئاف صادرات النفط عبر الحدود واتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر الذي خيّم على العلاقات بينهما منذ استقلال جنوب السودان في يوليو 2011 في أعقاب اتّفاقية أنهت حربًا أهلية استمرت عقودًا. لكنهما لم يتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن النزاع على أبيي ومناطق أخرى على حدودهما المتنازع عليها والتي تمتد لمسافة 2000 كيلومتر. وكان البشير يعتزم السفر إلى جوبا قبل عام لكنه ألغى الزيارة عندما تفجر قتال على الحدود كاد أن يتحوّل لحرب شاملة بين البلدين. وقال البشير في خطاب ألقاه في جوبا وقد وقف الى جواره سلفا كير رئيس جنوب السودان إنّ زيارته بداية للتعاون وإنه أصدر توجيهاته للسلطات السودانية والمجتمع المدني بالانفتاح على "الأشقاء" في جمهورية جنوب السودان. وصرح كير بأنّه اتفق مع البشير على مواصلة الحوار لحل كل الخلافات بين البلدين. وقال كير "أنا والرئيس اتفقنا على تنفيذ كل اتفاقات التعاون". وفي خطاب خلال جلسة المحادثات المشتركة لوفدي السودان وجنوب السودان قال البشير "الأجواء الإيجابية التي أحدثها التوقيع على تنفيذ المصفوفة مهدت لهذه الزيارة التي تؤشر على بداية لتعاون بناء في طريق تطبيع العلاقات بين البلدين". وأضاف "إعادة استئناف ضخ النفط تعد نموذجًا للتعاون المشترك.. وتم الاتفاق والتعاون على كافة الترتيبات اللازمة حتى تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد بالبلدين من أجل رفاهية شعبينا وفي هذا المقام أوجه كافة أجهزة الدولة بالسودان والمجتمع المدني للانفتاح على إخوانهم... بجنوب السودان حتى يكون اتفاق التعاون واقعاً يمشي بين الناس هذه الزيارة الناجحة بكل المقاييس تمثل نقلة في العلاقات بين البلدين وأوجه بفتح كل المعابر الحدودية الجاهزة للتواصل".
وقال كير "هذه أوّل زيارة للرئيس البشير بعد استقلال جنوب السودان واتفقنا أنا والرئيس البشير على تنفيذ كافة اتفاقيات التعاون التي وقعت في شهر سبتمبر الماضي واتفقنا سوياً على أن بعض القضايا تحتاج لمزيد من النقاش ولم نتفق حولها بعد وتحتاج لحوار مثل ترتيبات الوضع النهائي لمنطقة أبيي وتشكيل مجلس منطقة أبيي وطالبنا ببدء تسديد نصيب أبيي من عائدات النفط المستخرج بالمنطقة وإعطاء الجنوب أيضاً نصيبه من نفط أبيي... ولم نتفق بعد حول وضع شركة سودابت...ولكن اتفقنا على مواصلة الحوار لنصل لاتفاق كامل واتفقنا على استتباب الأمن في المناطق منزوعة السلاح وجعل الحدود مرنة ومفتوحة للناس والبضائع". وشددت إجراءات الأمن في العاصمة جوبا واصطف أفراد الشرطة في الشوارع الرئيسية التي أغلقت وزينت بأعلام الدولتين. ويأمل كثيرون في جنوب السودان في أن تنهي زيارة البشير واحدًا من أطول الصراعات في أفريقيا وقال روبرت موري طالب الهندسة "نحتاج للعيش في تناغم. نحتاج للسلام بين السودان وجنوب السودان". ولم يحسم انفصال جنوب السودان قائمة طويلة من النزاعات ومن بينها نزاعات حدودية فضلاً عن قيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها جنوب السودان البلد الذي لا يطل على بحار- مقابل تصدير نفطه عبر أراضي السودان. وكان أحدث بلد في أفريقيا قد أوقف إنتاجه النفطي بالكامل والبالغ 350 ألف برميل يومياً في يناير من العام الماضي في ذروة النزاع حول رسوم استخدام خط الأنابيب وهو توقف ألحق ضررًا باقتصاد البلدين.
أكثر...