الاتفاق الأمريكي الصيني، أمس، على تدعيم الجهود الرامية إلى إخلاء شبه الجزيرة الكوريَّة من السلاح النووي سلميًّا، يُعد خطوةً مهمَّةً، ولكنها غير كافية.
.. إن تصاعد التهديدات الكوريَّة الشماليَّة بشنِّ حرب نوويَّة، وتزايد حدة التوتر في شمال شرق آسيا والعالم أجمع جرَّاء ذلك، ينبغي أن يكون فرصةً لإعادة النظر في اتفاقيَّة الحدِّ من انتشار السلاح النووي، والتي بدأ التوقيع عليها نهاية ستينيَّات القرن الماضي؛ في مسعًى للحد من انتشار هذه الأسلحة التي تُهدِّد السلام العالمي، ومستقبل البشريَّة.
ورغم أنه وقَّع على الاتفاقيَّة أكثر من 188 دولة، إلا أن هناك دولًا لا تزال ترفض التوقيع على الاتفاقيَّة؛ وفي مقدمتها: إسرائيل، وكوريا الشماليَّة.. لذا جاء الاتفاق الصيني الأمريكي لمحاولة إقناع بيونج يانج -وممارسة الضغط عليها- لتهدئة لهجتها العدائيَّة وإعادتها في نهاية المطاف لطاولة المحادثات النوويَّة.
.. إنَّ مبعث الرغبة الأمريكيَّة في أن تتخذ الصين موقفًا أكثر فعاليَّة تجاه كوريا الشماليَّة؛ ينطوي على مخاوف من احتماليَّة أن تنفذ كوريا الشماليَّة تهديداتها بشنِّ حربٍ نوويَّة على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبيَّة، كما تعكس كذلك أن واشنطن تنظر بجديَّة لتهديدات بيونج يانج، وأنها تعوِّل كثيرًا على بكين في الضغط على حليفتها كوريا الشماليَّة؛ للانخراط في مسعًى تفاوضيٍّ جديدٍ؛ بهدف جعل شبه الجزيرة الكوريَّة خالية من الأسلحة النوويَّة؛ لما لذلك من أهميَّة -وبشكل حاسم- لاستقرار المنطقة والعالم.
ويبدو أن مهمَّة بكين بإقناع كوريا الشماليَّة لن تكون سهلة أو ميسورة في ظل تأكيدات بيونج يانج المتكررة على أنَّها لن تتخلَّى عن أسلحتها النوويَّة، والتي ترى فيها أنها "ضامنٌ ثمينٌ" لأمنها.
.. ولا يختلف اثنان على ضرورة المعالجة السلميَّة لقضيَّة التوتر في شبه الجزيرة الكوريَّة بالحوار؛ بما يخدم أمن المنطقة، ويجنِّبها والعالم مخاطر الانزلاق إلى حرب نوويَّة لا يعلم أحد مقدار ما سينتُج عنها من دمارٍ ونتائج كارثيَّة.
أكثر...