تويت
يسعدُ المواطنُ بتتالي الإنجازات على ثرى هذه الأرض الطيبة، وتغمره مشاعرُ الفرح والفخر، وهو يرى معالمَ النهضة تشمخ، وصروحَ التنمية تعلو؛ شاهدًا على صدقِ النوايا للسير قُدمًا في مسيرة النماء التنمويِّ والتطوير الخدميِّ.
وبالأمس، أُضيف إلى الصروح الطبيَّة في بلادنا، مستشفًى جديدٌ، يُمثل إضافة نوعيَّة، بمعنى الكلمة؛ لما تمتاز به خدماته من تخصصيَّة عالية.
ويأتي إنشاء مستشفى المسرَّة بولاية العامرات؛ لتحقيق حزمة أهداف في طليعتها تقديم خدمات تشخيصيَّة وعلاجيَّة وتأهيليَّة ثلاثيَّة شاملة، وذات جودة عالية للحالات النفسيَّة والعصبيَّة، وحالات إدمان المخدِّرات، على أن تغطي مختلف أرجاء السلطنة.
كما يُعد المستشفى بيئة مهيَّأة للارتقاء بخدمات الصحة النفسيَّة؛ من خلال توفير التقنيات والتخصُّصات والوسائل المطلوبة لتطوير القوى العاملة في هذا المجال عبر التدريب وأنشطة التثقيف الصحي.
فمستشفى المسرَّة بولاية العامرات بمحافظة مسقط -والذي تكلف أكثر 49 مليون ريال، ويشتمل على مرافق متطورة، وصيغت معاييره الإنشائيَّة وفق الأسس المعمول بها في بناء المستشفيات الحديثة- مؤهلٌ لإحداث نقلة نوعيَّة في الخدمات الصحيَّة المتخصِّصة في السلطنة؛ من خلال تقديم العديد من الخدمات التشخيصيَّة والعلاجيَّة في مجال الطب النفسي والسلوكي، وخدمات إعادة التأهيل والطوارئ.
ومما يُضفي أهميَّة كبيرة على المستشفى أنه يقدِّم خدماته لشريحة من المجتمع؛ هي في أمسِّ الحاجة إلى الرعاية والعناية الصحيَّة النفسيَّة، إضافة إلى علاج وتأهيل المُدمنين، في زيادة نسبة من يحتاجون إلى مثل هذه الخدمات التخصصيَّة؛ نظرًا للإسقاطات السالبة لبعض تعقيدات جوانب الحياة المدنيَّة، وما ينجُم عن التواصل الهائل بين مختلف دول العالم من سلبيَّات انتقال المخدرات وانتشارها عبر الحدود.
... إن الاستفادة المُثلى من هذه المنشأة الطبيَّة تتطلب وعيًا مجتمعيًّا بدورها، والاقتناع بالأساليب العلاجيَّة الحديثة المُعتمدة في علاج الأمراض النفسيَّة؛ وبالتالي الإقبال على الخدمات التي تقدِّمها لمساعدة المرضى النفسيِّين على التعافي من عِللهم، وأيضًا يتطلب بث التوعية في أوساط ذوي المدمنين للجوء بأبنائهم إلى هذا المرفق الصحي طلبًا للعلاج والتأهيل.. وبهذا تتحقق الأهداف التي من أجلها أنشئ هذا الصرح الطبي الكبير.
أكثر...