بيروت – رويترز
قالت وسائل إعلام حكومية ومعارضة أمس إن قوات الحكومة السورية كسرت حصاراً يفرضه مقاتلو المعارضة منذ ستة أشهر في شمال سوريا وإنها تقاتل الآن لاستعادة السيطرة على طريق سريع مهم.
وأفادت صحيفة البعث الموالية للحكومة بأن مقاتلي المعارضة أبقوا الجيش محاصراً في قاعدتي وادي الضيف والحميدية العسكريتين بمحافظة إدلب لكن قوات الرئيس بشار الأسد التفت حول قوات المعارضة وكسرت الحصار.
وشن مقاتلو المعارضة أمس هجوماً مضاداً لكن جبهتهم ضعفت في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الاقتتال الداخلي وإرسال قوات لخوض معارك أخرى.
وقد يمكن كسر الحصار حول القاعدتين اللتين تقعان خارج بلدة معرة النعمان الجيش السوري من استعادة السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى حلب أكبر مدينة سورية وتعزيز خطوط إمداده الهزيلة في قلب الشمال الذي تسيطر عليه المعارضة.
وبعد عامين من الانتفاضة على حكم الأسد تحارب القوات الحكومية بضراوة لاستمرار سيطرتها على المدن. وسقط العديد من المناطق الريفية والبلدات في أيدي المعارضة. أما مدينة حلب التي كانت مركزًا للأعمال فهي مقسمة بين الفصائل المتناحرة.
وتقدم مقاتلو المعارضة في شمال سوريا قرب تركيا وفي محافظة درعا بجنوب البلاد قرب الأردن. لكن القوات الحكومية أبقت قوات المعارضة خارج وسط دمشق وسيطرت على أكثر من نصف مدينة حمص التي تربط العاصمة بمعاقل العلويين قرب ساحل البحر المتوسط.
وكان مارس أكثر الشهور دموية في الصراع الذي بدأ بحركة احتجاجية على حكم عائلة الأسد الممتد من أربعة عقود لكنه تحول بدرجة كبيرة إلى صراع أهلي أسفر عن مقتل 70 ألف شخص على الأقل.
ويمثل السنة عصب حركة التمرد في سوريا بينما تحارب أقليات منها الأقلية العلوية الشيعية في صفوف الأسد.
ولا تريد القوى الغربية التي ترغب في إنهاء حكم الأسد التدخل عسكريا وشعرت بالقلق من صعود جماعات إسلامية مثل جبهة النصرة في الصراع الذي أجج الانقسام الطائفي في منطقة الشرق الأوسط.
وذهبت جهود دبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة سدى.
وأجبرت هجمات مقاتلي المعارضة الجيش السوري على التخلي عن العديد من القواعد في شمال سوريا ومعظم الطرق حول محافظتي حلب وإدلب مما جعل المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة في الشمال تعتمد على نقل الغذاء والأسلحة جوا.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا لرويترز "سمح كسر الحصار أمس للجيش بقيادة ست شاحنات محملة بالأسلحة إلى قاعدتي وادي ضيف والحميدية."
وأضاف المرصد الموالي للمعارضة أنه على الرغم من المكاسب التي حققها الجيش فإنّ كلا الجانبين لم يحققا تفوقا واضحاً.
وأشار عبد الرحمن إلى أن أكثر من 50 مقاتلاً قتلوا أو فقدوا في معركة يوم الأحد. وقال إن تقدم الجيش ليس نجاحاً حاسماً بعد لكنه قد يفتح من جديد جبهات قتال في الشمال كان التفوق فيها حليفاً للمعارضة.
وقال "سنرى الآن ما سيحدث لكن إذا استطاع مقاتلو المعارضة دفع النظام إلى الوراء فإنهم سيتفادون بذلك انتكاسة كبيرة. وإذا تمكن النظام من الإبقاء على هذه الثغرة فيمكنه استعادة السيطرة على الطريق بأكمله وسيكون لهذا تداعيات إستراتيجية كبيرة."
واتهم نشطاء في معرة النعمان التي تتعرض لغارات جوية يومية بسبب الحصار مقاتلي المعارضة بأنهم السبب في الهزيمة التي لحقت بهم لأنهم استنزفوا قواهم في المنطقة.
أكثر...