تويت
مسقط - بدر الحبسي
اختتمت، مؤخرًا، بجامعة السلطان قابوس فعاليات ملتقى "إبداع بصيرة" في نسخته الثانية، والذي جاء تحت شعار "دعني أعمل، فقدي لبصري لن يعيق إرادتي"، وهدف إلى دراسة المستقبل المهني لذوي الإعاقة البصرية في السلطنة من أجل دمج المعاقين بصريًّا في المجتمع. والسعي نحو تحقيق رؤية مستقبلية أفضل لواقع ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى الوقوف على واقع توظيف وتشغيل ذوي الإعاقة البصرية في مؤسسات القطاع العام والخاص، وحث وتشجيع المعاقين بصريا في السلطنة على ريادة الأعمال والاستثمار أسوة بأقرانهم من الأسوياء.
واشتمل حفل الختام -الذي أقيم برعاية مساعدة عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية الدكتورة نايفة بنت سليم بيت عيد- على مجموعة من الفقرات الهادفة والمفيدة؛ احتضنتها قاعة شؤون الطلاب بالجامعة، بحضور عدد من الأكاديميين والطلاب والمكفوفين المشاركين في الملتقى، بدأت بعرض مرئي عن يوميات الملتقى والفعاليات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع. وبعدها قدَّم مجموعة من المكفوفين المشاركين في الملتقى مشهد مسرحي حول المستقبل المهني لذوي الإعاقة البصرية بعنوان "شغل مول"، والتي تحكي واقع عمل ذوي الإعاقة البصرية، وتفاعل الجمهور في المسابقات التي خصصها المنظمون للحضور، وقد شارك المكفوفون في بعض المسابقات والألعاب التي قدمت في المسرح، وتم خلال الحفل استضافة أحد الأطفال الذين يتعاملون مع المكفوفين ليحكي تجربته معهم والصعوبات والتحديات التي تواجههم. وأقيم حوار مع أحد المكفوفين ليحكي قضيته مع سوق العمل والتحديات التي تواجهه للحصول على وظيفة. وفي ختام الحفل، قامت الدكتورة نايفه بتكريم المشتركين في الملتقى والمكفوفين الذين كانت لهم إسهامات في نجاح الفعاليات.
وقد احتوى الملتقى على معرض تخصصي لوظائف المكفوفين، والذي يقام لأول مرة في السلطنة واحتوى على خمس عشر ركنًا، كل واحد منها يتحدث عن الوظائف التي تتعلق بهذه الفئة في المجتمع.
وتعد الأركان مدخلا تمهيديا للزوار قبل التعرف على المهن التي يمكن لذوي الإعاقة البصرية العمل بها في وقتنا الحاضر، حيث يعرض فيه المراحل الزمنية لتطور توظيف المكفوفين في سلطنة عمان وخارجها، وتواجد في الركن مجموعة من المكفوفين من كبار السن الذين عاشوا مراحل مهنية صعبة في حياتهم حتى حصلوا على الوظيفة.
ويقدم ركن "خطوة نحو سوق العمل" نبذة عن برامج التشخيص والاختبارات وآلية القبول للوظائف لذوي الإعاقة البصرية في سوق العمل في القطاعين الحكومي والخاص، ويقسم هذا الركن إلى ثلاثة أجزاء؛ يتحدث الأول عن تشخيص الوضع الصحي للكفيف من ناحية نسبة المشاهدة وإمكانية الرؤية من عدمها. أما الجزء الثاني، فيتحدث عن اختبارات التقدم للوظيفة والطريقة التي تستخدمها المؤسسات في إجراء الاختيارات لمعرفة الإمكانيات والمهارات التي يتمتع بها الكفيف؛ سواء تلك المتعلقة بالبصر أو المهارات المهنية الأخرى، ويحتوي الجزء الثالث على البرامج التدريبية التي يحتاجها الكفيف قبل دخوله سوق العمل والتي ستمكنه من أداء واجبات عمله حسب بيئة العمل التي يتواجد فيها.
ويسلط هذا الركن الضوء على جميع المهن المرتبطة بوسائل الإعلام وملحقاتها كالإذاعة والتليفزيون والصحافة الإلكترونية، وتم تهيئة الركن ليكون الاستوديو المباشر الخاص بالملتقى والذي يجسِّد تجربة حقيقية لنماذج من الإعلاميين المكفوفين؛ حيث يقدم البث الإذاعي مجموعة من البرامج مباشرة من موقع الحدث المباشر لجميع برامج الملتقى؛ من خلال أستوديو خصص لهذا الغرض، كما تم الاتفاق مع إحدى الإذاعات المحلية لبث أجزاء من أحداث الملتقى عبر برامجها وتغطياتها المباشرة، وقام بالتقديم والإشراف على العمل مجموعة من الإعلاميين المكفوفين بمساعدة مجموعة من المبصرين، حيث تم استضافة مجموعة من الشخصيات والزوار والمشاركين عبر هذا الأستوديو لمناقشة موضوع المستقبل المهني لذوي الإعاقة البصرية في السلطنة.
أكثر...