الرؤية - مسقط
أكد عدد من الطلاب أن مسابقة عُمان لتصميم البيوت الصديقة للبيئة التي ينظمها مجلس البحث العلمي من المسابقات الوطنية المهمة، التي تهدف إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار في مجال تصميم المباني الصديقة للبيئة، والتي تتميز بمواصفات عالية الكفاءة وقليلة التكاليف؛ من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.. وقالوا إن المسابقة تهدف إلى دعم الأفكار الرائدة لمؤسسات التعليم العالي في مجال تصميم المباني الصديقة للبيئة ضمن منظومة البحث العلمي والابتكار، إضافة إلى نشر الوعي المجتمعي بأهمية بترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة.
وأضافوا: تعمل المسابقة أيضًا على تشجيع بناء شراكة ثلاثية بين القطاع الأكاديمي والقطاع الصناعي والقطاع الحكومي لتحويل الأفكار العلمية الى منتجات ذات قيمة في السوق، إضافة إلى الاستفادة من الموروث العُماني في مجال التخطيط وتصميم المباني التقليدية والتي تتميز بمواصفات صديقة للبيئة.
وفي إطار ورشة عمل مسابقة عُمان للبيوت الصديقة للبيئة، والتي أقيمت مؤخرًا في فندق جولدن توليب بولاية السيب، تحدثنا مع مجموعة من المشاركين عن تجربتهم في هذا المجال. الطالبة موزة سعيد سالم العزرية من جامعة السلطان قابوس بتخصص الهندسة المعمارية، قالت: إن البيوت الصديقة للبيئة تترجم مفهوم الاستدامة الذي يهدف للحفاظ على الطاقة المستهلكة؛ باعتبار أن العالم يُعاني من قلة مصادر الطاقة المستخدمة في الوقت الحالي، ويعتبر استقدام مفهوم البيت الصديق للبيئة للسلطنة نقلة نوعية لمستقبل الطاقة في عُمان؛ حيث إنها ستساهم في خفض الطاقة المستخدمة في عمليات التبريد وتشغيل الأجهزة الكهربائية المختلفة؛ مما سيؤدي إلى تقليل التكاليف المادية واستغلال الكم الكبير من الطاقة الكهربائية المستهلكة حاليا في مشاريع اقتصاية جديدة.
وعن كيفية تعميم هذه الفكرة في السلطنة، قالت العزرية: يجب نشر الوعي فيما يخص موضوع الاستدامة والمباني الخضراء الصديقة للبيئة، وفي الوقت ذاته يجب تطبيق بنود منظمة (LEED) وإدراجها من ضمن الشروط اللازم توافرها عند بناء المنازل. إضافة إلى اختيار التصاميم المناسبة التي تحقق مفهوم الاستدامة واستخدام المواد المحلية الصديقة للبيئة في البناء.
أما الطالب غصن بن عامر العامري الطالب بمرحلة البكالوريوس في تخصص الهندسة الميكانيكية بالكلية التقنية العليا، فقال: إن البيوت الصديقة للبيئة تتوافر فيها عناصر الكفاءة من خلال جميع ممارسات البناء والتشييد في استخدام الموارد، وتحديد الموقع، وتصميم البناء، وعمليات التشغيل والصيانة. وهذه البيوت لا تترك أي أثر سلبي على البيئة، ومثل هذه البيوت تساعد في تقليل الطاقة المستخدمة في توليد الطاقة الكهربائية عن طريق البنزين بل تعتمد على الطاقة الشمسية بشكل أساسي لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة المنزلية.. فهذا سيساعد في الحفاظ على البيئة، ويقلل من الاستنزاف في الموارد البيئية التي تتعرض لها البيئة في الوقت الراهن، وأيضا سيقلل من الاعتماد الكلي على النفط، ويساهم في ضمان استمرارية هذه الطاقة للأجيال القادمة.
فيما قالت الطالبة رحاب بنت سليمان الزكوانية من جامعة نزوى في تخصص العمارة: إن البيوت الصديقة للبيئة ستساهم في تخفيف الضغط على الموارد الطبيعية في البيئة وستساهم في ايجاد مصادر بديلة للطاقة. وتتمتع السلطنة بتنوع مناخي وأجواء مشمسة معظم أيام السنة؛ وهو الأمر الذي يساعد على الاستفادة من هذه الطاقة كمصدر بديل للطاقة الكهربائية. وقد ساعدتني هذه المشاركة على الإلمام بماهية فكرة البيوت الصديقة للبيئة وتطبيق ما تعلمته فيها في مجال دراستي، وآمل أن أتمكن من تنفيذها في المستقبل بإذن الله.
الطالبة رؤى الزين من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في مرحلة الماجستير بتخصص الهندسة المعمارية، قالت: إن كل العناصر تتداخل في البيوت الصديقة للبيئة لتحقيق الهدف من إنشائها، وتتضمن الاختيار الصحيح لاتجاه البيت، ومراعاة اتجاه حركة دوران الشمس، وعمل فتحات تهوية طبيعية للمنزل، وأيضا تظليل البيت واستخدام مواد بناء قابلة لإعادة التدوير؛ حيث إن الاهتمام بكل التفاصيل ينتج عنه مبانٍ مريحة تحقق الرفاه الاجتماعي والتوفير في التكاليف وعدم الاضرار بالبيئة. وستحقق هذه الفكرة مجموعة من الأهداف في المستقبل كنشر الوعي عن أهمية استخدام التخطيط الحضري للمباني وخلق مفهوم جديد للمساكن العصرية في السلطنة.
وعن مشاركة فريق جامعة ظفار في المسابقة، قال الطالب مروان بن أحمد بيت فرحان في السنة الثالثة بكلية الهندسة: إن المسابقة ساهمت في توسيع مدارك الطلاب في مجال البيوت الصديقة للبيئة وتزويدهم بالمعلومات والمفاهيم المتعلقة بالبيوت الصديقة للبيئة، والتي تهدف في مجملها إلى المحافظة على البيئة وإيجاد نمط عصري في بناء المباني الحديثة.
أكثر...