مسقط - الرؤية
تصوير/ خميس السعيدي
اختتمت، مؤخرًا، بقاعة الهناء، بولاية صور، فعاليات المؤتمر الأول لطب الأسنان بمحافظة جنوب الشرقية، والذي نظمته المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة جنوب الشرقية -ممثلة في قسم صحة الفم والأسنان- برعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة.
وشارك في المؤتمر أكثر من 200 مشارك من أطباء وفنييِّ الأسنان، وحاضر خلاله محاضرون دوليون من إيران وألمانيا وكندا، إضافة إلى استشاريين محليين من مستشفيات النهضة وجامعة السلطان قابوس وقوات السلطان المسلحة.
وقد ناقش المحاضرون -في جلسات المؤتمر العلمية- عدة مجالات في تخصص طب الأسنان؛ مثل: تقويم الأسنان، وزراعة الأسنان، والعلاج الأولي والتحفظي للأسنان، وعلاج الجذور، إلى جانب استعراض أهم الخطط الوقائية من مرض تسوس الأسنان.
ومن فعاليات المؤتمر الأخرى: حلقة عمل عن زراعة الأسنان تم فيها تدريب المشاركين عمليًّا على أهم الطرق الحديثة في عمليات زراعة الأسنان.
وكذلك صاحب المؤتمر معرض سلط الضوء على أهم الأنشطة والفعاليات لقسم صحة الفم والأسنان بمحافظة جنوب الشرقية، وضمَّ مطويات وكتيبات توعوية تُعنى بصحة الفم والأسنان. كما شارك فيه كذلك عدد من شركات الأسنان ببعض منتجاتها.
وهدف المؤتمر إلى تنمية مهارات الكادر الطبي العامل في قطاع صحة الفم والأسنان على مستوى الرعاية الصحية الأولية في السلطنة، وتبادل الخبرات مع المتخصصين الدوليين والمحليين، وعرض الدراسات العلمية المبنية على الأدلة والبراهين؛ مما يُسهل تطبيقها على أرض الواقع.
وفي لقاء مع المشاركين أكد الدكتور عبد الحكيم بن عامر المسروري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، على المشاركة الفاعلة التي حظي بها المؤتمر، والتجاوب الثري من قبل المشاركين والنقاشات الهادفة بين أطباء الرعاية الصحية الأولية والأطباء العاملين في المستشفيات المركزية حول كيفية علاج الحالات الطارئة والمستعجلة قبل وصولها إلى مستشفيات محافظة مسقط التخصصية بما يقلل من مضاعفات هذه الأمراض على المرضى.
وأضاف المسروري: كما أن من إيجابيات المؤتمر عرض الدراسة العلمية التي أجريت لأول مرة على طلاب الصف الأول الابتدائي بالمحافظة؛ للكشف عن تسوس الأسنان وعلاقته بالأنماط السلوكية والغذائية لهم، وتتمثل أهميتها في كونها تربط العلاقة بين مرض تسوس الأسنان وسلوكيات الطفل التغذوية والصحية والتي خلصت إلى أن سلوكيات الرضاعة الصناعية هي العامل الأساسي المسبب للتسوس.. موضحًا أن الدراسة أوصت بضرورة تنظيف الأطفال لأسنانهم مرتين يوميًّا والقيام بالزيارة الدورية لطبيب الأسنان؛ حيث يعد هذان الأمران من أهم السلوكيات الصحية التي تحمي الأسنان من التسوس، كما أوصت الدراسة بضرورة تركيز الأمهات على الرضاعة الطبيعية لوقاية أسنان أطفالهن منذ طفولتهم المبكرة.
وكذلك شارك البروفيسور محمد حسين مدير دائرة صحة الفم والأسنان بوزارة الصحة بإيران، بمحاضرة عن وقاية الأسنان من التسوس على المستوى الدولي؛ أكد من خلالها على ضرورة العناية بوقاية الأطفال من التسوس منذ الطفولة الباكرة دون الحاجة إلى تكبد مصاريف مالية مستقبلا.. مشيرًا إلى أن مرض تسوس الأسنان لدى الأطفال يمكن الوقاية منه بسهولة إذا عني به مبكرًا؛ وذلك عن طريق تدريب الأمهات المرضعات على تنظيف أسنان أطفالهن عن طريق الأصبع مباشرة بعد كل رضعة حتى سن ثلاث سنوات؛ حيث يتم تعليم الطفل ومراقبته حتى يعتاد هذا السلوك الصحي. واستعرض البروفيسور في محاضرته أهم التجارب الدولية فيما يتعلق بالوقاية من التسوس لدى الأطفال.
ومن المحاضرين في المؤتمر أيضًا المقدم طبيب خليفة بن سعيد العامري استشاري أول علاج جذور وأعصاب أسنان بمستشفى القوات المسلحة، والذي قدَّم محاضرة عن استخدام المادة الأسمنتية الطبية في علاج التهابات جذور الأسنان، أوضح من خلالها أن المادة الأسمنتية تقنية جديدة تستخدم في السلطنة لعلاج الالتهابات والبكتيريا التي تساعد على نمو الجذور خصوصًا عند الأطفال، وتقوم هذه التقنية أيضًا بإصلاح بعض الأخطاء التي تتم في بعض العلاجات السنية من قبل أطباء الأسنان.
وأوضح العامري بأن تقنية المادة الإسمنتية التي تستخدم في مستشفى القوات المسلحة هي الأسرع والأفضل مقارنة بالعلاجات السابقة في هذا المجال مستعرضًا بعض الحالات المرضية التي عولجت بواسطة هذه التقنية.
وبدورها، شاركت نعيمة بنت محمد البلوشية رئيسة قسم الأسنان في معهد العلوم الصحية بالوطية، بمحاضرة عن كيفية إجراء الأشعة السنية لبعض الحالات الخاصة؛ سلَّطت من خلالها الضوء على كيفية التعامل وإجراء الأشعة السنية على المرضى ذوي القدرات الخاصة والصم والبكم والمكفوفين والأطفال ومرضى العصب في الأسنان، ومن سقطت أسنانهم والمرضى الذين يصابون بالغثيان والقيء بمجرد أن تلامس الأدوات الطبية أسنانهم.
ومن المشاركين أكدت أصيلة بنت سالم الصلتية فنية أسنان بمركز صور الصحي، على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية على مستوى المحافظات؛ وذلك لإطلاع العاملين الصحيين في المؤسسات على الجديد في مجال تخصصهم، إلى جانب إفادتهم من الخبرات العلمية المشاركة في هذه المؤتمرات بما يُثري معارفهم أولًا، ويُصقل من مهاراتهم المهنية، وهو ما ينعكس بالتالي على جودة الخدمة التي يقدمونها.
أكثر...