مسقط – الرؤية -
تمكن فريق طبي بمستشفى جامعة السلطان قابوس من القيام بعملية تعد الأولى من نوعها في السلطنة ومن العمليات النادرة على مستوى العالم لطفلة تبلغ من العمر ست سنوات، تعاني من مرض الركود الصفراوي داخل الكبد المتضاعف العائلي، حيث أجرت العملية الدكتورة زينب بنت ناصر البلوشية استشارية جراحة أطفال في قسم الجراحة بالمستشفى الجامعي تحت إشراف الدكتور شمس الدين محمد ريلا بروفيسور في جراحة وزراعة الكبد في مستشفى كنجزكولج في لندن، و عدد من الطاقم الطبي المساعد في المستشفى الجامعي.
وعن العملية تقول الدكتورة زينب البلوشية إنّ فكرة العملية تتلخص في تحويل مجرى عصارة المرارة من خط الأنثى عشر إلى الأمعاء الدقيقة ومن ثمّ تأخذ مجراها الطبيعي إلى القولون، فتحاول هذه العملية إلى خلق وإيجاد نوع من التغيير بحيث لا تعطي الفرصة للمرارة بأخذ كل هذا الوقت والخطوات التي تمر بها في الامتصاص بحيث يتم احتساب 40 سم من بداية الأمعاء الدقيقة ليتم بعدها أخذ 15 سم لتكون نقطة بداية موضع العملية، ففي بداية هذا الجزء المستقطع يتم عمل توصيلة بينه وبين المرارة، وفي نهايته يتم عمل توصيلة بينه وبين القولون الصاعد أو المستعرض، وبالتالي عن طريق هذه العملية يتم تقليل عملية الامتصاص للحمض الصفراوي، عندها تبدأ الحكة بالتلاشي ويبدأ الطفل في النمو بشكل طبيعي ويعود لطبيعته في الأكل والنوم، ومعظم الأطفال يستفيدون من هذه العملية، وإن لم تكن النتيجة إيجابية يتم بعدها اللجو إلى زراعة الكبد والتي تعتبر الحل الأخير، حيث تعد هذه العملية فرصة للطفل للنمو بشكل طبيعي.
ويقول الدكتور ريلا: يعد هذا النوع من العمليات من العمليات النادرة على مستوى العالم، فهي كثيرًا ما تجرى في الدول النامية وذلك بسبب انتشار هذا المرض فيها بنسبة أكبر من الدول المتقدمة، وإنّ مثل هذا النوع من العمليات يحتاج لخبرة متقدمة وأجهزة متطورة، وتوفّر كل هذا في المستشفى الجامعي أهله للقيام بمثل هذه العمليات المتقدمة. ووجدت أنّ غرفة العمليات في مستشفى جامعة السلطان قابوس مجهزة تمامًا مثل ما هي عليه في بقيّة مستشفيات دول العالم المتقدمة وعلى مستوى دولي عالي، وكذلك الطاقم الطبي.
وتقول الدكتورة سهام بنت سالم السنانية استشارية أطفال واستشارية أمراض الجهاز الهضمي وأمراض وزراعة الكبد بقسم صحة الطفل بالمستشفى الجامعي والمنظمة لورشة العمل الجراحية إنّ الطفلة تعاني من مرض الركود الصفراوي داخل الكبد المتضاعف العائلي وهو من الأمراض الجينية النادرة على مستوى العالم والتي تصيب الكبد، حيث إنّ أي اختلال جيني قد يجد فرصة للظهور ويؤدي إلى اختلال في تركيبة الأحماض الصفراء وإفرازها من الكبد ومن أعراض هذا المرض إصفرار في الكبد و حكة شديدة وعدم نمو في الوزن وإسهال مزمن. وله مضاعفات سلبية مثل الالتهاب المزمن وتليف الكبد عند الأطفال والذي قد يؤدي للحاجة إلى زراعة الكبد.
وتقدر نسبة الأطفال الذين يعانون من هذا المرض ويحتاجون لزراعة كبد بسببه في العالم حسب التقارير الدولية ما بين 10 إلى 15 بالمائة وهي نسبة كبيرة ، أمّا على مستوى السلطنة فتصل النسبة حوالي
أكثر...