الرؤية - محمد قنات
تمثل الأمطار في السلطنة أحد روافد الاستمتاع بأجواء بدايات فصل الصيف، ويحلو للمواطنين والوافدين والسائحين الخروج لحظة هطول المطر، خاصة وأن الطرقات تخدمها شبكة لتصريف مياه الأمطار؛ مما يمنع تراكم المياه في الشوارع والطرقات، ويشجع الجميع على الخروج والسير بسياراتهم، مصطحبين عائلاتهم وأطفالهم، ليعيشوا أجواء البهجة ساعة هطول المطر.. تلك الطرق تزين جانبيها سلسلة من الأشجار والنباتات الموسمية المزهرة، ليكتمل بها جمال الصورة، ونشوة اللحظة.
عوامل عدة تجعل من الأمطار في السلطنة بصفة عامة ومسقط بصفة خاصة مناسبة للخروج بالسيارات إلى الشارع، والسير فيه بكل أمان وسلامة؛ فالشوارع والطرق الرئيسية لا تتأثر بكمية الأمطار التي تهطل على الإطلاق، حيث تستمر حركة المرور بسلاسة وانسابية تامة، كما يمارس قاطنو المدينة حياتهم بشكل طبيعي جدا.
وخلال الأسبوع الفائت، انتشر العمانيون فى الحدائق والأماكن الخاصة بالاطفال والمطاعم والشواطئ والأسواق والمجمعات والقلاع والحصون والمتاحف التى تأخذ هى الأخرى منظرا بديعا تكسوها به حبات المطر.
وقد استغلت أغلب الأسر العمانية هذه الأجواء الممطرة، وتوجهت إلى مراكز التسوق التى تشهد نشاطا وحركة دؤوبة طوال ساعات اليوم، فيما شهد يوم أمس الأول تغيرًا طفيفًا على أجواء السلطنة، واحتجبت فيه الأمطار عن النزول، وتكشفت أشعة الشمس بعض الشىء، إلا أنه ورغمًا عن ذلك فقد شهدت المحلات العامة نشاطًا لم يختلف عن الأيام السابقة، فيما كانت هنالك حركة مماثلة للسياح من مختلف الدول يجوبون مختلف الأمكنة؛ الشىء الذى يخلق حراكا تجاريا فى مختلف محافظات السلطنة.
وعلى جانب آخر، فقد سادت حالة من الخوف والحذر لدى بعض المواطنين من أن تُلحق بهم تلك الامطار خسائر فى الممتلكات والأرواح، خاصة من يقطعون طرقا بها أودية؛ وبالتالي كانت تحركاتهم محدودة تحسبا لوقوع أية طوارئ، وازدادت حالة الخوف عقب الأنباء التى تداولت فى عدد من محافظات السلطنة، والتى أشارت إلى أن الأمطار الغزيرة خلال الثلاثة أيام الماضية أدت إلى مقتل 3 أطفال، ورجل جرفت سيارته المياه.
وحسب بيان للهيئة العامة للدفاع المدني، فقد تم إنقاذ أكثر من 20 شخصا، إضافة إلى عائلات احتجزتها الأمطار والأودية بعدد من المحافظات، وأنه -أي الدفاع المدني- يعمل على مدار الساعة لتقديم المساعدة والقيام بعمليات البحث والإنقاذ.
وعادت الأجواء الغائمة أمس إلى طبيعتها بعد أن تكشفت أشعة الشمس أمس الأول، وتساقطت حبات المطر بصورة متواصلة عقب ظهر أمس، ولم تؤثر على الحركة وتنقلات السكان.
"الرؤية" تجولت فى عدد من شوارع مسقط، واستفسرت المواطنين عن الأجواء؛ حيث عبَّروا عن ارتياحهم لتلك الأجواء الغائمة والأمطار المتساقطة، وقالوا إنه لا وجود للخوف بقدر ما هو تحوُّط لأي طارئ يمكن أن يحدث.. وأشاروا إلى أنهم يتفاءلون بمثل هذه الأجواء كثيرًا، وأن الأمطار هى خير من عند الله تعالى. والتمست الصحيفة من خلال استطلاعها آراء المواطنين أن صيف هذا العام سيكون أكثر سخونة باعتبار أن موسم الأمطار كلما كان وفيرا يقابله ذلك ارتفاع فى درجات الحرارة.
ويقول (ع-أ-ج) سائق تاكسى إن نزول الأمطار لم يؤثر على عمله، بل إنه زاد من دخله مقارنة بالأيام السابقة.. وتابع بأنه لا يشعر بأن الأمطار أثرت فى حركة المارَّة الذين يتنقلون من وإلى أماكن مختلفة على مدار اليوم.
ونظرًا للأمطار الرعدية المتوقعة على جبال الحجر واحتمال جريان الأودية، أهابت الأرصاد الجوية بالمواطنين ضررة أخذ الحيطة والحذر؛ حيث تتواصل فرص هطول أمطار متفاوتة الغزارة قد تكون رعدية، ونبَّهت إلى أن آخر خرائط الطقس تتنبأ بتأثر أجواء عمان بحالة من عدم الاستقرار من المتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر الحالي.
وأشارت الهيئة إلى أن فرص هطول أمطار متفرقة متفاوتة الغزارة قد تكون رعدية أحيانا تتواصل مصحوبة برياح نشطة وتساقط لحبات البرد على محافظات شمال الشرقية وجنوب الشرقية والداخلية ومسقط وجنوب الباطنة وشمال الباطنة والبريمي والظاهرة والوسطى، ولا يزال تساقط الأمطار مستمرا على أجزاء واسعة من البلاد.
أكثر...