تويت
 
مسقط - العمانية
أوصت ندوة " حقوق الملكية الفكرية التي نظمتها وزارة التجارة والصناعة ممثلة في دائرة الملكية الفكرية بفندق جراند حياة مسقط في ختام أعمالها أمس بضرورة الاهتمام بالجانب التوعوي للطلاب والمدرسين فيما يتصل بالملكية الفكرية ووضع مقرر دراسي كامل ومتنام لها منذ مراحل التعليم الأولى وحتى المرحلة الجامعية على أن تتناول الجوانب المتعلقة بحماية حقوق هذه الملكية وتعزيز بنيتها.
وجاء تنظيم الندوة بتعاون الوزارة مع هيئة تقنية المعلومات ومؤسسة " الجزيرة الدولية للخدمات والاستثمار " ضمن احتفال السلطنة باليوم العالمي للملكية الفكرية .
وقد رعى حفل افتتاح الندوة سعادة أحمد بن سليمان الميمني وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الإدارية والمالية وشؤون المناطق الذي أوضح في تصريح له أنّ هذه الندوة تضمنت العديد من حلقات العمل والتي تمّ التركيز فيها على الكثير من النقاط من بينها جاهزية المبتكرين في عملية التسجيل لابتكاراتهم وابداعاتهم مشيرًا إلى التعاون القائم بين المنظمة العالمية للملكية الفكرية والمؤسسات الحكومية بالسلطنة ومن ضمن هذه المؤسسات وزارة التجارة والصناعة .
وبيّن أنّ وزارة التجارة والصناعة تهتم بالفحص الشكلي للابتكارات والتسجيل بصفة عامة لكن الفحص الموضوعي يحتاج إلى حشد بعض الإمكانيات سواء كانت بشرية أو مالية موضحًا أنّ الوزارة تقوم حاليًا بدراسة إيجاد نواة كمركز لها النوع من الفحص الموضوعي.. كما أنّ هناك جهودا تبذل حاليا من قبل عدد من المؤسسات الحكومية لاحتضان ابتكارات وإبداعات الشباب مناشدًا الشركات بأن تقوم باحتضان هذه الابتكارات وتطويرها لإخراجها من نطاق المحلية إلى العالمية .
وأكد سعادة أحمد بن سليمان الميمني وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الإدارية والمالية وشؤون المناطق أنّ الكلمات التي تم إلقاؤها تركز على الاهتمام الدولي بموضوع الملكية الفكرية حيث حفظ الحقوق مهم جدًا مشيرًا سعادته إلى أنّ كلمة المنظمة العالمية للملكية الفكرية الوايبو كانت مهمة ركزت على حقوق الملكية الفكرية في إطار الخطة الاستراتيجية للسلطنة 2020 كما ألقت سعادة السفيرة الأمريكية غريتا سي هولتز كلمة تطرقت خلالها إلى الموقف الدولي من حماية الملكية الفكرية وذلك عبر التطرق إلى حقوق هذه الملكية في الاقتصاد الأمريكي مؤكدًا أنّ الملكية الفكرية تزداد أهميّتها بالنسبة للميزان التجاري الأمريكي مبينة أنّه وبحسب تقرير صادر عن مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي أنّ الصناعات التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الملكية الفكرية حققت في عام 2010 قيمة مضافة بلغت حوالي 5 تريليون دولار أي ما يعادل 35 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي الأمريكي.
وأشارت سعادتها إلى أنّ الملكيّة الفكرية تساهم أيضا في إيجاد فرص عمل فعالة ومستدامة قائلة إنه في الولايات المتحدة تقوم كل وظيفتين في الصناعات التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الملكية الفكريّة بدعم إيجاد وظيفة إضافية في جانب آخر من جوانب الاقتصاد حيث توفرت عام 2010 نحو 40 مليون وظيفة أي حوالي 30 بالمائة من إجمالي عدد الوظائف التي يمكن نسبتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى الصناعات الأكثر اعتمادا على الملكية الفكرية.
من جانبه ألقى خميس بن عبدالله الفارسي مدير عام التجارة بوزارة التجارة والصناعة كلمة أوضح من خلالها أن السلطنة أولت اهتمامًا كبيرًا بالملكية الفكرية من خلال سعيها الحثيث إلى تحديث قوانينها والانضمام للمعاهدات والمواثيق ذات الصلة حتى يمكن للسلطنة حماية وتشجيع الإبداع الفكري الوطني وأصحاب الاختراعات والابتكارات وفي شتى المجالات لمسايرة التطور التقني والتكنولوجي .
وبيّن أنّ التطبيقات قوانين الملكية الفكرية دور هام واستراتيجي في كافة المجالات لكونها تساهم في ضخ الاستثمارات للدولة وتعزيز الشعور بالأمان للمبدعين .وأشاد مدير عام التجارة بوزارة التجارة والصناعة بدور المنظمة العالمية للملكية الفكرية لتوفير خدماتها في مجال التدريب وعقد حلقات العمل لكافة المعاهدات والاتفاقيات التي تنظم إليها السلطنة والتي أسهمت وتسهم في إثراء معارف المختصين بكافة مجالات الملكية الفكرية .
وأوضح أنّ وزارة التجارة والصناعة ممثلة في دائرة الملكية الفكرية تعمل على نشر الوعي بأهميّة الملكية الفكرية من خلال عقد الندوات والمحاضرات لعدد من الجهات الحكومية والجهات الخاصة بهدف نشر التوعية بدور الملكية الفكرية في إثراء الاقتصاد والاستثمار .
وتمّ أمس تقديم عدة أوراق عمل من بينها ما يتصل بأهميّة التعاون في حقوق الملكية الفكرية في تنمية السوق العماني للمنظمة العالمية للملكية الفكرية. كما تمّ تقديم جلسة نقاشية بعنوان:" الطريق إلى الأمام " تمّ خلال خلالها التطرق إلى الوضع الحالي لحقوق الملكية الفكرية والفرص غير المستغلة التي تتيحها الملكية الفكرية ، وما يتصل بالمعوقات لتطوير دور الملكية الفكرية وطرق تذليلها ودور الحكومة لنشر الوعي المجتمعي عن أهميّة الملكية الفكرية
وقد خرجت الندوة بعدة توصيات من بينها أهمية توعية المجتمع بكافة شرائحه بأهمية حقوق الملكية الفكرية مع التركيز على شريحة الطلاب في مراحل التعليم المختلفة، وأهمية وضع وثيقة خاصة بمصفوفة المدى والنتائج لمفاهيم حقوق الملكة الفكرية في المناهج الدراسية وتفعيل دور الانشطة التربوية اللامنهجية ( غير المرتبط بمادة دراسية) في غرس مفاهيم حقوق الملكية الفكرية .
وأوصت الندوة بأهمية تأهيل المعلمين والمختصين بالمناهج في مجال حقوق الملكية الفكرية وتضمين مفاهيم حقوق الملكية الفكرية في جميع المناهج الدراسية وتطوير وتحديث استراتيجية وطنية تهدف إلى تشجيع الأفراد والمؤسسات ذات العلاقة لتحفيز الإبداع والابتكار واستكمال البنية الأساسية للملكية الفكرية ويشمل ذلك القضاء والتشريعات وتأهيل كافة المختصين بالقطاعات الحكومية والخاصة .
كما أوصت الندوة بضرورة رفع مستوى دائرة الملكية الفكرية إلى هيئة مستقلة تضم كافة القطاعات ذات العلاقة بحقوق الملكية الفكرية وحمايتها على أن تخدم المجتمع وحماية حقوقه وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة بما يدعم الصناعة بشكل عام والدوائية بشكل خاص واتخاذ الخطوات السريعة من جانب الشركات الدوائية العالمية للمساعدة على نقل التكنولوجيا المتطورة بهذه الصناعة إلى السلطنة .
أكثر...