إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"الموت تحت الأنقاض"..هاجس يؤرق أهالي الصباخ بولاية صور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "الموت تحت الأنقاض"..هاجس يؤرق أهالي الصباخ بولاية صور


    صور- حمد العلوي
    يشكو أهالي منطقة الصباخ في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، من الخطر الداهم الذي يتهددهم ليل نهار، جراء تأثر منازلهم بالسيول والوديان، مما ينذر بكارثة إذا ما تعرضت هذه المنازل البسيطة للانهيار.
    أهالي الصباخ يعانون منذ 5 سنوات، حيث إن نحو 155 منزلا مهددًا بالانهيار، على الرغم من وعود المسؤولين بحل الأزمة، حيث يعلق السكان آمالهم على دراسة استشارية قامت بها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في ديسمبر من العام 2012، وأوصت بإنشاء 3 سدود وقناة سالكة لمجرى الوادي من سد الفليج حتى البحر، وبهذه المنظومة ستتوفر الحماية الكاملة للمنطقة من تأثير الفيضانات المشابهة لأحداث الأنواء المناخية الاستثنائية التي تعرضت لها المنطقة، إلا أنّ المشروع لا يزال في الوقت الحالي يمر بمرحلة طرح المناقصة على الشركات المتخصصة.
    عوض أحد سكان المنطقة، قادمًا من "منعطف الموت"- كما يطلق عليه- يتحدث عن أوجاع أهل المنطقة، رافعًا شكواه للمسؤولين والجهات المعنية.. وخلال الحديث مع عوض كان من السهل رؤية البيوت المهدمة والحجرات التي تساقطت جدرانها، فيما تقبع بيوت أخرى خاوية على عروشها بعد أن فرّ قاطونها من شبح الموت المفاجئ، مجبرين على اختيارين أحلاهما مُر؛ فإمّا استئجار بيت جديد ببضعة مئات من الريالات وهو أمر صعب المنال في ظل ظروف معيشية مؤلمة، أو الاختيار الآخر الأشد مرارة وهو العيش تحت السقف الآيل للسقوط في أي لحظة، أي الموت المحقق!
    المشهد كما يمكن وصفه، لا يختلف كثيرا عن الأفلام السينمائية، فأركان المنزل يحيطها الموت من كل مكان، فلا مجال لحائط مستقيم، جميعها تعاني الشرخ والخلل، هي جدران تريد أن تنقض ولا يوجد من يقيمها، فليس من بينهم النبي موسى ولا صاحبه الخضر..
    ويقول عوض بن عامر الداودي: "لا نطلب سوى الحفاظ على أهلنا ومن نعول، لكننا نتساءل أين الجهات المسؤولة منا منذ 2007، تلك السنة التي جلبت لنا "جونو" وأيامه العصيبة، ثم جاء بعدها "فيت" وإلى يومنا هذا نعاني الكثير من المشكلات والخوف على أطفالنا، حتى إننا نخشى أن يخرجوا إلى خارج البيت ويحدث ما لم يحمد عقباه، ومع ذلك فالطفل لا تستطيع منعه، فهو يخرج في وقت قد لا يشعر ولي الأمر بخروجه ثم يأتي طارقًا لباب بيتك حينها تتسارع ضربات قلبك فزعًا من سماع خبر مزعج أو تحسبًا لسماع من يخبرك أن الصغير تعثر وسقط في حفرة وغيرها من المشكلات".
    إنّها المأساة في أبشع صورها، فماذا يتبقى للمرء حينما يفقد الأمان في العيش بمنزله دون أن تراوده كوابيس الموت تحت الأنقاض، أو أحلام اليقظة المستمرة في انهيار ربما يحدث إذا ما تساقط المزيد من الأمطار.
    محمد بن مسعود البهلولي أحد سكان منطقة الصباخ يقول إنّ منزله يعوم فوق مخزون مائي، لم تفلح معه الصيانة أو عمليات الترميم المختلفة، "فلا فائدة وقد طالبنا مرارًا من الجهات المسؤولة مثل وزارة الإسكان والبلديات بنقلنا إلى مكان آمن أو أن يكون لنا نصيب من البيوت الواقعة بالقرب من مستشفى صور المرجعي".. هكذا وصف البهلولي الأوضاع. ويضيف: نحن أحق بامتلاكها، والجهات المسؤولة تعلم بحالنا وحال بيوتنا التي نسكنها، لكن لا مجيب لندائنا".
    فيما يؤكد راشد بن مسعود البهلولي أنّ الكثير من سكان المنطقة قام ببناء جدار على النوافذ بالأسمنت خوفًا من دخول الماء وقت هطول الأمطار، والبعض رفع مستوى مدخل منزله لتلافي دخول المياه، لكن البيوت مازالت بالرغم صيانتها تتآكل جدرانها من أثر الملوحة كما تتساقط الأصباغ.
    ويقول ختوم بن سليم الداودي: "أنفقنا الكثير من أموالنا في الصيانة ولم تأتنا مساعدات من الحكومة حتى الآن، والكثير من الأسر هجرت المنطقة خوفًا على نفسها وأهليهم من فيضان جارف أو خسائر في الأموال".
    معاناة أهالي الصباخ لم تتوقف عند خطر تهدم المنازل، بل تزيد عليها مخاطر صحية أخرى، تهدد حياة الصغير قبل الكبير.. ويقول سبيت بن علي الداودي: "من المشكلات التي نعاني منها وجود مصنعين الأول لبيع الرخام والبلاط والرمال، والثاني رمال فقط، وقد شُيدت هذه المصانع على أراضٍ زراعية، وكما هو معلوم لدينا أنّه لا يصح إقامة مصنع في وسط حي سكني". ويتساءل: "كيف سمح أهل الاختصاص بتشييدها". ويشاركه الرأي جمعة بن سعيد الداودي قائلا: "أصابنا كثير من الأمراض مثل الربو وخلافه، بسبب الغبار المتطاير من قبل السيّارات الكبيرة والناقلات الثقيلة، إضافة إلى وجود اختناقات مرورية.
    ويقول خلفان بن سبيت القلهاتي: "في الحي مجمع كهربائي قرب منازلنا وقد حدثت له عدة انفجارات، فالأرض طينية ومتشبعة بالمياه"، معبرًا عن مخاوفه من حدوث صاعقة كهربائية تودي بحياة قاطني تلك البيوت.


    أكثر...
يعمل...
X