سالم البوسعيدي: مصدر لا ينضب والاستثمار فيه عوائد كبيرة
رئيس وزراء مصر الأسبق : رأس المال المعرفي أساس التنمية والتطور
الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية
تصوير/ راشد الكندي
اعتبر سعادة السيّد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري- نائب رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة لـ"الرؤية " أنّ المؤتمر العربي الأول لرأس المال الفكري، من المؤتمرات المهمة التي تعقد بالسلطنة لكونه يتعلق برأس المال الفكري، ولمشاركة عدد كبير من المختصين فيه، والذين تراوح عددهم ما بين 150-200 مشارك من داخل السلطنة، و100 مشارك من خارجها، وأشار سعادته إلى أنّ هناك نحو 11 دولة مساهمة ومشاركة في المؤتمر، إضافة إلى مشاركة شخصيات مميزة، وقال سعادته إنّ المؤتمر يأتي في وقت نحن بحاجة فيه إلى مراجعة دورنا كمؤسسات وجهات حكومية ودول في ضوء التحديات المتسارعة والتي تشكل ضغطًا كبيرًا على مؤسساتنا سواء من داخل السلطنة أو خارجها، وأضاف: نسعى لتسليط الضوء على أهميّة رأس المال الفكري داخل السلطنة كثقافة وحكومة، ونريد من خلال المؤتمر أن نبين أنّ هناك مصدرًا مهما لا ينضب ويمكن الاستثمار فيه والحصول من خلاله على عوائد كبيرة للدولة والمجتمع والأسرة من خلال الاهتمام برأس المال الفكري، والتي أصبحت قضيّة لا مفر منها ويجب تبنيها على مستوى الدولة وبشكل أكبر، ولذا يجب أن يكون هناك وعي من قبل جميع أفراد المجتمع، وزاد أنّ هناك 60% من الإنتاج في دول منظمات الاتحاد الأوروبي هو إنتاج معتمد على المعرفة، والذي يقوم على الموظف المتمكّن من المعرفة، بينما نحن لا نزال مشغولين بالموارد الناضبة، ولا نركز على تنمية الموارد البشرية.
واستطرد سعادته: ومن هذا المنطلق يسعى المؤتمر إلى إعادة النظر في العنصر البشري، وينبه الجهات إلى أنّه عنصر لا ينضب ويحتاج إلى الاهتمام به.
وأعاد سعادته إلى الأذهان توصيات الندوة التي عقدتها وزارة الخدمة المدنية مؤخرًا لتطوير الموارد البشرية، وقال إنّها أسفرت عن 22 توصية، وقد وجّه مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لبحث آليات إنفاذ بعض هذه التوصيات، ولا زال الأمر في طور النقاش، مؤكدا أنّ جزءًا مهمًا من هذه التوصيات سيرى النور.
وبيّن سعادته أنّ الوزارة تعمل حاليًا على تجربة تسمى " التدريب عن بعد" وهو عبارة عن تدريب بنظام إلكتروني يقوم على برنامج تفاعلي يقدم للموظفين، حيث توفر كثيرا من المهارات الأساسية للموظفين لتعم الفائدة الجميع.
نستطيع تقديم الكثير للإنسانية
ومن جانبه قال معالي الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق لــ (الرؤية): عندما نتحدث عن البشر ورأس المال الفكري والمعرفي، فنحن نتحدث عن أساس كل شيء، فأي منتج ننتجه سواء كان سلعة أو خدمة، أساسه الفكر الإنساني، فعندما نطور الفكر الإنساني فهذا يعني أننا نطور الإنتاج، والذي يعني زيادة القدرة التنافسية ومواجهة التحديات العالمية.
وأضاف: تأتي أهميّة مثل هذه المؤتمرات في التعامل مع الفكر الإنساني باعتباره أحد الأصول الهامة، والذي يتطلب كيفية إدارته وتنميته والمحافظة عليه، وعندما نتناول هذه الأمور بطريقة علمية وممنهجة نعرف أسس كيفية تنمية الفكر الإنساني ورأس المال الفكري والإنتاج والتنافسية.
وحول إسهام الدول العربية في إثراء النقاش أوضح: إنني أؤمن بأنّ الوطن العربي يستطيع أن يقدم الكثير للعالم وللإنسانية، وأي مؤتمر يجمع هذه الخبرات من الدول المختلفة هو بحد ذاته قيمة، وعندما يجتمع الناس على هدف الإنسان وتنمية رأس المال الفكري فهذا به خير، والتوصيات التي ستعمم على جميع الدول . متوقعا أن تركز نتائج المؤتمر على أنّ رأس المال الفكري ليس طرفًا أو شيء كمالي فهو شيء أساسي للنهضة، وبالتالي التوصيات ستركز على هذا الجانب، بالإضافة إلى آليات تنمية رأس المال الفكري والمحافظة عليه.
من جهته قال معالي الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي السابق بجمهورية مصر العربية، إنّ فكرة المنتدى متميزة من المنظمة العربية للتنمية الإدارية ومن سلطنة عمان، والمؤتمر جاء في وقته لكون الدول العربية في مرحلة إنطلاق وتطور كبير، مشيرًا الى أنّ التطور الذي شهدته دول العالم المختلفة نتيجة للتعليم الجيد والمتميز والبحث العلمي المرتبط بقضايا المجتمع، وهذان العاملان يمثلان رأس المال الفكري للمجتمعات.
وأوضح الدكتور رفعت الفاعوري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية أنّ المؤتمر يدور حول الاستثمار في رأس المال الفكري في الوطن العربي، وهو من الموارد غير المقدرة، حيث إننا غالبًا ما نتحدث عن الموارد الطبيعية والإستراتيجية والمادية وموارد بشرية، ولكن الفكر الذي هو حصيلة المعرفة والابتكار والاختراع والتعليم والتأهيل وهذا الذي هو الأساس في كل شيء، ورأس المال الفكري يتجسّد في الموارد البشرية وهو الأساس، وكما يقال إذا صلح العنصر البشري صلح كل شيء والعكس.
وقال إنّ التوصيات ستركز على محاولة رسم خارطة طريق لتبيان كيفية استثمار هذه الثروة، وكيف يمكن أن نصحح مسار مؤسساتنا الأكاديمية لتعود إلى الطريق ولاسيما أنّه لا ينقصنا لا مؤسسات ولا قدرات، فإذا اجتمعت هذه الكفاءات ووضعت في الإطار الصحيح يمكن أن ننتقل بخطوات أسرع من الآن إلى مرافئ التطور.
مفاهيم أساسية
وتضمن برنامج عمل يوم أمس جلستي عمل تناولت محورين حيث ترأس معالي الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق النقاش، وقد تحدث المحور الأول عن المفاهيم الأساسية لرأس المال الفكري: رؤيا مستقبلية، وتمّ خلاله تقديم عدد من أوراق عمل حول الأصول الفكرية وعلاقتها بمنظومة متكاملة للأداء في تحسين مخرجات العمليّة التعليميّة في جامعاتنا العربية ألقتها الدكتورة ميرفت علي محمود العادلي، مدرسة بجامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية، هذا إلى جانب ورقة عمل أخرى حول دور رأس المال الفكري في الإبداع وتحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة ألقاها الدكتور ماجد محمد فهمي نجم- نائب رئيس جامعة حلوان بجمهورية مصر العربية، كما ألقت الدكتورة عفاف السيد بدوي مدرسة بجامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية ورقة عمل بعنوان رؤية استراتيجية لرأس المال الفكري ودوره في تحقيق الميزة التنافسية ( دراسة ميدانية )، وعقب ذلك تمّ تقديم ورقة عمل بعنوان رأس المال الفكري ودوره في تحقيق الميزة التنافسية لمنشآت الأعمال والتي قدمها عطية عبدالواحد سالم محاضر بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ورئيس اللجنة المركزية للتعليم عن بعد بجامعة طرابلس- ليبيا. هذا كما قدم الدكتور عبدالله بلوناس أستاذ التعليم العالي بجامعة مرداس بالجزائر ورقة عمل بعنوان رأس المال الفكري: مدخل معاصر لتحقيق الميزة التنافسية لمنظمات الأعمال.
الادارة العصرية
وجاء المحور الثاني بعنوان الإدارة العصرية لرأس المال الفكري: مسارات الإبداع والابتكار، وترأس الجلسة الدكتور عبد الرحمن بن أحمد هيجان عضو مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، واشتمل المحور الثاني على عدد من أوراق العمل وهي دور حدائق العلم والتقانة في تنمية رأس المال الفكري العربي والتي ألقاها الدكتور هشام خياط كبير مستشاري تطوير الأعمال بمركز الأعمال والمؤسسات السوري، وعقب ذلك ألقيت ورقة عمل بعنوان الحاجة إلى نموذج القيادة الريادية في الجامعات العربية منظور مستقبلي في إدارة رأس المال الفكري في عصر اللاخطية والعولمة والتي ألقاها الدكتور عاصم الأعرجي رئيس قسم الإدارة بجامعة ظفار، وعقب ذلك ألقى الدكتور ياسر فتحي الهنداوي أستاذ الإدارة التربوية المساعد بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان تنمية التشارك المعرفي لدى أعضاء هيئة التدريس.. إجراءات مقترحة للجامعات العربية، تلتها ورقة عمل بعنوان دور جامعة السلطان قابوس في بناء رأس المال الفكري للدكتورة نجمة بنت جعفر الزدجالية أستاذة مشاركة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، بعدها جاءت ورقة عمل بعنوان إستراتيجيات الاحتفاظ برأس المال الفكري للمؤسسات وآليات تنفيذها ألقاها الدكتور سامي العزاوي مدير مركزي راسخ والمشكاة للاستشارات الإدارية والمالية والاقتصادية والتدريب بالسلطنة، بعدها تحدث كل من سعادة الدكتور عبدالله الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي بالسلطنة والدكتور سعيد العدوي مدير عام التخطيط والتطوير بوزارة التعليم العالي والدكتور مصطفى عبد الباقي خبير بمكتب الوكيل بوزارة التعليم العالي عن تأهيل الموارد البشرية كأداة لبناء رأس المال الفكري وإستراتيجيات وزارة التعليم العالي حول تأهيل الموارد البشرية كأداة لبناء رأس المال الفكري.
أكثر...