واشنطن- رويترز
يقول خبراء إن آسيا وإيران عاملان رئيسيان في الإبقاء على علاقات قوية بين السعودية والولايات المتحدة، لكنها دائمة التطور في مجال الطاقة.
وفي الوقت الذي تنتج فيه الولايات المتحدة النفط بأعلى مستوى في 20 عامًا بفضل طفرة النفط الصخري، قد تساعد ثقة السعودية في الأسواق الاسيوية في الإبقاء على العلاقات بين البلدين على مسارها الصحيح. وقال مستشار للحكومات والشركات في شؤون الطاقة مقيم في واشنطن -طلب عدم نشر اسمه: "السعوديون لا يرون في طفرة النفط في أمريكا الشمالية تهديدا. ليس في سياق سوق النفط العالمية". وقال النعيمي -في كلمة ألقاها في وقت سابق هذا الشهر في الدوحة- إنه لا ينبغي لأحد أن يخشى امدادات النفط الجديدة في الوقت الذي يرتفع فيه الطلب العالمي، مضيفا بأن النمو السكاني في آسيا سيكون المحرك للطلب المستقبلي على النفط. وستكون السعودية -وهي المصدر الرئيسي للطاقة الإنتاجية الفائضة في العالم- واحدة من دول قليلة قادرة على إمداد الصين ودول اسيوية أخرى. وفي المقابل ستتجه البراميل الإضافية التي تنتج في نورث داكوتا وتكساس إلى تلبية الطلب في الولايات المتحدة، وذلك على الأقل حتى تتغير القوانين لتمكن منتجي البلاد من تصدير كميات كبيرة من الخام. وقد تكون العلاقات بين الرياض وواشنطن في سبيلها للتغيير، لكن البلدين مازالا يشتركان في أهداف مهمة تتعلق بتحقيق التوازن في سوق النفط. وأحد هذه الأهداف هو منع أسعار النفط من الارتفاع بدرجة كبيرة لإبقاء إيران تحت السيطرة. وتحاول الولايات المتحدة تجفيف مصادر تمويل إيران لبرنامجها النووي المثير للجدل عن طريق فرض عقوبات على مبيعات النفط. وارتفاع أسعار النفط العالمية قد يضر بهذه الجهود. والسعودية بدورها لا تريد أن تمتلك إيران سلاحا نوويا ومن المتوقع أن تبقي على أسعار النفط مستقرة. وقال تشاس فريمان الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة لدى السعودية في عهد الرئيس جورج بوش الأب: "مازلنا شركاء لكن أقل قربا مما كنا عليه من قبل". وعلى مدى عقود كانت علاقات خاصة تربط بين السعودية والولايات المتحدة؛ فالمملكة تمد الولايات المتحدة بالنفط، وواشنطن توفر للسعودية الحماية من أعدائها.
وبعد أن تراجعت أهمية السعودية كمورِّد للنفط للولايات المتحدة أكبر مستورد للنفط في العالم يرى البعض أن العلاقة الخاصة تتراجع. وحتى مع تطلع السعودية لأسواق أخرى فإنها مازالت ثاني أكبر مورد للولايات المتحدة وكندا بشحنات بلغت في المتوسط 1.4 مليون برميل يوميا في الاشهر العشرة الأولى من العام الماضي. وفي إطار تغير العلاقة تشتري السعودية طائرات حربية أمريكية بعشرات المليارات من الدولارات في حين تتطلع لعملاء آخرين لبيع نفطها. وقال فريمان "يبدو ان السعودية تسلح نفسها بافتراض انها ستلعب دورا أكبر في الدفاع عن نفسها". وسيترقب المحللون أي إشارات في كلمة النعيمي عما إذا كانت المملكة قد ترغب في حماية أسعار النفط من الانخفاض في مواجهة الطلب الضعيف من أوروبا واستقرار استهلاك آسيا في الأجل القريب. وقال ديفيد جولدوين الذي تولى الشؤون الدولية للطاقة في وزارتي الخارجية والطاقة إنه إذا كانت رسالة النعيمي الرئيسية هي الحاجة لتحقيق استقرار أسعار النفط فإن ذلك سيشير إلى احتمال خفض الانتاج في المستقبل القريب.
أكثر...