مسقط - ناصر بن سالم المنذري
يتواصل التعداد الزراعي الثالث لعام (2012-2013)، والذي أقر بمباركة من مجلس الوزراء الموقر ووزارة الزراعة والثروة السمكيّة، بالقرار الوزاري رقم (65/2012) بتاريخ 28/4/1433هـ الموافق 21/3/2012، عن إجراء التعداد الزراعي الثالث، واعتبار السنة الزراعية 2012-2013 مرجعاً زمنياً لبياناته؛ حيث بدأت مرحلة العد الفعلي في الأول من ديسمبر 2012.
وحول أهم مراحل التعداد، قال المهندس راشد بن خلفان بن راشد العدوي مساعد المدير العام للشؤون الزراعية والمكلف بأعمال مدير عام الزراعة، والثروة الحيوانية بمحافظتي الباطنة إنّ التعداد يمر بسبع مراحل مهمة؛ أولا عمليّة التخطيط لتحديد نوع البيانات المطلوبة، والفترة الزمنية المناسبة واللازمة لتنفيذ وتحديد حجم ونوع القائمين على تنفيذ التعداد، وتحديد الخدمات المساندة للتنفيذ وتشمل وسائل النقل والاتصال والأجهزة الكفية الخاصة بجمع البيانات، وكذلك تحديد الاحتياجات المالية اللازمة لعملية التنفيذ. وأضاف أنّ ثاني هذه المراحل تتمثل في التهيئة الإعلامية للمجتمع فيما يخص تسهيل مهام القائمين بالتعداد من خلال وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقرؤة، فيما يأتي ثالث هذه المراحل في اختيار الكادر الذي سيقوم بعملية جمع البيانات وتدريبهم وإكسابهم المهارات المطلوبة لتحقيق أهداف التعداد. أمّا رابع المراحل فهي مرحلة التحقق من تمكين القائمين على التعداد، والخطوة الخامسة توزيع الأعمال على شكل فرق، وكل فريق له نطاق عمل يحدد وفق المساحة المحصولية والكثافة العددية للحيوانات في كل ولاية وعلى مستوى كل قرية. وسادسًا: بعد اكتمال المراحل السابقة فإنّ الموعد المحدد للبدء في عملية العد الفعلي كان بتاريخ 8/12/2012م وهي بداية العمل الميداني في جمع البيانات المطلوبة وفق الاستمارة الإلكترونية المعدة لهذا الغرض. وسابعًا: استمرار فترة التعداد حتى نهاية شهر أبريل.
العد الفعلي
وعن المرحلة الحالية للعد في محافظة الداخلية، قال المهندس سلطان بن سيف الشيباني مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الداخلية إنّ الوزارة حاليًا في نهاية مرحلة العد الفعلي؛ وهي المرحلة الأهم؛ حيث بدأت في الأول من ديسمبر 2012، وقامت فرق العد فيها بعد وإحصاء فعلي لجميع المساحات والمزروعات والحيوانات والعمالة والمنشآت الزراعية وغيرها من المكونات الخاصة بالمزرعة، وذلك باستخدام الأجهزة الكفية، وقد أنجزت هذه المرحلة بكل كفاءة حسبما مخطط له. وأضاف أنّ هناك مؤشرات إحصائية جيدة لمكونات القطاع الزراعي ومدى فاعلية البرامج والمشاريع التي تنفذها الوزارة ومؤشرات بحاجة إلى مراجعة للتطوير والتحديث، مشيرًا إلى أنّ ذلك سيتضح عند الإعلان الرسمي عن نتائج التعداد الزراعي في المرحلة الأخيرة من المشروع. وعن محافظات شمال وجنوب الباطنة، قال المهندس راشد بن خلفان بن راشد العدوي مساعد المدير العام للشؤون الزراعية والمكلف بأعمال مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظتي الباطنة إنّ عملية التعداد سارت بصورة تلامس الأهداف وتقترب من تحقيق الهدف الرئيسي، ونحن الآن على مشارف نهاية مرحلة جمع البيانات الحقلية. ومن محافظتي شمال وجنوب الشرقية، قال عامر بن حميد الشبلي مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية إنّ مرحلة العد الفعلي شارفت على الانتهاء، وتمّ أخذ كافة التدابير الكفيلة لإتمام هذا المشروع بالصورة الصحيحة ودقة عالية، وتمّ تسخير جميع الإمكانيات واللوازم له.
أمّا محافظة مسندم، فقد أوضح سالم بن علي بن سالم العمراني مدير إدارة الزراعي والثروة الحيوانية بمحافظة مسندم أنّه تمّ الانتهاء من مشروع التعداد الزراعي 2012/2013م في كل من ولاية دبا وبخاء، وسارت العملية على الوجه الأكمل، وبجهود الكادر العامل، وتعاون المزارعين ومربي الثروة الحيوانية بجميع قرى وولايات المحافظة بما فيها مزارعو ومربي الثروة الحيوانية القانطين بالمناطق الجبلية التابعة للمحافظة. وأضاف أنّ التعداد في ولايتي خصب ومدحاء فسيتم الانتهاء من التعداد فيهما بنهاية الشهر الجاري.
ومن محافظة الوسطى، قال حمد بن علي بن مشيمل الهاشمي مدير إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الوسطى إنّه تمّ الانتهاء من عملية العد بولاية مصيرة وولايتي هيما والجازر، وما زال العمل جاريًا في كل من ولايات محوت والدقم، على أمل الانتهاء منه بنهاية هذا الشهر.
وفي محافظة البريمي، قال علي اليعقوبي مدير إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة البريمي إنّ التعداد حاليًا في المراحل النهائية؛ حيث تمّ الانتهاء من عد جميع القرى على مستوى ولايات المحافظة، وجارٍ التأكد من بعض البيانات، لضمان تغطية جميع الحيازات في المحافظة.
وفي ظفار، قال المهندس عبدالعزيز بن منصور بن غالب الشنفري مدير عام المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بالمحافظة إنّ أعمال التعداد الزراعي وصلت في المحافظة إلى مرحلة إنهاء الأعمال الميدانية لمرحلة جمع البيانات؛ حيث تمّ الانتهاء من مراجعة مناطق العد والتأكّد من شمولية التغطية لقرى وتجمّعات ولايات المحافظة. وفي الظاهرة، قال المهندس سالم بن سعود الكندي مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الظاهرة إنّه تم الانتهاء من أعمال مرحلة العد الميداني للتعداد الزراعي، وأنّ أعمال مرحلة جمع البيانات سارت وفق المخطط لها وهو الموعد المحدد من قبل الجهات المختصة بوزارة الزراعة والثروة السمكية. وأضاف أنّ المؤشرات الأولية للتعداد الزراعي تشير إلى زيادة المساحات الزراعية وإعداد الثروة الحيوانية ترجمة للاهتمام الذي تقدمه وتوليه وزارة الزراعة والثروة السمكية والدعم المادي والمعنوي المقدم للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية بمختلف ولايات ومحافظات السلطنة.
صعوبات التعداد
وفيما يتعلّق بالصعوبات، قال المهندس سلطان الشيباني إنّ أهم الصعوبات التي واجهت عملية العد بمحافظة الداخلية؛ تباعد القرى بمحافظة الداخلية ووجود بعضها في أعالي الجبال، وكذلك عدم وجود صاحب الحيازة في معظم الأحيان، مما يتطلب الاتصال به أو انتظاره أو العودة إليه، لأخذ البيانات الديموغرافيّة وكذلك الصعوبات في أخذ الإحداثيات ببعض القرى لعدم توفر اتصال، مما يدفعهم إلى تسجيل البيانات ثمّ نقلها ثمّ إرسالها.
وأوضح أنّ القائمين على المشروع استطاعوا تجاوز هذه الصعوبات وحلًها، ومما سهل إيجاد الحلول أنه تمّ مسبقًا وضع سيناريو للعمل وتوقع المشكلات ووضع الخيارات المناسبة.
وفي محافظتي جنوب وشمال الباطنة، قال المهندس راشد العدوي إنّ أهم الصعوبات تتمثل في عدم توفر الكادر المطلوب لتنفيذ عملية التعداد من خلال موظفي الوزارة، وعدم تواجد أصحاب بعض الحيازات الزراعيّة خاصة في مزارعهم لاستيفاء البيانات الشخصيّة.
وعن محافظة ظفار، قال المهندس عبدالعزيز الشنفري إنّ ظفار تتميز بأنّها ذات مساحة كبيرة من السلطنة وكما هو معروف تتنوع تضاريسها وبالتالي تتنوع ظروف العمل لفرق جمع البيانات، حيث تتوزع على مناطق عملها في المناطق السهليّة والجبليّة والصحراويّة والأودية، إضافة لذلك تطلب وسائل خاصة للنقل لبعض المناطق مثل جزر الحلانيات من أجل شمول التغطية. وأضاف أنّ فرق جمع البيانات واجهت صعوبات في التنقل والوصول إلى بعض الحيازات بسبب الطبيعة الجغرافية وتواجدها في مسافات متباعدة عن مراكز الولايات وعن الخدمات.
فوائد التعداد
من جهته، قال عامر الشبلي إنّ أهم الفوائد المتوقعة من التعداد الزراعي على مستوى المواطن والمؤسسات الحكومية فوائد التعداد، تتمثل في التعرّف على حجم ونوعية الاقتصاد الزراعي، وهو ما سوف يشكل ركيزة أساسيّة في وضع البرامج والخطط والاستراتيجيات التي تخدم القطاعين، وتحديد نوعية وكيفية البرامج التي تعود بالنفع على المربين والمزارعين وإلى سبيل النهوض وتعزيز الإمكانيات والمستلزمات الهادفة التي سوف تخدم القطاعين في السنوات القادمة والمرحلة المقبلة وبالتالي رفع الإنتاجية للمساهمة في الاقتصاد الوطني والوصول إلى مراحل متقدمة من الاكتفاء الذاتي للإنتاج الزراعي والحيواني.
وقال حمد الهاشمي مدير إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة الوسطى إنّ التعداد الزراعي يحظى برعاية كبيرة من قبل الحكومة ومجلس الوزراء الموقر، ومن أهم النتائج المتوقعة للتعداد هي مساهمة النتائج التي سيخرج بها التعداد بشكل كبير في مجال تكوين البنية الأساسيّة للقطاع ورسم خطط المساهمة في الإسهام بطريقة فعّاله في الاقتصاد الوطني.
وأشار المهندس سلطان الشيباني إلى الفوائد المتوقعة من هذا التعداد والتي تتمثل في وضع إستراتيجيات وخطط للتنمية خلال المرحلة المقبلة، وتقييم العمل خلال المراحل والخطط الماضية ومراجعتها وقياس مدى التقدم الحادث في هذا القطاع، وحجم الإخفاقات وأسبابها وكيف يمكن تفاديها مستقبلا.
وفي أهميّة التعداد وتأثيره على مسيرة التنمية الزراعية، يضيف قائلا إنّ دول العالم تركّز على مفهوم التنمية الشاملة، والتي تتضمن التنمية الزراعية المستدامة، ويمكن فهمها وتعريفها بأنّها تلك الأنشطة التي تواجة عملية الإنتاج نحو تحقيق المنافع الاقتصادية وفق المعايير التي تحقق التوازن بين الموارد الطبيعية المتاحة والاستخدام الرشيد لتلك الموارد.
وتابع أنّ التعداد الزراعي يساهم في توفير الإطار والمادة الأساسيّة لتصميم وتنفيذ البحوث العلميّة الزراعيّة الهادفة لإجراء الدراسات والمسوحات الدورية، لافتا إلى أنّ كل ذلك ينصب في البحث عن أنجع الطرق للرقي بهذا القطاع الهام والذي بدوره ينعكس على خدمة المواطن عامة والمزارعين ومربي الثروة الحيوانية.
أكثر...