مسقط - ناصر المجرفي
اختتمت أمس بالرميس فعالية حلقة العمل التدريبية في مجال إدارة وتشغيل نظام الزراعة بدون تربة باستخدام نظام التغذية الأتوتوماتيكي والتي نظمتها المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بالرميس بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا) ضمن برنامج شبه الجزيرة العربية خلال الفترة من 28-30 من الشهر الجاري بمشاركة متدربين من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن .
وأشار الدكتور أحمد بن ناصر البكري مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية على أهمية مثل هذه اللقاءات بين أبناء دول المجلس الخليجي ودورها في نقل الخبرات والمعارف بين دول المجلس خاصة فيما يتعلق بتقنية البيوت المحمية والزراعة بدون تربة، كما شكر الحضور، وتمنى لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني عمان وأن يستفيدوا من تجربة السلطنة في مجال الزراعة بدون تربة وأن يكون هناك تعاونا مشتركا فيما يخص هذه التقنية مستقبلا . وقال البكري إنّ أهم ما يميّز هذه الدورة هو مشاركة أكبر من جهاز الإرشاد الزراعي وذلك لدورهم في نقل التقنيات الحديثة إلى المزارعين ومن ثمّ إرشادهم إلى الطرق الصحيحة في استخدامها وكذلك طرق الزراعة بداخلها. من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز بلقاسم ممثل ايكاردا في شبه الجزيرة العربية: "تعودنا على تنظيم مثل هذه الدورات في سلطنة عمان والتي قدمت لنا كل التسهيلات الممكنة في إنجاح الدورة وأتمنى أن تكون الزراعة المحمية والزراعة بدون تربة هي مستقبل الزراعة في دول الخليج بسبب شح المياه والرطوبة والحرارة، وأشار إلى أنّ هذه الدورة تركز على المجال العملي والتطبيقي ونأمل استفادة جميع المشاركين من المحاضرات والبرامج العملية التي ستقدم".
فيما قدّم الدكتور نعيم زاهر عرضًا مرئيًا حول الوضع الراهن للمياه في شبه الجزيرة العربية الذي تمثل في نضوب وتملح مصادر المياه وتدني مستوى إدارة مياه الري وارتفاع درجات الحرارة كما استعرض الأمن الغذائي والمائي والعلاقة بينهما، وصولا إلى الزراعة المحميّة ونظامها والزراعة بدون تربة وأهميّتها بالنسبة لدول شبه الجزيرة العربية فهي مطبقة على نطاق تجاري كبير في العديد من دول العالم وكذلك في العديد من المزارع الخاصة في شبه الجزيرة العربية ولكن نجاح أي نظام منهم يعتمد اعتمادًا كليًا على الإدارة الناجحة.
وأوضح المهندس مؤثر الرواحي مساعد رئيس مختبر البساتين لبحوث الخضار مركز بحوث الإنتاج أنّ برنامج الدورة تضمن الاطلاع على التجارب المنفذة بمحطة البحوث الزراعية والحيوانية بالرميس وزيارة ميدانية لأحد المزارعين المطبقين لنظام الزراعة بدون تربة واشتملت أيضًا زيارة ميدانية لولاية صحار لتركيب جهاز التغذية الأوتوماتيكي لنظم الزراعة بدون تربة لدى أحد المزارعين وتقديم شرح متكامل حول إدارة وتشغيل الجهاز. وقال الرواحي إنّ الدورة ناقشت إدارة الزراعة بدون تربة في البيوت المحمية والحقل وكيفية عمل محاليل مغذية لمحصول معين من الخضار؛ حيث إنّ الزراعة المائية تعتمد على درجة التوصيل الكهربائي ودرجة الحموضة في المحلول المغذي، وقد حدثت نقلة نوعية في البحوث الزراعية فمن قياس المحاليل يدويًا أصبحت الآن تغذية النباتات أتوماتيكيًا. وأضاف أنّه من الأهمية بمكان إعطاء فكرة للفنيين والمختصين بجهاز الإرشاد الزراعي عن هذه التقنيات الحديثة ليقوموا بدورهم بتوصيلها للمزارعين. وحول الزراعة بدون تربة والمقصود بها، قال: يقصد بالزراعة بدون تربة زراعة النباتات في أوساط زراعية لا تكون التربة أحد مكوناتها وتتم تغذيتها باستخدام محاليل مغذية خاصة تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات، ويقصد بها تنمية النباتات في وسط آخر غير التربة يكون ملائمًا لنموها سواء كان هذا الوسط داخل المنازل أو المكاتب والصالات والمداخل وغيرها أو بالخارج في الشرفات وحدائق الأسطح والمساحات المكشوفة، مشيرًا إلى أنها طريقة متطورة في الزراعة تساعد على التخلص من المشاكل المتعلقة بقلة خصوبة التربة وعدم ملاءمتها لنمو النبات والظروف المناخية القاسية وقلة الموارد المائية.
أكثر...