الرؤية- وليد الخفيف
رغم فوز الفريق الملكي على ضيفه بروسيا دورتموند الألماني بهدفين دون رد إلا أنه ودع بطولة دوري الأبطال في الأمتار الأخيرة من السباق الذي وصل للدور قبل النهائي؛ حيث إن هدفي الملكي لم يشفعا له لمعادلة النتيجة مع دورتموند، بعدما خسر في مباراة الذهاب ¼ دخل على إثرها في مهمة انتحارية على أرضه بكامب نو، ليتأهل من خلالها دورتموند الألماني بجدارة إلى المباراة النهائية لملاقاة الفائز من برشلونه الأسباني ومواطنه بيرن ميونخ على ملعب ومبلي بلندن.
وانحازت مواجهتا الفريقين خلال دوري المجموعات للفريق الألماني الذي حقق الفوز على أرضه 2/1 وتمكن من إجبار الملكي على التعادل بعقر دارة 2/2، ثم عاد دورتموند وفعلها ثانية مع الملكي بعد ما هز شباكه بأربعة أهداف لهدف صعبت المهمة على الأسبان بملعبهم بكامب نو، وعلى ما يبدو أنّ العقدة الألمانية لها تاريخ طويل مع الملكي الذي خرج من البطولة نفسها العام الماضي من البيرن ميونخ بركلات الترجيح دليل على التفوق الألماني خلال الموسم الماضي والحالي، في الوقت الذي وقف فيه مورينيو أغلى مدرب في العالم مكتوف الأيدي عاجزًا عن حل شفرة الألمان للعام التالي على التوالي.
وفي الشوط الأول، لعب مورينيو مهاجمًا بكل خطوطه خلال الشوط الأول ودفع بكل أوراقه الهجوميّة من البداية باحثًا عن هدف السبق الذي سيفتح الطريق أمام لاعبيه، وكاد الضغط الملكي أن ينجح في تسجيل هدف السبق عن طريق مسعود ازيل إلا أنّه لم يجيد التعامل مع الشباك وأضاع ثلاث فرص حقيقية خلال ربع الساعة الأولى من المباراة كاد أن يغير بها وضع المباراة، في الوقت الذي ظهر فيه كريستيانو رونالدو بعيدًا عن مستواه المعهود وربما أنه خاض المباراة وإصابته لم تتماثل للشفاء، ورغم الضغط الملكي من كل بقاع الملعب من طرفيه وعمقه إلا أن الضيوف تمنكوا من الخروج بالتعادل بدون أهداف خلال أحداث الشوط الأول بل كانت لهجماتهم المرتدة خطورة بالغة على أصحاب الأرض بعدما استغلوا المساحات الشاسعة خلف مدافعي الريال المنطلقين بلا حساب للهجوم ودون حذر دفاعي كاد أن يكلفهم الكثير، ومع بداية الشوط الثاني كثف الريال من الضغط على دورتموند ونجح الضغط الملكي في إحراز كريم بنزيما للهدف الأول في بداية الشوط، ثم دخل الريال في رحلة بحث صعبة عن الهدف الثاثي الذي تأخر للدقائق الأخيرة من المباراة، وكاد الوضع أن يتغير لو أحرز الريال هدفه الثاني في بداية الشوط الثاني، كما أن بعد كريستيانو واوزيل وتشابي الونسو عن مستواهم سهل على الضيوف مأموريتهم، فمنذ فتره لم نر خط الوسط الملكي بهذا الضعف، واعتقد أنّ مشاركة مودريتش بديلا لسامي خضيرة كان له اثره العكسي خاصة في ظل تراجع مستوى مسعود أوزيل الذي اهتز كثيرا بعدما أضاع عددا من الفرص في الشوط الأول الأمر الذي أثر على أدائه طوال المباراة، أمّا بروسيا دورتموند الألماني فأدرك لاعبوه كيفية التعامل مع المباراة، وساعدهم التفوق البدني والالتزام التكتيكي وحسن توزيع الجهد البدني على زمن المباراة من عبور الريال فأنهى الألمان المباراة كما بدأوها دون اهتزاز في اللياقة البدنية، فاستحقوا التأهل إلى النهائي التاريخي لدوري أبطال أوروبا الذي سيقام الشهر القادم بومبلي عن جدارة واستحقاق.
أكثر...