لندن، نيودلهي- رويترز
بدأت شركات أجنبية للشحن البحري التخلي عن التعامل مع إيران قبيل عقوبات أمريكية جديدة تدخل حيز التنفيذ في يوليو، وهو ما يوجه ضربة أخرى للتجارة البحرية الحيوية بالنسبة لإيران.
ويعاني الاقتصاد الإيراني بالفعل من أثر الإجراءات التي فرضها الغرب للحد من برنامج طهران النووي. وفقدت العملة الإيرانية ثلثي قيمتها منذ أواخر 2011 ويرتفع معدل التضخم وتزداد البطالة بوتيرة متسارعة مع انكماش قطاع الصناعات التحويلية الذي يفتقر للمكونات والتمويل الدولي. ويصل الكثير من واردات إيران ومنها المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية عن طريق الشحن بسفن الحاويات والصب وغيرها. ويضع قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي- الذي سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو- قطاعات الشحن وبناء السفن والطاقة وإدارة الموانئ في إيران في قائمة سوداء مستهدفة بالعقوبات. وبالرغم من أنه يستثني صراحة الغذاء والدواء والسلع الإنسانية الأخرى إلا أن شركات الشحن الأجنبية توقف تعاملها مع إيران لتجنب مخالفة هذه العقوبات. وقال دانيال ريتشاردز الذي يعمل لدى بزنس مونيتور انترناشيونال "إيران ستصبح أكثر اعتمادا على خدمات فرعية من الدول الخليجية القريبة لاستيراد سلعها بعدما أصبحت شركات الحاويات الكبرى أكثر حذراً بشأن مخالفة العقوبات العديدة". وقد أعلنت شركة الملاحة العربية المتحدة ومقرها الرئيسي في الكويت وهي من أكبر 20 شركة لشحن الحاويات في العالم الشهر الماضي تعليق جميع خدماتها من وإلى إيران. وقال مارك دوبويتز الذي قدم النصح لإدارة الرئيس باراك أوباما وأعضاء الكونجرس بشأن العقوبات إن شركات الشحن التي تنقل السلع الإنسانية لن تواجه العقوبات. وقال "ربما ترون فترة قصيرة من التكيف مع سعي هذه الشركات للحصول على إيضاحات بشأن القواعد الجديدة لكن هذه التجارة يجب أن تواجه أقل قدر من التعطيل. شركات الحاويات يمكنها العمل بسهولة في ظل الاستثناءات الإنسانية الواسعة المتاحة في كل قانون للعقوبات". وعلى الرغم من ذلك تشعر الشركات بعدم الارتياح. فشركة سيماتك للملاحة والشحن ومقرها دبي قالت هذا الشهر إنها ستوقف خدماتها من وإلى إيران اعتبارا من يونيو حزيران بسبب العقوبات الجديدة. وقال متحدث باسم شركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين ومقرها هونج كونج إن خدمات النقل الفرعي إلى إيران من الإمارات العربية المتحدة ستتوقف من يونيو بعد أن أنهت الشركة خدماتها المباشرة من آسيا قبل عامين. وقال مصدر بشركة واه هاي لاينز في هونج كونج إن الشركة لن ترسل بعد الآن سفنا إلى إيران. وقالت إيه.بي.إل وهي وحدة الحاويات في شركة نيبتون اورينت لاينز السنغافورية إنها ستضمن "الالتزام بجميع القواعد التي تحكم الشحن إلى إيران". وكانت التجارة البحرية الإيرانية قد واجهت بالفعل عقبات سابقة بعدما وضعت الولايات المتحدة شركة تايدووتر ميدل ايست كو لإدارة الموانئ والتي تدير سبعة مرافئ في البلاد من بينها بندر عباس أكبر ميناء للحاويات في قائمة سوداء عام 2011.
أكثر...