إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الضربات الجوية الإسرائيلية لأهداف داخل سوريا "مقامرة" غير مأمونة العواقب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الضربات الجوية الإسرائيلية لأهداف داخل سوريا "مقامرة" غير مأمونة العواقب


    الرؤية- مركز البحوث
    تناول الإصدار الجديد لمجلة فورن بوليسى Foreign Policy الأمريكية الشهيرة تقريرا حول هجمات إسرائيل الأخيرة ضد سوريا، وقد وصفها التقرير بأنها تطور دراماتيكي في الصراع الذي يتصاعد بالفعل خارج نطاق السيطرة.
    ويرى التقرير أنّ استهداف الطائرات الإسرائيلية لصواريخ أرض- أرض الإيرانية المتجهة إلى حزب الله، فضلا عن قاعدة الصواريخ السورية في ضواحي دمشق. يُظهر مرة أخرى، قدرة أجهزة المخابرات الإسرائيلية على الاختراق والوصول لمسار شحنة الأسلحة الإيرانية إلى لبنان كذلك يعكس المهارة العسكرية في ضرب الخصوم مع الإفلات من العقاب كما يبدو.
    وهنا يستدرك التقرير، بالتأكيد على مدى مخاطرة إسرائيل بتعرضها للانتقام فضلا عن تسببها فى مزيد من زعزعة الاستقرار في جوارها الخاص بطرق قد تعود لكي تطاردها هي نفسها و تضر بمصالحها وأمنها.
    واتساع الأراضي التي أصبحت خارج سيطرة قوات بشار الأسد، تقلق إسرائيل بشكل خاص من إمكانية وقوع الأسلحة الكيميائية أو الأسلحة التقليدية المتقدمة في الأيدي الخطأ، سواء كانت الجماعات المتطرفة السنية المعارضة مثل جبهه النصرة، أو كان حزب الله حليف الأسد وإيران. ففى الهجوم الإسرائيلي الأول، سعت مقاتلاتها لضرب حمولة كبيرة من صواريخ ذات دقة أكثر، ومدى أطول مما تملكه الجماعة الشيعية اللبنانية فى ترسانتها الحالية. وخلافا لادعاءات نظام الأسد فإن الضربات الاسرائيلية لا تدعم المعارضة، وأنّ إسرائيل لم ترم بثقلها ضد الأسد، لكن في الواقع أنّ الغارات الإسرائيلية تمثل فضحًا لسياسة طويلة الأمد من إنكار نقل الأسلحة، والذى يمكن أن يغيّر ميزان القوى بين إسرائيل وحزب الله - فنظم أسلحة مثل صواريخ أرض جو الروسيّة المتطوّرة، وصواريخ فاتح 110 أرض أرض إيرانية الصنع من شأنها أن تزيد بشكل كبير خطر حزب الله على المدن الإسرائيلية الشمالية؛ كذلك فإنّ وصول صواريخ أرض بحر لحزب الله تمثل خطرًا على البحرية الإسرائيلية، وقد سبق لحزب الله استخدامها بنجاح ضد السفن إلاسرائيلية في حرب يوليو 2006.
    ويقول تقرير مجلة الفورن بوليس إن ملخص تأثير الغارات الإسرائيلية على سوريا، المقصود به تعطيل تحالف إيران وسوريا وحزب الله.. فعلى مدى سنوات وفرت إيران لحزب الله مئات الملايين من الدولارات ومجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ بعيدة المدى.
    ومنذ ولادة حزب الله في أوائل الثمانينيات، كانت سوريا وسيطا، سمح للقوات الإيرانية بالانتشار داخل لبنان وخدمت كنقطة عبور للأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.
    ويحذّر التقرير من أن الضربات الإسرائيلية لسوريا تعد بمثابة مقامرة لثلاثة أسباب رئيسية:
    الرهان الأول: وهو أن سوريا لن تستجيب، فمنذ فترة طويلة تعد إسرائيل كبش الفداء للأنظمة العربية وعامل لتحقيق المصداقية المحلية، فليس من الصعب في هذا الجزء من العالم أن يوسم المعارضون بأنّهم عملاء للصهيونية، و بشار، مثل والده حافظ الأسد من قبله، يدعم حزب الله وحماس وغيرها من الجماعات باسم "المقاومة"، متمنيا لكسب نقاط في الداخل وجميع أنحاء العالم العربي، لتشتيت الانتباه عن استبداده والفشل الاقتصادي.
    في الواقع، في وقت مبكر من الانتفاضة السورية، حاول نظام الأسد خلق أزمة لاجئين بالضغط على الفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا للعودة إلى إسرائيل لصرف الأنظار عمّا يحدث في الداخل عنده، لكنّه فشل في تحقيق هذا، ولكن الآن يمكن أن تكون الضربة الإسرائيلية فرصة لإعادة المحاولة.
    في حين يعتقد قادة إسرائيل، أنّ هذه قواعد اللعبة التي يمارسونها منذ زمن، فقد سبق أن ضربت إسرائيل المفاعل النووي السوري في عام 2008، ولم ينتقم الأسد.
    واليوم يراهن الإستراتيجيون الإسرائيليون على أنّ الأسد المحاصر في الداخل لن يصعد الموقف، فقواته العسكرية ضعيفة ومنهكة بالفعل، ويواجه معارضة داخلية شرسة مع عدم وجود القوة الجويّة الفعالة.
    ومزيد من الخسائر لصالح إسرائيل سيحرم الأسد من قوات النخبة التي هو في حاجة ماسة إليها، كذلك فإنّه يخاطر بمزيد من الخسائر، والتي ستكون مهينة سياسيًا ويحتمل أن تكون ضارة للغاية بنظامه.
    ومجلس المعارضة السورية، وهو تجمع سياسي قيادي للمعارضة، يحاول اللعب بورقة إسرائيل أيضًا فهو "يحمل نظام الأسد المسؤولية كاملة عن إضعاف الجيش السوري واستنفاد قوته في معركة خاسرة ضد الشعب السوري".. وفي الوقت نفسه، هناك القوميون المتبقون داخل الجيش السوري المستائين من هذا الحرج، ويخاطر الأسد بمزيد من الانشقاقات والهروب من الجيش.
    وكما يقول خبير الشرق الأوسط كينيث بولاك، أنّ الأسد لا يزال يعتقد أنه يمكن كسب هذا القتال، ولكن إذا أصبح يائسًا، فسيفعل كل ما بوسعه وذلك باستخدام كل ما في ترسانته لمنع هزيمته ولذلك قد يكون ضرب إسرائيل خطوة يائسة.
    الرهان الثاني: تقامر إسرائيل بأنّ حزب الله لن ينتقم، فمنذ الحرب الدامية عام 2006، أصبحت الحدود الإسرائيلية مع لبنان هادئة إلى حد كبير، بل أهدأ مما كانت عليه منذ أجيال. وتوقف سلاح حزب الله، خوفًا من أنّ استفزاز إسرائيل والذي من شأنه أن يؤدي إلى اشتباك دموي آخر يلام بشأنه. لكن الآن، أصبح حزب الله داخل الصندوق، وقواته تقاتل جنبا إلى جنب مع الأسد، ولقد فقدوا شعبيتهم في لبنان وجميع أنحاء العالم العربي بعد أن كان يشاد بهم كأبطال لوقوفهم في وجه إسرائيل.
    وفي الوقت نفسه، داخل لبنان، فإنّ الحرب السورية تؤجج التوتر الطائفي، مما يجعل السنة المتشددين يدينون حزب الله والشيعة بشكل عام، لذا فقد يسعى حزب الله، لاستعاده شعبيته و مصداقيته وإغراء استعادة سمعته قد يكون بمثابة الهاء يحول اهتمام إسرائيل عن دمشق.
    الرهان الثالث: تقامر إسرائيل أيضا وتشاركها في هذا كل من قطر، المملكة العربية السعودية، وتركيا، وربما الولايات المتحدة، بأنّ زيادة التدخل من قبل الدول المجاورة سيؤدي إلى انهيار سوريا.
    وفي عيون الإسرائيليين، فإنّ الشيء الوحيد الأسوأ من نظام الأسد في سوريا، هو انتشار الفوضى، وحصول حزب الله أو الجماعات الجهادية المتحالفة مع تنظيم القاعدة على ترسانات الأسلحة السورية والسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي السورية. في هذا السيناريو، فإنّ سوريا ستصبح عندئذ حاضنة للجهاد على حدود إسرائيل. على الأقل، فإن حزب الله، يمكن ردعه، ولكن جماعات تنظيم القاعدة المتجولة ليس لديها عنوان ثابت ولديها اهتمام أقل بحماية السوريين العاديين من الانتقام الإسرائيلي، مما يجعل ردعهم عملية صعبة.
    والجهاديون قد يستخدمون صواريخ سوريا البالستية وترسانات الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل، مما قد يتسبب في غزو إسرائيلى ردا على ذلك، أو على الأقل تكرار الهجمات على حدود إسرائيل السورية، لتتحول المنطقة لساحة حرب مرة أخرى.


    أكثر...
يعمل...
X