مسقط - الرؤية
يُقام، مساء اليوم، بجمعية هواة العود التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، محاضرة بعنوان "موسيقى المقاهي في مصر وتأثيرها في الموسيقى العربية التقليدية"، يُقدمها وائل قاقيش من دار الأوبرا السلطانية مسقط؛ وذلك ضمن المناشط والبرامج الثقافية والتوعوية التي تنفذها الجمعية لأعضائها ولمحبي ومتذوقي الموسيقى.. وهي دعوة مفتوحة لكل من يرغب في الحضور والتعرف على جوانب عديدة للموسيقى العربية وظهورها من خلال المقاهي التي كانت تعد مراكز ثقافية وتجمعات فنية برز من خلالها العديد من الفنانين كعازفين ومطربين واشتهروا في مجال الغناء والموسيقى وأصبحت أعمالهم من الأعمال التي يستقي منها طلاب الموسيقى دراستهم، إضافة إلى ذلك فإن لتجمعات المقاهي دورًا في بلورة الفكر الموسيقي العربي واتجاهاته، وكيفية التعامل مع الأعمال الموسيقية المقدمة في تلك التجمعات، والتي انبثقت منها رؤيا فنية ساهمت في تطوير المجال الموسيقي.
وتعكف إدارة الجمعية على تدريس الصولفيج لأعضائها العازفين، والذي يُعد من ضمن البرامج التدريبية التي تحرص الجمعية على تنفيذها أجل تزويدهم بكل ما يهم الفنان الموسيقي العازف على آلة العود؛ مما يُتيح له آفاقا أوسع في تناول الأعمال الموسيقية التي سيقدمها في المشاركات المحلية والخارجية.
والصولفيج هو علم يُقصد به دراسة النوتة الموسيقية وكيفية التعامل معها؛ من خلال العلامات الموسيقية النغمية والإيقاعية وقواعد الموسيقى؛ سواءً كانت شرقية أو غربية قواعد الموسيقى العامة، بما فيها من نظريات الموسيقى وقواعد التعامل مع النوتة الموسيقية قراءةً وكتابةً وغناءً وعزفاً.
ومن جانبه، أكد فتحي البلوشي مدير الجمعية، أنه يتم حاليا تنفيذ عدة برامج توعوية وتثقيفية؛ ومنها برامج تخصصية في مجال العزف وأساسيات الموسيقى لأعضائها، ومن هذه البرامج المستمرة الدورات التأسيسية والبرامج التدريبية للأعضاء، وأضفنا إليها مؤخرا برنامجًا خاصًّا لتقوية جانب معين يخص النوتة الموسيقية، ألا وهو برنامج الصولفيج. أما فيما يخص الجانب التثقيفي والتوعوي في مجال أصول الموسيقى وتاريخها، وأهمية استدراك الفكر الأساسي الذي قامت عليه الموسيقى كرسالة، فتقدم الجمعية مجموعة من المحاضرات والندوات والنشرات؛ ومنها ما سيُقدم الليلة في (موسيقى المقاهي في مصر وتأثيرها في الموسيقى العربية التقليدية).. مشيرا إلى أن تلك الأعمال تندرج تحت نطاق التفعيل الدائم الذي تأخذه الجمعية على عاتقها لصقل مواهب أعضائها وصولا بهم الى أعلى المراتب ولتحقيق أهدافها.
وقال مدير الجمعية إن الهدف من هذا البرنامج -الذي تعتبر مادة الصولفيج من المواد الأساسية في الدورات التدريبية التي تنظمها الجمعية لأعضائها المستجدين سنويا- هو تعميق كيفية التعامل مع القواعد الموسيقية بشكل عام والنوتة الموسيقية والتركيز عليها ورفع مستوى العازفين والفنانين في قراءة وكتابة النوتة الموسيقية والتعامل مع كل أنواع الدرجات والمؤلفات الموسيقية المختلفة.
ومن ناحية أخرى، تحدَّث الدكتور مدثر أبو الوفا كامل دكتور في آلة العود والمدرب في برنامج الصولفيج، عن مدى أهمية مادة الصولفيج وعلاقته بالعود حيث أشار إلى أنه لا بد أن يكون عازف العود متمكناً من قراءة النوتة الموسيقية والتي تعد من الأمور الأساسية لدى كل عازف يقوم بعزف المقطوعات ويقدم الحفلات؛ حيث إن عزف الموسيقى لا يعتمد على الحفظ السماعي للمقطوعة المراد عزفها فقط، بل يعتمد أيضا على قراءة النوتة، وبالتالي فإن هذه القراءة تأتي من خلال دارسة مادة الصولفيج الذي ينقسم الى غربي وشرقي والفرق بينهما هو أن الصولفيج الشرقي يتميز بالمقامات الشرقية والأبعاد السمعية (ثلاث أرباع التون) والتون يعني الصوت الكامل، بينما الغربي فأبعاده السمعية تون ونصف التون فقط، ومن هذا المنطلق فالصولفيج الشرقي سيتم التركيز عليه بشكل منهجي أكثر من غيره.. مضيفا الدكتور أبو الوفا بأنه اضافة إلى قراءة النوته يشتمل البرنامج أيضا على تعلم القواعد وهي كيفية فهم أنواع المقامات التي يتعرض لها العازف أثناء عزف أي مقطوعة أو أغنية أو أي عمل فني.
أكثر...