مسقط - الرؤية
تمكن فريق طبي بمستشفى جامعة السلطان قابوس من القيام بنجاح بعملية استئصال كامل لورم داخل البطن مع تشريح العقد اللمفاوية المجاورة للشريان الأورطي بعد العلاج بالكيماوي، لشاب عماني مصاب بسرطان الخصية، ويتمتع الآن بصحة جيدة.
وقد تمكن الفريق خلالها من إزالة الورم وإنهاء معاناة المريض وإرجاع البسمة إلى محياه بعيدًا عن الألم والأوجاع التي كان يعانيها قبل العملية. وقام بالعملية الدكتور محمد بن سالم المرهون استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية، بمعاونة فريق طبي يتكون من أربعة جراحين واثنين من أطباء التخدير وخمسة ممرضين. وقد استغرقت العملية 10 ساعات، وتعد هذه العملية الأولى من نوعها في السلطنة، ويعد نجاحها نقلة علمية ومواكبة حقيقية للأساليب العلمية الحديثة في مجال الجراحة.
وعن العملية، يقول الدكتور محمد المرهون استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية إن المريض كان يشكو من انتفاخ في البطن وبعد إجراء الفحوصات المشتملة على الأشعة المقطعية والسونار وتحليل هرمونات الدم تمّ تشخيص الحالة على أنها سرطان الخصية اليسرى المنتشر إلى العقد اللمفاوية بداخل البطن. وأضاف أن فريقاً من أطباء الأورام قام بعلاج المريض بالأدوية الكيماوية للقضاء على السرطان؛ حيث انخفض حجم الورم داخل البطن من 13 سم إلى 8 سم، وكان لابد من استئصال بقايا الورم وتشريح العقد اللمفاوية للقضاء على المرض كليًا، وتكمن صعوبة العملية في موقع الورم الحساس بجوار الشرايين الكبيرة داخل البطن وتم إجراء العملية بعد العلاج الكيماوي، بالإضافة إلى وجود عيب خلقي في وريد الكلية اليسار مع وجود التصاق شديد ما بين الورم والأوردة والشرايين داخل البطن.
وتابع أنّ سرطان الخصية يشكل نسبة 1% من السرطانات عند الرجال، وبحسب إحصاء وزارة الصحة لعام 2010 يشكل سرطان الخصية ما نسبته 0.9% من السرطانات عند الرجال في السلطنة، ويظهر سرطان الخصية في سن 20 إلى 45 سنة، ويعتبر من أكثر السرطانات التي يمكن القضاء عليها ويرجع الفضل في ذلك لوجود علاجات كيماوية فعالة، كما أنّه كلما زاد الوعي عند الرجال بالفحص الدوري الذاتي للخصيتين، يتم اكتشاف هذا السرطان مبكرًا مما يسهل القضاء عليه كليًا.
وأوضح أنّ الخصية اليمين تصاب أكثر من اليسار بسرطان الخصية، أما نسبة إصابة الخصيتين معاً فتصل إلى 2.5%، وعند انتشار سرطان الخصية فإنّه يؤثر على الأنسجة المجاورة مثل البربخ والحبل المنوي وكيس الصفن أو الأماكن الأبعد مثل العقد اللمفاوية داخل البطن أو الرئتين أو الكبد أو العظام.
ويمضي المرهون موضحاً أن من أعراض سرطان الخصية وجود ورم داخل الخصية بدون ألم عند معظم المرضى، ولكن 10% من المرضى يصابون بأعراض انتشار المرض مثل نقص الوزن وعقد بالرقبة ومشاكل في التنفس وألم العظام، وعند فحص الطبيب للمريض يمكن اكتشاف البوادر التالية ورم صلب بالخصية، وتكون ماء حول الخصية، وتضخم الكبد، وورم بالبطن، وتضخم الثديين في 5% من الحالات، ويتم تشخيص سرطان الخصية عن طريق السونار (أشعة التلفزيون للخصية) وارتفاع هرمونات الدم الخاصة بورم الخصية، كما يتم تحديد مرحلة المرض عن طريق الأشعة المقطعية للبطن والصدر.
وبيّن أن علاج سرطان الخصية يتم على عدة مراحل: الأولى يتم فيها الاستئصال الكامل للخصية المصابة لإثبات وجود السرطان بالأنسجة وتحديد نوعه، أما المرحلة الثانية فيتم فيها تحديد مرحلة انتشار المرض من عدمه باستخدام الأشعة المقطعية، والثالثة هي العلاج بالأدوية الكيماوية في المراحل المتأخرة من المرض عند اللزوم، والرابعة يتم إجراؤها عند وجود ورم بالبطن فيمكن استئصاله مع العقد اللمفاوية بالتدخل الجراحي.
أكثر...