حاتم الطائي
يقولُ شيوخُ الصَّحافة: "لا تحكمْ على ديمُومة صحيفة، إلا بعد صُدور عددها رقم (1000)".
ويرى قرَّاء الصُّحف المخضرمون، أن ميلادَ الاستمراريَّة لأيَّة صحيفة يؤرَّخ له بعد العدد (1000).
... بين يديك -عزيزي القارئ- اليوم العدد "الألفي" من هذه الصحيفة الفتيَّة.. وهو تأكيدٌ عمليٌّ -لا يقبل الشك- على أنَّ "الرؤية" جاءت لتبقى، ووُلدتْ لتنمو بآمال الإضافة النوعيَّة للصحافة العُمانيَّة والعربيَّة ككل؛ من خلال طرحٍ موضوعيٍّ، وتناولٍ شموليٍّ يُركز على الاقتصاد، ولا يغفلُ الجوانبَ الأخرى؛ باعتبار أن الاقتصاد والسياسة والاجتماع، باتت اليوم مُفردات متداخلة في نسق واحدٍ يصعُب تجزئته.
... وُلدت "الرؤية" بأسنانها -كما يُقال- للإسهام في إثراء المشهد الإعلامي العُماني. وبلوغها "الألفيَّة"، وتطلُّعها إلى "ألفيَّات قادمة" -بإذن الله- يعكسُ العزمَ على المُضي قُدمًا في رسالتها التنويريَّة، وتحقيق الأهداف التي ألزمتْ بها نفسها منذ إطلالة أول عدد.
لم يكنْ طريقُ مسيرة "الألف عدد"، مفروشًا بالورود، بل اكتنفته التحدِّيات، وواكبت الصعابُ بعضَ منعطفاته، إلا أنَّ سفينة "الرؤية" استطاعت -وبمهارة فائقة- توجيه دفَّة الجريدة صَوْبَ مرافئ الأمان، وسط اللُّجج المتلاطمة لبحر الصحافة وأنوائه المتعاقبة.
... "ألفُ عددٍ"، قد تكون قليلة بحساب الصفحات، ولكنها عظيمة بمقاييس الإنجاز الفكري والعصف الذهني.. إنها حصادُ أربع سنوات -أو يزيد- من العمل المُتواصل، الذي لا يعترف بتبدُّل الفصول، والجهد الذي لا يحتكم إلى ساعات الدوام المحدَّدة، بل مضبوطٌ على إيقاع السباق مع الخبر، والإبحار في عوالم التحقيق والاستقصاء، والندوات والمبادرات التي تخدم الصالح العام.
وقطارُ "الرؤية" وهو يصل إلى محطته رقم ألف، يعتزمُ مُواصلةَ المسير صَوْبَ محطاتٍ قادمة تتَّسم بعطاءٍ أكبر، ومُلتزمٌ أكثر بحرفيَّة المهنة، ومتسقٌ مع معايير الإجادة.
وخلال رحلة العطاء المُتصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، صعد على متن "قطار الرؤية" الكثيرُ من الكفاءات؛ مُعظمهم لا يزال يُواصل الرحلة، بينما ترجَّل البعض في الطريق، وفي الوقت ذاته انضم آخرون ليتمركزوا نحو آفاق غدٍ أكثر إشراقًا؛ تعزيزًا لمكانة أول جريدة اقتصاديَّة في السلطنة.
... غدًا؛ بداية انطلاقة جديدة للقطار صَوْبَ آلاف محطات أُخَر، والتي نأمل أن يجدَ فيها القارئ ما يُرضي تطلعه، ويُشبع نهمه للاطلاع والمعرفة في شتَّى الميادين.
ويبقى أن نُهدي باقة عرفان لقرَّاء "الرؤية"، الذين هم الرصيد الحقيقي للجريدة، والحافز الأمثل للعاملين فيها للمُضي قُدمًا في مسيرة العطاء.
وشكرٌ مستحقٌّ لكلِّ من ساند ودعم الصحيفة في كافة مراحل مسيرتها.
ولكم منا الوعد -كعاملين في الصحيفة- بأن نبذل قُصارى الجَهْد، وألا ندَّخر وسعًا في سبيل نهوضها بدورها على الوجه الذي يُرضي التطلعات، ويُواكب الطفرة الإعلاميَّة في العالم من حولنا.
أكثر...