اختتمت وزارة التربية والتعليم، مؤخرا، مشاركتها الفاعلة في المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية، والذي كان بعنوان "اللغة العربية في خطر..الجميع شركاء في حمايتها"، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومثَّل الوزارة ثلاثة عشر مختصا في اللغة العربية من ديوان عام الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات؛ من بينهم أعضاء مناهج لغة عربية ومشرفون تربويون ومعلمون.
وجاءت مشاركة وزارة التربية والتعليم في هذا المؤتمر انطلاقا من الاهتمام الكبير الذي توليه باللغة العربية، لاسيما وهي لغة التعلم الأساسية لمختلف المواد الدراسية في جميع مدارس السلطنة الحكومية، وبالتالي فإن التركيز عليها وتطوير طرائق وأساليب تدريسها يشكل أولوية مهمة في عمل الوزارة.
وقدِّمت خلال المؤتمر أكثر من 350 مداخلة بحثية وورقة عمل، ناقشت كل ما يعني اللغة العربية سواء بالنظر إلى واقعها المعاش وكيفية الرقي بمستوى استعمالها اليومي رسميا ومجتمعيا، أو ما يتعلق بآليات تدريسها وتطوير تعلمها، كما كانت هناك جلسات خاصة بسبل الرقي بمستوى المعلم وتنمية مهاراته التدريسية، وجلسات أخرى خصصت لمناقشة تطوير تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها من حيث أساليب التدريس والمناهج التعليمية وواقع تدريسها في عدد من الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى تقديم أوراق بحثية تناولت واقع اللغة العربية في الإعلام المكتوب والمنطوق والمشاهد، وكيفية وضع الحلول لمعالجة الضرر الذي قد يسببه الجهاز الإعلامي على اللغة العربية.
وقدَّم الدكتور محمد بن خميس القطيطي مدير دائرة التنسيق والمتابعة بوزارة التربية والتعليم مداخلة بحثية حول معاجم غير الناطقين باللغة العربية؛ استعرض من خلالها أهمية هذا النوع من المعاجم كونها أداة تعلم أساسية في اكتساب اللغات الأخرى؛ إذ تصبح لهذه الأداة أهمية كبرى عندما يتجه المتعلم إلى دراسة لغة أخرى غير لغته الأم التي اكتسب أجزاء منها عند احتكاكه بأفراد مجتمعه منذ صغره، وأكد فيها أن المتعلم الأجنبي يستحق بجداره معجما يراعي احتياجاته ويلبي طموحاته في دراسة اللغة العربية.
كما تطرَّق القطيطي إلى آلية بناء هذه المعاجم.. موضحًا ضرورة تحري الدقة والاهتمام بمنظور المستعمل ودراسة احتياجاته المعجمية من خلال مراعاة الفئة التي يستهدفها واضع المعجم، والمستويات اللغوية التي سيوردها، والمضامين الصوتية والصرفية والنحوية والكتابية والشواهد التي سيتضمنها، وفي آخر المداخلة استعرض القطيطي نتائج استطلاع رأي طُبِّق على عينة من متعلمي اللغة العربية الأجانب، وقد تضمن الاستطلاع جوانب متعددة تشمل مختلف المراحل التي تمر بها الصناعة المعجمية بدءا من جمع المادة المعجمية، وانتهاء باختيار طرائق ترتيب المداخل وتقنيات التعريف وغيرها من الجوانب.
توصيات
خرج المؤتمر في اليوم الختامي له بمجموعة من التوصيات التي ركزت على أهمية الاعتناء باللغة العربية، وضرورة تطوير تعلمها ونشرها، وتكثيف مستوى الاهتمام والرعاية لها، كما أوصى المؤتمر بالسير قدما في إعداد مسودة مشروع يختص باللغة العربية الذي يتوقع في حال إقراره أن يسهم في وضع سياسات لغوية وطنية على مستوى الدول العربية تعمل على تعزيز مكانة اللغة العربية وحمايتها، وتنسيق الجهود لحماية اللغة العربية في ظل تفشي الكثير من الظواهر المسيئة إليها، وغيرها من التوصيات الأخرى.