مسقط - محمد خلفان
تصوير/ إبراهيم القاسمي
نظمت وزارة التربية والتعليم -ممثلة في المديرية العامة للمدارس الخاصة- وبالتعاون مع مركز البحوث التربوية ومركز التربية الحديثة ومؤسسة صائغ لدعم التعليم والتربية، بفندق سيتي سيزن، مؤتمر "التربية طريق إلى النجاح".
.. وقد هدف المؤتمر إلى تعريف الحقل التربوي بأهم البرامج التربوية الحديثة المثمرة والهادفة من أجل تطوير العملية التعلمية التعليمية وتحسين ورفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب، وإشراك الحقل التربوي في كافة القرارات التربوية وتضمينه كليا بالعملية التقويمية للنظام التعليمي التربوي، وإشراك معلمي القطاعين الحكومي والخاص في تقديم التغذية الراجعة على كافة السلاسل التعليمية والكتب الدراسية والوسائل التعليمية والمواقع التعليمية على الشبكة المعلوماتية، وتكاثف كافة القطاعات الخاص منها والحكومي لمتابعة تعزيز وتطوير الكفايات التعليمية للقرن الحادي والعشرين؛ ومن أهمها: مهارات الاتصال والتحليل الناقد البناء. ويستهدف المؤتمر التربويين في القطاعين الحكومي والخاص، ومديري المدارس الخاصة بمختلف أنواعها الأحادي والثنائي والعالمية والجاليات، والمديرية العامة للمدارس الخاصة.
وألقيت في المؤتمر ثلاث أوراق عمل مقدمة من قبل ثلاثة خبراء ومدرسين تربويين، حيث قدمت الدكتورة ماجي مخلوف المستشارة التربوية بمركز البحوث التربوية الورقة الأولى، والتي كانت بعنوان "التعليم الإلكتروني والمواد المتكاملة والمنهج الشمولي عن طريق المدينة التربوية في القطاع التعليمي"، وتحدثت عن المدينة التربوية، وأشارت إلى أنها عبارة عن مدينة منهجية على شبكة المعلومات أي موقع تفاعلي للطلاب عن طريق تطبيق المناهج الإلكترونية والأنشطة الإثرائية، والوسائل السمعية والبصرية على الشبكة المعلوماتية، كما يُبين الموقع الركن الخاص بضبط جودة التعليم والنظام المدرسي والتعلم الذاتي، ويعتمد الموقع على محتوى ذي مستوى عال ونوعية استثنائية، ويبتكر طرقا جديدة تساعد على إيصال محتوى المناهج، وتقوم رسالة المؤسسة على إسعاد الطلاب في جميع أنحاء العالم ومنحهم فرصة التعلم، وتحفيز الطلاب على تطوير أنفسهم ومساعدة المعلمين والأهل على تربية أجيال المستقبل.
وقدم الدكتور نبيل قسطنطين مستشار تربوي بمركز البحوث التربوية، الورقة الثانية في المؤتمر، وكانت عن شهادة البكالوريا العربية الدولية؛ وهي منظومة تربوية تم تصميمها في العالم العربي، ومن أجل العالم العربي، وتطبق حاليا في مدارس التعليم العام ضمن إطار التربية لبناء الملمح، وهو إطار مرجعي تربوي جديد مبني على الأبحاث الميدانية، وقد تم تطويره بدعم من (ERC) وتتوج الـ (IAB) بشهادة موحدة يتم الاعتراف بها تدريجيا محليا ودوليا. وأضافت الورقة بأن الـ(IAB) مصممة لتمكين الطلاب من النجاح في مختلف أوجه الحياة المعاصرة؛ فالمنظومة لا تهدف لإعداد الطلاب لاجتياز الامتحانات بطريقة عمياء بل لتمكينهم من التعلم المجدي للمواد الدراسية وبالتالي تحضيرهم للتميز في التعليم العالي وفي مكان العمل. وتؤمن الـ(IAB) للمعلمين فرصا للتنمية المهنية المستدامة تشمل ورش عمل منتظمة ومنصة الكترونية لتبادل الخبرات ومكتبا للمساعدة على مدارس السنة وقد تم وضع منصة إلكترونية بتصرف المعلمين لإجراء كل أنواع التقييم ورصد تطور الطلاب بموثوقية في صف معين وعبر المراحل الدراسية.
الحلول الإلكترونية
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان الحلول الالكترونية التي تقدمها مؤسسة صائغ؛ قدمها جورج أبو العيون مسؤول المعلوماتية والتعلم الإلكتروني في مؤسسات صائغ حيث عرض أبو العيون الحلول الإلكترونية التي تقدمها مؤسسات صائغ بداية مع الكتاب التفاعلي والقصص الالكترونية والقواميس الإلكترونية والتصحيح الإلكتروني.. وأشارت الورقة إلى أن المركز يقوم بتطوير كتب تفاعلية مرافقة للكتب المدرسية التي ينتجها المركز، وتحتوي على مكونات الكتاب المدرسي بكاملها وعلى مجموعة أدوات تربوية مختلفة مساعدة للمعلم، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الموارد الرقمية التي تسهل التفاعل بين المتعلم والمادة التعليمية.. وأشار أبو العيون إلى أن الكتاب يصدر بنسختين واحدة للمعلم وأخرى للطالب، وأشارت الورقة إلى استخدامات الكتاب التفاعلي في أنواع الصفوف مثل الصفوف المجهزة بسابورة تفاعلية وجهاز عرض وحاسب آلي ومختبر حاسب آلي، ويوفر الكتاب التفاعلي أدوات مساعدة للمعلم في إعطاء الدروس، إضافة إلى تقديم الشروحات بشكل تفاعلي من خلال الأنشطة التفاعلية والحركية، ومقاطع الأفلام وغيرها من الموارد مع إمكانية ولوجها بسرعة من خلال ربطها بصفحات الكتاب، ويتيح الكتاب التفاعلي للمتعلم إمكانية مراجعة الدروس في البيت من خلال الأنشطة الحركية ومقاطع الأفلام الداعمة للدروس، كما يمكنه من التمرن على الأنشطة لتحقيق الأهداف المرجوة من الدرس ويتيح لأولياء الأمور متابعة أولادهم.
وخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات؛ منها: الإشراك المستمر للحقل التربوي في كافة مراحل وخطوات عملية تقييم النظام التعليمي الخاص والحكومي، وإشراك كافة القطاعات والمؤسسات الخاصة والحكومية للتعرف على أحدث البرامج التربوية والنظريات التعلمية التعليمية الحديثة التي تراعي تعزيز كفايات القرن الـ21 التعليمية وتقييسها، وانتقاء وتقويم ما يعرض في السوق المحلي والإقليمي والعالمي من برامج تعليمية قبل تطبيقها في مدارسنا الخاصة والعامة.
ويقول نبيل عبدالله راشد الخنبشي رئيس قسم برامج المدارس الخاصة: تعد مثل هذه المؤتمرات من أهم المؤتمرات التي تعقد، والتي تطلعنا على أحدث ما توصلت إليه المناهج وما تتضمنه من معارف مرتبطة بالتطورات المعرفية، وما يشهده العالم من تطور تكنولوجي وما ينبغي أن تتضمنه المناهج التربوية، وعن طريقة الاستفادة من هذا المؤتمر، يقول الخنبشي: يمكننا الاستفادة بعرض هذه البرامج التي شاهدناها اليوم على المختصين في دائرة البرامج التعليمية بالمديرية والتي ستثري البرامج والمناهج التعليمية المعتمدة سلفا، وستثري العملية التعليمية بالنسبة للطالب بما تحتويه على معارف متجددة مرتبطة بتطورات الحياة الحالية وتجعل الطالب يتماشى مع التطورات الحالية وتربطه بالجانب العملي التطبيقي، إضافة إلى المعرفة النظرية.
تناسب جيل اليوم
وقالت زهرة داوود مديرة مدرسة التفاح الأخضر الخاصة: جميل أن قدمت لنا الوزارة هذه الدعوة لحضور هذا المؤتمر فهي تحرص على إشباع متطلبات المدارس بطرح ما هو مناسب لتعزيز المناهج الأساسية سواء أكانت حكومية أو خاصة، والأجمل ما يكون في مثل هذه الحلقات جدتها واستعراضها للجديد في هذه الحقول المعرفية والمجالات التعليمية، وأضافت: كان المميز في هذه الحلقات أنها عبارة عن برامج إثرائية تدعم المناهج الأساسية في المدرسة، وعلينا الآن أن نجرب هذه البرامج بحيث نرى أثرها على الطلاب، ومدى تفاعلهم معها، وفائدتها بالنسبة للأهالي والهيئة التدريسية، ومدى دعم هذه البرامج للمنهج الأساسي الذي نقوم بتدريسه أصلا. وتؤكد زهرة داوود أن من محاسن البرنامج أنه يربط المناهج بتقنيات حديثة تتناسب وجيل اليوم فهي ترى أن مواكبة التقنيات الحديثة أصبح أمرًا إلزاميًّا بسبب الطفرة الهائلة في تكنولوجيا التعليم فهي بمثابة الداعم القوي لمناهج التعليم وهي جاذبة لعقلية طالب اليوم.
العربية تستفيد منه
وتقول رحاب بنت علي الزكوانية عضو مناهج تعليمية -لغة عربية- بالمديرية العامة للمدارس الخاصة: البرنامج المقدم هو برنامج من الممكن تقديمه والاستفادة منه في مادة اللغة العربية؛ من حيث تعليم وتعلم اللغة العربية؛ وذلك عن طريق بعض الدروس المحوسبة التي تتعلق بمهارات اللغة العربية مثل مهارات الكتابة والاستماع والتحدث والقراءة ومع أن البرنامج متكامل، فلا ضرر أن يكون تدريس اللغة العربية من خلال المواد المتكاملة؛ فحين يقرأ الطالب سؤالا في مادة الرياضيات بلغة عربية سليمة يكون قد اكتسب مهارة القراءة، وحين يجيب عنه كتابة سليمة يكون قد اكتسب مهارة الكتابة السليمة، إضافة إلى ذلك فإن استخدام البرنامج في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها سوف يثري العملية التعليمية التعليمة بشكل كبير.