لا يكاد يمرُّ يومٌ، إلا وتشهد بلادُنا منجزًا تنمويًّا، يُضاف إلى سلسلة ممتدَّة من الإنجازات المتَّصلة منذ انبلاج فجر النهضة المباركة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.
ولأن الإنجازات لا تتحقَّق بالصُّدفة، أو تتجسَّد بالأماني؛ لذلك نجد أنَّ ثمَّة جهودًا عظيمة تُبذل في التفكير والتخطيط والتنفيذ. وكلما تعاظمت هذه الجهود وتناسقتْ، يأتي المُنجز في حجم التطلُّع، ويُشكل إضافةً مهمَّةً لما سبقه من أعمال جليلة في مسيرة البناء والتنمية الشاملة.
وبالأمس، أُضيف إلى حصادنا التنموي، مشروعٌ في غاية الأهميَّة، وهو مشروع محطة إنتاج الكهرباء وتحلية المياه بولاية مرباط بمحافظة ظفار، والذي يُعد مشروعًا حيويًّا؛ لعدة أسباب؛ في مقدمتها: ارتباطه بتوفير حاجتين ضروريَّتين للإنسان؛ هما: الكهرباء، والمياه، وأهميتهما لا تقتصر على ذلك، بل تُعد الطاقة الكهربائيَّة محركًا رئيسيًّا للعديد من الأنشطة التنمويَّة.
وتزداد أهميَّة المشروع تبعًا لمردوده الضخم؛ حيث سيُسهم في توليد ما مقداره 445 ميجاوات من الطاقة الكهربائيَّة، وهي كمِّية تعادل نحو 75% من إجمالي الطلب على الطاقة في محافظة ظفار، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجيَّة لمحطة تحلية مياه البحر 69 ألف متر مكعب يوميًّا من المياه المحلاة.. وهو بذلك يُلبِّي الحاجة الفعليَّة والمتزايدة لاحتياجات المنطقة من الماء والكهرباء للفترة المقبلة.
وهو بذلك يُعدأحد أهم المشاريع الاستراتيجيَّة في مجال إنتاج الكهرباء وتحلية المياه في محافظة ظفار، ويُعد كذلك ترجمة صادقة لسياسة الحكومة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- من أجل تطوير وتحسين خدمات الكهرباء والمياه الصالحة للشرب لجميع المواطنين والمقيمين بجميع محافظات السلطنة.
ومن أسباب أهميَّة هذا المشروع أيضًا: أنه يُجسِّد توجه السلطنة واستراتيجيتها الهادفة إلى زيادة الاستثمارات المحليَّة والأجنبيَّة في مشروعات إنتاج الكهرباء وتحلية المياه، وإيجاد قاعدة اقتصاديَّة تعتمد -بشكل وثيق- على مشاركة القطاع الخاص؛ بما يُعزز جودة هذا القطاع وينعكس على تطوره.
فالمشروع نموذجٌ للاستثمارات الناجحة المشتركة مع الدول الصديقة ومنها سنغافورة، كما يُعظِّم مردودات هذا المشروع، ما يصاحبه من مشروعات مساندة من شبكات نقل وتوزيع مياه التحلية، ومشاريع ربط المحطة بشبكة الكهرباء الرئيسيَّة في المحافظة، بما يعود على المحافظة وأهلها بالخير.