مسقط – الرؤية
بمشاركة مجموعة من كبار الخبراء والمحلّلين الاقتصاديين لدى بنك إتش بي سي، تم مؤخراً تنظيم حلقة عمل لعملاء بنك إتش إس بي سي عُمان التجاريين حول النمو الذي يشهده الاقتصاد الصيني وتوسّع اعتماد عملة الرنمينبي في المعاملات التجارية، وانعكاسات ذلك على حركة ونشاط التجارة العالمية. وقد سلطّت الحلقة الضوء على التحوّلات والتغييرات الاقتصادية الراهنة وما يعنيه ذلك بالنسبة للشركات القائمة في السلطنة.
وقد بدأ تبنّي عملة الرنمينبي عالمياً منذ عام 2009م حين استهلّت الصين برنامجًا لتدويل العملة سمحت فيه باستخدامها لتسوية الأنشطة التجارية عبر الحدود، الأمر الذي مكّن شركاء الصين التجاريين من تسديد مدفوعات الواردات واستلام مبالغ الصادرات عبر عملة الرنمينبي.
وتوجد حول العالم أكثر من 30 سوقًا تجارية يتعدّى حجم أنشطتها التجارية مع الصين والتداول بعملة الرنمينبي نسبة 10%، ترافقها زيادة مضطردة في تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود باستخدام العملة نفسها. كما تضاعف أيضاً حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجّهة نحو هذه العملة بمعدّل ثلاثة أضعاف في عام 2012م، وزادت كذلك الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجّهة للخارج بنسبة 50%. ووسط هذه المؤشرات الإيجابية تتزايد الفرص التجارية المتاحة عالمياً بفضل توسيع مختلف الأسواق الخارجية أنشطة وعمليات التحوّط والاستثمارات والتمويل المعتمدة على عملة الرنمينبي.
وأشار إيان موريسون، رئيس الخدمات المصرفية التجارية ببنك إتش إس بي سي عُمان إلى أنّ لدى بنك إتش إس بي سي القدرة الكاملة على توفير نظرة متخصّصة وتحليل شامل لعملائها من الشركات من مختلف القطاعات التجارية المحليّة في السلطنة، وذلك بناءً على خبرة عالمية واسعة تتمتّع بها مجموعة إتش إس بي سي.
وأضاف: "صارت عملة الرنمينبي جزءاً لا يتجزأ من الأنشطة التجارية ومجموع الاستثمارات المبرمة مع الصين، حيث تكتسب قوتها يوماً بعد يوم، ومن المتوقّع أن تصبح ضمن العملات الثلاث الأولى بحلول عام 2015م. ولدى البنك الوسائل والأدوات التي تكفل توفير الدعم الكامل لأصحاب المؤسسات والشركات والمشاريع الاستثمارية في السلطنة لانتهاز أكبر حجمٍ من الفرص المتاحة من هذا التحوّل في العملة، وذلك من خلال المنتجات المصرفية المخصّصة لتداول عملة الرنمينبي والموفرة داخل أرض الصين والأسواق العالمية الأخرى، والتي تختصر بدورها أي عوائق تفرضها الجهات التنظيمية الصينية".
وكان من بين المتحدّثين خلال حلقة العمل سايمون وليامز كبير الخبراء الاقتصاديين ببنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أشار إلى أن الصين استطاعت بأدائها الاقتصادي التفوّق على الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي على الرغم من الركود الدوري الذي تواجهه نظيراتها من دول آسيا. وأكّد وليامز أن الصين قادرةٌ على تحقيق صعود اقتصادي أكبر للأسواق الصاعدة وسط التحسّن الذي تشهده العمالة ونسب الوظائف، والزيادة في حجم الإنفاق العام، فضلاً عن الإصلاحات الاقتصادية المستمرة التي تطبّقها. وأعرب وليامز بقوله: "تعدّ منطقة الشرق الأوسط وخاصّة دول مجلس التعاون الخليجي أكبر المستفيدين من حصّة تحوّل موازين القوى الاقتصادية عالمياً نحو الشرق، خصوصاً مع الارتفاع المتواصل لأسعار النفط ووصول معدلات الإنفاق العام إلى مستويات غير مسبوقة". وقد شهدت قيمة أنشطة التجارة بين الصين و16 من الدول العربية نمواً كبيراً وملحوظاً من 13.5 مليار دولار أمريكي عام 2001م لتصل إلى 182 مليار دولار أمريكي في عام 2011م.
تجدر الإشارة أن لدى بنك إتش إس بي سي عُمان حالياً أكثر من 10 آلاف من العملاء التجاريين من مختلف مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص التي تعمل في مجالات متعدّدة كقطاع المركبات والنفط والغاز والاتصالات والإنشاءات والتعمير. ويوفّر البنك قائمة من المنتجات والخدمات لعملائه التجاريين مع دعم وإرشاد مستمر ومبني على خبرات محليّة وعالمية واسعة، مما يسهّل على الشركات والمؤسسات تنفيذ مختلف عملياتها وأنشطتها التجارية.