اللواءعبدالله الحارثي: يمكن دراسة تشديد غرامة استخدام الجوال أثناء القيادة
د. سالم الرزيقي: تعاون وثيق لتبني التقنيات التي تضمن تقليل الحوادث
سعيد الحارثي: جودة شبكة الطرق بالسلطنة تساعد على نشر تقنية المراقبة
الرؤية - نجلاء عبدالعال
نظمت هيئة تقنية المعلومات وهيئة تنظيم الاتصالات ووزارة النقل والاتصالات أمس احتفالاً تحت شعار "تقنية المعلومات والاتصالات وتحسين السلامة على الطرق" بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، حيث أطلقت السلطنة خلال الحفل فعاليات مشاركتها في الحملة الدولية التي أعلنها الاتحاد الدولي للاتصالات لهذا العام والتي تحمل نفس الشعار. نظم الحفل تحت رعاية اللواء عبد الله بن علي الحارثي رئيس الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، وحضره سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات والدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات وعدد من المسؤولين وممثلي شركات الاتصالات بالسلطنة.
وجاءت مشاركة السلطنة في الحملة الدولية للحد من أخطار الاستخدام غير الرشيد للتقنية ووسائل الاتصال وما تؤدى إليه من مخاطر خاصة في مجال الحوادث المرورية، مع الأخذ في الاعتبار حجم الخسائر البشرية والمادية التي تنجم عن حوادث المرور في السلطنة وتعزيز الوعي بهذه القضية التي تلقى اهتمامًا واسعاً على المستوى الدولي، والتي ازداد الاهتمام بها بعد تقرير فريق الأمم المتحدة المعني بالتعاون في مجال السلامة المرورية الذي نشره بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وأشار فيه إلى أن 1.3 مليون شخص يلقون حتفهم سنوياً في حوادث المرور بالإضافة إلى تعرض ما يتراوح بين 20 مليون و50 مليون شخص لإصابات لنفس السبب وبشكل أخص في الدول النامية، والتي ظهر أنها تستحوذ على ما يزيد على 80 في المائة من حوادث الطرق في العالم، وبجانب الخسائر البشرية فقد قدّرت الخسائر الاقتصادية العالمية التي تتكبدها الحكومات والأفراد نتيجة هذه الإصابات بمبلغ 518 مليار دولار أمريكي.
وعلى هامش الحفل صرح اللواء عبدالله الحارثي رئيس الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف بأن التقنيات الحديثة لعبت دورًا أساسيًا في تحسين مفهوم السلامة على الطريق وتقديم كثير من الحلول الذكية لعل من أهمها نظام "جي بي إس" وشبكة الرادارات وغيرها مما عرض خلال الحفل، ولكن المهم هو أن يدرك الإنسان أن التقنية وجدت لخدمة الإنسان وأن علينا أن نغير من سلوكنا باستخدام هذه التقنية بشكل إيجابي بما يحقق السلامة للجميع، وحول العوامل التي أدت إلى تحقيق خفض في عدد وفيات الحوادث بالسطنة أكد أن ذلك جاء نتيجة تضافر عدد من الجهود وكانت بدايتها الفعلية بتفضل حضرة صاحب الجلالة مولاي السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه بأن أولى هذا الموضوع اهتمامه الشخصي من خلال خطابه السامي وبدأ المجتمع يتفاعل مع الخطاب السامي وترجمة ذلك في عدة محاور وخطط تم تنفيذها على مدى الفترة الماضية، ونرى باكورة نتيجة هذه الجهود مجتمعة والتي ساهمت في الحد من الحوادث وبالفعل وكما رأينا فقد انخفض عدد الوفيات خلال هذا العام مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي بمقدار 60 حالة وفاة، ويمكن تصور أن هناك 60 شخصًا أنقذوا أنفسهم من الحوادث لأنهم اقتنعوا بأهمية اتخاذ الإرشادات والتوعية مأخذ الجد.
وحول إمكانية تشديد العقوبة على مستخدمي الهواتف في كتابة الرسائل النصية خلال القيادة، أوضح اللواء الحارثي أن تشديد غرامة استخدام الجوال خلال القيادة من الممكن أن تضعه الجهات المعنية تحت الدراسة وتنفيذه إذا كان سيؤدي للحفاظ على الأرواح وتقليل الحوادث، لكن الأهم من الخوف من العقوبة هو الاقتناع الداخلي لدى الشخص بأنّه يخضع نفسه ومن معه في السيارة ومن حوله للخطر عندما ينشغل بالجوال خلال القيادة وهو أمر على الجميع المشاركة في التوعية به لتغيير السلوكيات الخاطئة.
ومن جانبه صرح سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات بأن موضوع السلامة المرورية أصبح من أهم ما يشغل بال العالم بأسره بعد أن أصبح عدد الخسائر البشرية نتيجة حوادث المرور أعلى من خسائر الحروب، مشيرًا إلى أن الطرق في السلطنة على أعلى مستوى من معايير السلامة العالمية وهناك مواصفات عالمية يتم تطبيقها، ولدينا واحدة من أفضل شبكات الطرق بشكل عام ونأمل أن يكون استخدام هذه الطرق بشكل سليم وصحيح باعتبار أن وظيفتها أن تساعدنا على الذهاب من مكان إلى مكان وهي وظيفة بقدر يسرها إلا أن سوء تقدير هذه الوظيفة يجعل منها مصدر خطر على الحياة، وناشد الجميع مراعاة قواعد سلامة القيادة والمرور وعدم الاستهانة بها لأن معظم الخسائر الناجمة عن الحوادث من الممكن تفاديها بمجرد الانتباه والالتزام بتعليمات السلامة وتعليمات القيادة والمرور.
وأكد الدكتور سالم الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات أنّ التقنية دورها تسهيل الحياة ويعتمد الجانب الإيجابي والسلبي منها على أسلوب استخدامها، والهيئة وظيفتها إتاحة التقنية وبالتالي تسهيل الحياة على الناس، لكن سوء استخدام التقنية هو سبب المشكلة الأساسية ولذلك نتمنى من خلال التوعية ومثل هذه اللقاءات أن يدرك كل شخص بنفسه أهمية استخدام التقنية بشكل رشيد وأهمية عدم استخدامها في أوقات معينة لأنه مهما وضع من إجراءات أو قوانين فإن الشخص نفسه هو المسؤول عن ما يقوم به من التزام بسلامته، وأوضح أن الهيئة تتعاون تعاوناً وثيقاً مع جميع الجهات وتعمل على تبني جميع التقنيات الحديثة التي من شأنها ضمان تقليل الحوادث، وكما نرى فإنّ الشرطة على سبيل المثال لا تألو جهدا في نشر أجهزة مراقبة السرعة وفي نفس الوقت نشر التوعية والتشديد على التزام قائدي السيارات بتعليمات المرور وكذلك كل الجهات.
وأشار إلى أن شعار احتفال الاتحاد الدولي للاتصالات هذا العام توافق مع الاهتمام المتنامي بمشكلة الحوادث المرورية والتي يتزايد عددها بالسلطنة بشكل مقلق، وخاصة مع وجود أوامر من صاحب الجلالة بعملية التوعية بهذا الموضوع والحد بأكبر قدر ممكن من الحوادث المرورية ولذلك فإنّ جميع الجهات الحكومية تتعاون وتتكامل في عملية التوعية واتخاذ اللازم كل في مجاله، ونظرًا إلى أن الأساس هو الشخص ذاته فكلما أمكن الوصول إليه من خلال كافة الوسائل أمكن التزامه الذاتي بقواعد السلامة التي تحفظه وغيره من الحوادث.
وقال إنّ الهيئة تعمل على نشر الوعي بالاستخدام الرشيد للتقنيات في جميع المجالات لذلك فإنّها تتبنى برامج للتوعية بالاستخدام الأمثل للإنترنت، وبرامج لضمان أفضل لاستخدام الأطفال للفضاء السيبراني، ونتمنى أن يساعد الجميع في نشر الوعي بالإمكانيات التي من شأن التقنية المساعدة فيها بشكل إيجابي ورشيد، وكيفية استعمال الإنترنت وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتوفرة لبناء المجتمعات والاقتصاد وليس العكس.
وبدء الحفل بعرض رسالة سعادة الدكتور حمدان توريه الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات والتي أكد فيها على أن شرود السائق وسلوكه المخالف لأنظمة القيادة والمرور الذي يشمل "المراسلة الإلكترونية" واستعمال أنظمة الملاحة أو الاتصالات في السيارة أثناء القيادة، هو من أهم الأسباب في وقوع حالات وفيات وإصابات ناجمة عن حوادث المرور وبالتالي رسالتي واضحة: لا تنشغلوا بوسائل التكنولوجيا أثناء القيادة، سواء أكان ذلك من خلال الاتصال باستعمال هاتفكم المحمول أو تشغيل نظام الملاحة. وإن إرسال رسالة نصية أو استعمال تويتر أثناء القيادة خطير للغاية وينبغي تجنبه بأي شكل كان."
هيئةتقنية المعلومات
وبعدها قدم عمر بن سالم الشنفري نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات كلمة الهيئة تطرق خلالها للبنية الأساسية والحكومة الإلكترونية وأشار إلى أن شعار الاحتفال باليوم العالمي لهذا العام يلامس قضية مهمة من قضايا المجتمعات التي تؤرق الجميع حيث قال:"إن التقنية وضعت لكي يستفيد الناس من الخدمات التي تقدمها لهم بصورة إيجابية، ولكن البعض من قائدي المركبات أو مرتادي الطرق بشكل عام؛ يستغلون تلك الخدمات في أوقات غير مناسبة كاستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة ؛ وهذا ما تنجم عنه الحوادث المرورية المؤلمة."
بعد ذلك ألقى سالم بن حسن الشنفري مدير أول وحدة العلاقات الدولية والإعلام وشؤون المستهلك بهيئة تنظيم الاتصالات كلمة الهيئة قال فيها: حق علينا أن نؤكد أن الحوادث المرورية باتت تمثل ظاهرة اجتماعية بالغة الخطورة نظرًا لتداعياتها السلبية التي تنعكس أثارها يوماً إثر آخر على ما تتبناه الدولة من جهود تنموية، الأمر الذي جعل منها قضية محورية تحظى بالاهتمام الرسمي والشعبي على صعيد واحد، وباتت تأخذ على عاتقها تنفيذ برامج توعوية وتثقيفية تهدف للحد من تلك الظاهرة"
واستعرض المقدم عبدالله بن علي الكعبي مدير إدارة تسجيل المركبات بشرطة عمان السلطانية الجهود المبذولة لتحقيق السلامة المرورية حيث تطرق في البداية إلى الحقائق والأرقام مشيراً إلى أن أعداد الوفيات في حوادث الطرق في عام 2012 بلغت 1139 مقارنة بـ 1056 في عام 2011 بزيادة قدرها 8% كما أشار إلى أعداد الإصابات في عام 2012 بلغت 11618 مقارنة بـ 11431 في عام 2011 وبزيادة قدرها 2% مشيراً إلى الجهود التي بذلت لتحسين الطرق كإنشاء الطرق الإسفلتية والجسور العلوية للمركبات وجسور عبور المشاة والدورات والتقاطعات وتوفير أجهزة ضبط السرعة في مختلف المناطق.
وبعد ذلك قدم الدكتور وسيم محمد فاتح عطية الرئيس التنفيذي للشركة العالمية لأنظمة إدارة المركبات عرضاً لفكرة صندوق أسود يتم تثبيته داخل المركبات ويكون موصولاً بالأقمار الصناعية ومهمته تنبيه السائق صوتياً في حال حدوث أية تجاوزات أو مخالفات كما أنه يمكنه القيام بإرسال رسائل نصية لأي جهة معنية بتفاصيل بالمخالفات المرورية.
كما قدمت شيماء بنت مرتضى اللواتي الرئيس التنفيذي للجمعية العمانية للسلامة على الطرق عرضاً عن الجهود التي تبذلها الجمعية للمساهمة في خفض عدد الإصابات والوفيات والإعاقات الناتجة عن الحوادث المرورية إلى جانب المساعدة في تقليل الآثار السلبية المترتبة وتوفير الرعاية بعد حصول الحادث وذلك من خلال التدريب وبناء القدرات في مجال السلامة المرورية
وتنفيذ مشاريع مستدامة ودراسات واستبيانات بشأن السلامة على الطرق بالتعاون مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص والعام والجمعيات الأهلية.
كما قدم خلال الاحتفال عرض مسرحي عن أخطار حوادث الطرق وآثارها الصحية والنفسية والاجتماعية والتوعية ببعض السلوكيات الخاطئة التي قد تؤدي إلى هذه الحوادث.
هذا وتواصلت عروض التوعية برسالة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات من خلال العرض المفتوح الذي بدأ مساء أمس في مركز العاصمة التجاري وتضمن برامج ترفيهية ومسابقات وعروض توعية لزوار المعرض بالاستخدام السليم لأجهزة الهواتف وغيرها من التقنيات والالتزام بقواعد السلامة المرورية حيث تتواصل هذه العروض هذا اليوم أيضاً لتعزيز الوعي المجتمعي بالسلامة المرورية.