عمان ( الأردن ) – العمانية
افتتح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنتجع البحر الميت بالأردن بعنوان (تهيئة الظروف للنمو والثبات الاقتصادي) .
وبتكليف من حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه- ترأس معالي الدكتور سالم بن ناصر الإسماعيلي رئيس الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات وفد السلطنة في المنتدى الاقتصادي .
ويشارك في أعمال المنتدى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام نحو ألف شخصية عالمية يمثلون أكثر من 50 دولة إضافة لأكثر من 40 شركة عالمية في مجالات الاستثمار والبنوك والطاقة والتكنولوجيا والبنية الأساسية والاستشارات وبعض الجامعات العالمية .وقال الملك عبد الله الثاني في كلمته التي افتتح بها المنتدى إنّ الأزمة الاقتصادية الأكثر إلحاحًا في منطقة الشرق الأوسط هي الباحثين عن عمل بين الشباب حيث تتطلب اتخاذ إجراءات عملية ومضاعفة جهود الإغاثة الفورية لتلبية الاحتياجات العاجلة ووضع إستراتيجيات شاملة تحقق معدلات نمو مرتفعة لتوفير الملايين من فرص العمل بالسرعة الممكنة.. مضيفاً أنّ الديمقراطية والسلام عمليات مستمرة لا تتوقف ..
مبيناً أنّ تحقيق " المستقبل الآمن والمستقر لنا جميعاً يتطلب منّا أن نسخر جميع إمكاناتنا وأن ننسق فيما بيننا كي نصنعه".
وقال العاهل الأردني " إننا نمضي تاركين وراءنا حقبة تاريخية من التحدي الاقتصادي اتسمت بتباطؤ الاقتصاد العالمي، والاضطرابات الإقليمية، والتعافي البطيء في الاقتصاديات العالمية الكبرى ولا تقتصر المهمة أمامنا على تحقيق التعافي فحسب بل علينا تحفيز النمو من جديد .
وأكد الملك عبد الله الثاني على ضرورة تحقيق المزيد من التنسيق
والتعاون بين دول المنطقة في المجالات الاقتصادية والتجارية, ..وأشار إلى أن "التعاون بين دول المنطقة ضروري من أجل الأمن والسلام, فقد تقدمت الاقتصاديات الإقليمية في الفترة الأخيرة وحققت نموًا على الرغم من الأزمات المحيطة بها, ولكن لن نستطيع تسخير كامل موارد بلادنا لتحقيق حياة أفضل لشعوبنا، ما لم يتوصل إلى حلول للأزمات الإقليمية فلا بد من حل سياسي عاجل في سوريا لوقف الانقسام الخطير في هذا البلد ولحل أزمة اللاجئين".. مضيفاً "علينا العمل معًا لمعالجة الأزمة الأساسية في منطقتنا وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي", مؤكدًا أن مبادرة السلام العربية تحدد الطريق للمضي قدمًا
ويناقش المنتدى الأوضاع الاقتصادية والتنموية في العالم العربي في ضوء المستجدات والمتغيرات السياسية في المنطقة مع التركيز على تنشيط النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.. كما يبحث خلال جلساته عددا من المحاور ومنها كيفية استجابة الحكومات الجديدة في شمال أفريقيا مع توقعات الشعوب بالتزامن مع التغيرات الحاصلة في دول هذه المنطقة، وآليات مواجهة محدودية الموارد الاقتصادية مقارنة بالنمو السكاني المتزايد، والآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على الوضع السوري المتأزم، والإجراءات اللازم إتباعها من أجل الارتقاء والنهوض بالشباب في الوطن العربي.
ويهدف المؤتمر الذي يأتي تحت شعار "تهيئة الظروف للنمو والثبات الاقتصادي" إلى التعرّف على سبل تعزيز اقتصادات المنطقة وتوطيد العلاقات التجارية فيما بينها بما يحقّق النمو والاستقرار الثابت، ويسهم في فهم متطلّبات التنمية المستدامة لدى الدول المشاركة.وستركز أعمال المنتدى على بحث أهم القضايا الاقتصادية والتنموية الملحّة كالحوكمة الاقتصادية والعلاقة المتبادلة بين الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، وآليات توفير عدد أكبر من فرص العمل للكوادر البشرية وتمكين الشباب كمحور فاعل لتقدّم الأمم، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال عبر المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة، وزيادة الاستثمار في البنى الأساسية.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال الاجتماع الإقليمي للمنتدى الاقتصادي العالمي سيرأسها عددٌ من الشخصيات الاقتصادية والإعلامية يأتي في مقدمتها جين يونغ كاي نائب الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية في العاصمة واشنطن، وإبراهيم دبدوب الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني، وسامر خوري المدير التنفيذي العام لشركة اتحاد المقاولين العالمية (سي سي سي) في قبرص، والمهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية، ومارتين سين الرئيس التنفيذي لمجموعة زيورخ للتأمين في سويسرا. يذكر أن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي تأسس عام 1971 هو منظمة دولية مستقلة وغير ربحية، يشارك فيها قادة الأعمال والفكر والسياسة والاقتصاد بهدف تحسين الأوضاع في العالم.