مسقط – تونس المحروقية
احتفلت السلطنة ممثلة في هيئة تقنية المعلومات بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية صباح أمس باليوم العالمي للتوعية بسهولة النفاذ وذلك بفندق سيتي سيزنز بحضور الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات وعدد من المختصين من المؤسستين وجمع من المهتمين، حيث يأتي الاحتفال بهذا اليوم بهدف منح ذوي الإعاقة وكبار السن سبلاً شتى للمشاركة الفاعلة في المجتمع والاندماج مع بقية أفراده والتمتع بكافة التسهيلات الرامية إلى تحقيق أسلوب حياة ملائم.
وبدأ الحفل بكلمة قدمها خالد بن سليمان السيابي استشاري الحكومة الإلكترونية بهيئة تقنية المعلومات قال فيها : لقد بدأت الهيئة مشروع التحول الرقمي، الذي يهدف لتسهيل الخدمات للمواطنين والمقيمين، ومما لا شك فيه أن الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن ومن يواجهون صعوبات معينة، هم جزء لا يتجزء من منظومة هذا الوطن، وعليه فإنّه من الواجب علينا ضمان وصول كافة المواطنين لتلك الخدمات بسهولة ويسر، من هنا كانت النفاذية الرقمية أحد أهداف مشروع التحول الأساسية، وذلك لما لهذا الأمر من صلة مباشرة بالمجتمع الذي يجب أن يحظى بفرص متساوية بين أفراده.
وأضاف السيابي: أن مشروع التحول الرقمي، وكذلك النفاذية الرقمية لا يكتملان إلا بتعاون كافة المؤسسات الحكومية وتكاتف الجميع من أجل تحقيق الهدف المنشود، وهو توفير خدمات إلكترونية يمكن لكافة المواطنين الاستفادة منها بكل يسر وسهولة، وقد وجدنا تجاوباً ممن قبل المؤسسات الحكومية وذلك من خلال إضافتهم لسياسة النفاذ الرقمي ضمن خطة التحول للحكومة الإلكترونية، وهذا إن دل فإنّه يدل بوضوح على حرص المؤسسات على تطبيق النفاذية في كل الخدمات التي يقدمونها أو يعتزمون تقديمها في المستقبل.
بعد ذلك قدم د. زوهير بن الحبيب بن عياد بن يحيى خبير شؤون الإعاقة بوزارة التنمية الاجتماعية ومحاضر بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل عن الإعاقة في سلطنة عمان الواقع والطموحات قال فيها : إنّه قد وصل مجموع ذوي الإعاقة، في سلطنة عمان وفقاً للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت الذي أجرى عام 2010م (62506) معاقين أي ما يشكل نسبة 3.2% من إجمالي سكان السلطنة.
وقد شكل الذكور 54% من إجمالي المعاقين مقارنة بإعاقات الإناث التي نسبتها 46% من إجمالي المعاقين بالسلطنة. وبذلك فإنّ ما نسبته 3.41% من إجمالي المواطنين الذكور و 3% من إجمالي المواطنات الإناث يعتبرون من ذوي إعاقات مختلفة.
وعلل ذلك بسبب تحفظ بعض الأسر عن الإفصاح بوجود إعاقة لدى الإناث، وتعرض الذكور لإصابات العمل والحوادث بشكل أكبر من الإناث، حيث بلغ عدد المعاقين الذين تسببت لهم حوادث السير وإصابات العمل بإعاقة(4091 شخصاً) .
وأضاف د. زوهير أن جهود وزارة التنمية الاجتماعية خاصة بعد صدور الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة تنصب على تحويل مراكز الوفاء الاجتماعي التطوعي إلى مراكز حكومية لإعادة هيكلة هذه المراكز طبقاً للمواصفات الدولية في القطاع ، زيادة عدد مراكز الوفاء حسب الحاجة الفعلية بالمناطق، والشروع في إنشاء ثلاثة مراكز للرعاية والتأهيل المهني ذات طاقة استيعاب كبيرة (200)منتسب بكل من صلالة، صور ونزوى.
وقدمت نور بنت علي الهنائية مطورة تطبيقات بهيئة تقنية المعلومات ورقة عمل عن ســيـــــــاســـــــة النفـــــــــــاذ الرقمـــــــــــي عرفت فيها بمفهوم النفاذ الرقمي حيث قالت: هو عبارة عن قابلية استخدام منتجات أو معلومات أو خدمات ما قائمة على تقنية المعلومات والاتصال من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السنّ بنفس درجة وفعالية استخدامها من قبل الأشخاص غير المعاقين.
وأضافت: اعتمدت هيئة تقنية المعلومات بالتعاون والعمل مع عشر قطاعات حكومية سياسة النفاذ الرقمي في سبتمر 2012 أهمها: العمل والعمال والصحة والتعليم والمواصلات والاتصالات والحكومة الإلكترونية والإعلام والبنوك والشؤون الداخلية والشؤون الاجتماعية.
وتطرقت نور الهنائي إلى دور الهيئة في هذه السياسة والذي يتمثل في نشر التوعية بمبادرة النفاذ الرقمي لمقدمي الخدمة ومستخدميها، والعمل مع المؤسسات الحكومية لرسم خطة تنفيذية لتطبيق سياسة النفاذ الرقمي في قطاع الحكومة الإلكترونية وإدارة تنفيذ الخطة، وربط مقدمي الخدمة بالمنظمات العالمية لنقل التجارب الدولية والعمل على إيجاد حلول وفقًا لأفضل الممارسات.
كما أوضحت أن دور المؤسسات الحكومية هو أخذ زمام المبادرة للعمل على توفير خدمات حكومية سهلة النفاذ والمبادرة بتوظيف ذوي الإعاقة حتى يتسنى الوقوف على حاجاتهم عن قرب والعمل على ترقية منافذ الوصول للمعلومات والخدمات الحكومية الإلكترونية لتصبح سهلة النفاذ لذوي الإعاقة و كبار السن وذلك من خلال المواقع أو البوابات الإلكترونية أو (أجهزة الخدمة الذاتية، الجهاز المحمول ومراكز الاتصال) ، بالإضافة إلى العمل على تدريب موظفي المؤسسة الحكومية على إعداد وثائق إلكترونية (بريد إلكتروني، وثائق مايكروسفت وغيرها) وفقًا لمعايير النفاذ الرقمي والعمل على التواصل مع ذوي الإعاقة للاستماع للتحديات التي تواجههم للوصول للخدمات الإلكترونية.
بعد ذلك قدم عدد من الأفراد من ذوي الإعاقة عرضاً عن تجربة نجاحهم ووصولهم إلى المستوى الذي وصلوا إليه ومنهم علي العمري وشيخة الجساسية موظفان بهيئة تقنية المعلومات وصفية البهلانية فنانة تشكيلية، وفي نهاية الاحتفال تم تكريم المشاركين في إعداد سياسة النفاذ الرقمي وحلقات التواصل في المؤسسات الحكومية.