لندن - رويترز
تراجعت أسعار النفط صوب 102 دولار للبرميل أمس الخميس وتوشك أن تسجل تراجعا للشهر الثالث على التوالي في ظل توقعات ضعيفة للطلب العالمي وإمدادات وفيرة في الولايات المتحدة. وطغت هذه العوامل على التأثير الإيجابي لتراجع الدولار بفعل توقعات بأن يواصل الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) العمل ببرنامج التحفيز النقدي. ومع انخفاض الدولار تصبح السلع الأولية أرخص ثمنًا على أصحاب العملات الأخرى. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا إلى 102.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 0852 بتوقيت جرينتش بعد هبوطها 1.80 دولار يوم الأربعاء وتتجه لتسجيل خسارة شهرية تبلغ نحو سبعة بالمئة. وتراجع الخام الأمريكي 48 سنتًا إلى 92.65 دولار بعد أن أغلق يوم الأربعاء منخفضا 1.88 دولار بعد بيانات أظهرت زيادة مفاجئة في مخزونات الخام والبنزين الأمريكية. وأظهر تقرير معهد البترول الأمريكي يوم الأربعاء زيادة قدرها 4.4 مليون برميل في مخزونات الخام الأمريكية في الأسبوع المنتهي في 24 مايو .
على صعيد متصل لم يبد أمس الخميس أنّ الدول الأعضاء في أوبك لديها أي رغبة للدخول في جدال بشأن مستويات الإنتاج، وإنما انصرف اهتمامها إلى دراسة أثر الامدادات المتزايدة من النفط الصخري الأمريكي والصراع الوشيك على اقتناص حصص في أسواق آسيا. وليس لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول إمكانية تذكر لضخ المزيد من النفط بسبب الازدهار الأمريكي الذي أثار منافسة على حصص السوق في آسيا وأشعل منافسة بين السعودية والعراق أكبر منتجين للنفط داخل المنظمة. ومن المتوقع خلال اجتماع في فيينا اليوم الجمعة أن تبقي المنظمة على المستوى المستهدف للإنتاج البالغ 30 مليون برميل يوميًا في الأشهر الستة الأخيرة من عام 2013 .وقال مندوب من إحدى الدول الخليجية العضو في أوبك لرويترز "سيكون اجتماعًا مباشرًا يقود إلى تمديد (العمل بسقف الإنتاج الراهن)." وأضاف "النفط الصخري لا يشكل تهديدًا فوريا أو مبعث قلق للسعودية." ويشعر وزراء نفط أوبك كذلك بالارتياح لسعر النفط فوق مئة دولار للبرميل وهو ما يقل كثيرًا عن مستوى 125 دولارًا الذي دق نواقيس الخطر في كبرى الدول المستهلكة العام الماضي. غير أنّ وصول سعر النفط إلى المئة دولار وما فوقها شجع على إنتاج كميّات ضخمة من النفط الصخري الأمريكي في نورث داكوتا وتكساس لينافس خامات أوبك الشبيهة مثل الخامات الخفيفة المنتجة في نيجيريا والجزائر وليس الخامات الأثقل مثل الخام السعودي. ويرى منتجو الخليج إنّ أوبك ستظل قادرة على ضخ 30 مليون برميل يوميًا على الأقل بشرط أن ينمو النفط الصخري الأمريكي بمعدل معتدل.