- البوسعيدي: تأثيرات سلبية للقرار على سرعة إنجاز المشاريع
- المنجي: القرار يعزز العلاقة بين صاحب العمل والعمال.. والتجاوزات كثيرة
- عيد: ضرورة ترك مسؤولية وقف العمل لصاحب الأعمال اعتمادًا على الطقس
- الإجهاد الحراري يؤثر على صحة وسلامة العمال ويقلل من جودة العمل
الرؤية - سمية النبهانية
تباينت آراء العقاريين في ما يتعلق بقرار وزارة القوى العاملة بحظر تشغيل العمال في المواقع الإنشائية أو الأماكن المكشوفة ذات الحرارة المرتفعة في أوقات الظهيرة طوال أشهر الصيف، والذي دخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من أمس السبت.
وفيما رأى عدد من العقاريين ومهندسي المشاريع أنّ القرار من شأنه تعزيز السلامة المهنيّة في مواقع العمل وتقليل الحوادث الناجمة عن الإجهاد الحراري، مشددين على ضرورة تشديد الرقابة وتعزيز ثقافة الصحة والسلامة المهنيّة، مشيرين إلى أنّ العديد من أصحاب الأعمال البعيدين عن الشوارع العامة، يتهرّبون من تطبيق هذا القرار.
ورأى آخرون أنّه كان من الأوجب ترك المسؤولية لأصحاب الأعمال أنفسهم، ليقوموا بتقدير الظروف التي على ضوئها يتم وقف العمل أم لا اعتمادًا على الطقس، وأشاروا إلى أنّ القرار يمكن أن يؤدي إلى تأخر بعض المشاريع مما يستوجب القيام ببعض المعالجات الثانوية، مطالبين بمنح استثناءات لبعض المشاريع التي يجب إنهاؤها بسرعة، للسماح للقائمين عليها بتشغيل العمال وقت الظهيرة شريطة الالتزام بعدد من القوانين التي تضمن سلامتهم.
وكانت وزارة القوى العاملة قد أعلنت عن بدء تطبيق حظر تشغيل العمال في المواقع الإنشائية أو الأماكن المكشوفة ذات الحرارة المرتفعة في أوقات الظهيرة من الساعة الثانية عشرة والنصف وحتى الساعة الثالثة والنصف اعتبارًا من مطلع شهر يونيو الجاري، وذلك طوال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس من كل عام وفق المادة (16) من اللائحة التنظيمية لتدابير السلامة والصحة المهنيّة في المنشآت الخاضعة لقانون العمل العماني الصادرة بالقرار الوزاري رقم 286/2008.
تأثير على سرعة الإنجاز
وقال مهندس المشاريع محمد بن عبد الحميد بن يعرب البوسعيدي أنّ توقف العمل لمدة ثلاث ساعات وقت الظهيرة من شأنه أن يؤثر على مسار العمل وموعد الانتهاء من المشروع، مشيرًا إلى أنّه يجب التفكير في هذه المسألة من ناحية إنسانية، لافتًا إلى خطورة الإجهاد الحراري- الناتج عن العمل تحت أشعة الشمس- خطير على سلامة الإنسان وصحته، كما يتسبب بفقدان حياة مئات من البشر سنويًا في مختلف بلدان العالم.
وأضاف أنّ الحوادث في المنشآت مختلفة، فبعضها تكون بسيطة والأخرى تكون بليغة، حيث يعتمد الحادث على الموقع الذي يمارس فيه العامل عمله؛ فقد يكون سقوطاً من أعلى وربما تكون جروحاً وخدوشاً بسيطة.
وأشار إلى أنّه كمهندس مشاريع فإنّه تهمه راحة العامل، وذلك لأنّ العامل هو من يؤدي العمل الفني والحقيقي في الموقع، كما أنّ إجبار العمال على العمل تحت أشعة الشمس سيؤثر على مستوى العمل وجودته كما أنّه يساهم في تقليل نسبة الحوادث الناجمة عن أشعة الشمس –الإجهاد الحراري- في فترة الصيف، مشيراً إلى دور المقاولين ومديري المشاريع في إيجاد الحلول المناسبة لتقليل درجة الحرارة والرطوبة في مواقع العمل المختلفة، بالإضافة إلى تنظيم ساعات العمل اليومية وتوفير معدات وأدوات السلامة المطلوبة بصورة سليمة وفعّالة من الناحيّة العمليّة، والذي يساعد العمال على البقاء لفترة أطول في الموقع وأداء العمل بالجودة المطلوبة، وذلك عن طريق وضع برامج توعوية للعمال بشأن مخاطر الإجهاد الحراري وكيفية مكافحته والإجراءات الوقائية ضده، وتدريب العمال على الإسعافات الأولية للحد من تفاقم إصابات وضربات الشمس الناتجة عن الإجهاد الحراري.
ورأى البوسعيدي أنّ أصحاب العمل مسؤولين مسؤولية كاملة، ومباشرة عن سلامة العاملين في مؤسساتهم، من خلال توفيرهم لبيئة عمل صحيّة، وآمنة، خلال ساعات العمل داخل المؤسسة أو خارجها. كما أنّه يجب على الجهات المعنيّة مراقبة تطبيق هذا القانون، وذلك لأنّ هناك الكثير من المقاولين الذين لا يستجيبون لهذا القرار، موضحًا أنّ الكثير من الشركات الصغيرة غالبًا ما تتهرب من تطبيق هذا القانون، وذلك لعدم تواجد فرق وكوادر الأمن والسلامة فيها، وبالتالي يأتي دور الرقابة على تلك الشركات.
وتابع أنّه يمكن تعويض توقف الأعمال في هذه الفترة بطرق ثانوية، مثل بدأ الأعمال الساعة السادسة صباحًا بدل الثامنة، كما أنّه يمكن تزويد المواقع بأماكن الراحة المناسبة، بالإضافة إلى تنظيم حملات تثقيفية تتضمن توزيع المطبوعات متعددة اللغات، وتتناول إرشادات التعامل مع أضرار العمل تحت أشعة الشمس والإجهاد الحراري، ومخاطر السقوط من أعلى المباني، وسبل الوقاية منها.
استثناءات من الحظر
فيما قال أحد العقاريين - فضل عدم ذكر اسمه – إنّ قرار حظر تشغيل العمال في المواقع الإنشائية أو الأماكن المكشوفة ذات الحرارة المرتفعة في أوقات الظهيرة من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا وحتى الساعة الثالثة والنصف عصرًا، خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، من شأنه توفير أعلى مستويات السلامة للعمال، كما أنّه يجسد أحد أهم أشكال التدابير الاحترازية والوقائيّة التي تتخذها وزارة القوى العاملة بهدف توفير بيئة العمل المناسبة للعمال، وخاصة الوافدين الذين اضطرتهم الظروف القاسية إلى الاغتراب عن بلدانهم والعمل في هذا المجال، موضحًا أنّ لهذا القرار انعكاسات إيجابيّة على زيادة إنتاجيّة العمال، نظرًا لحصول العمال على الراحة المطلوبة.
وأشار إلى أنّه نظرًا للمشاريع الحيوية العديدة القائمة في السلطنة، والأخرى التي يستوجب إنهاؤها بسرعة مثل توسعة الشوارع وغيره والتي تؤثر على حركة المرور، وكذلك أعمال فرش الطبقة الأسفلتيّة وصب الخرسانات على المشاريع، والتي يستوجب وضعها تحت أشعة الشمس لكي تجف بالشكل المطلوب، فإنّه يستوجب منح تصاريح من قبل وزارة القوى العاملة كاستثناءات، وتحت شروط معينة.
وأوضح أنّ هناك بعض الأعمال الانشائية، والتي تتطلب – لأسباب فنية- استمرار العمل دون توقف خلال فترة الحظر، كأعمال فرش الطبقة الأسفلتية، وصب الخرسانات، والتي يستحيل تنفيذها أو تكملتها خلال فترة ما بعد الظهيرة. بالإضافة إلى بعض الأعمال الملحة مثل أعطال خطوط تغذية المياه والمجاري والتيار الكهربائي، والتي تحدث بشكل كبير خلال فترات الصيف. وكذلك المشاريع التي تعيق خطوط السير، وأعمال توسعة أو ترميم الشوارع.
وقال إنّه لضمان الالتزام بتطبيق القانون، ومنح الاستثناءات للأعمال التي تتطلب ذلك، فإنّه يمكن منح هذا التصريح من قبل وزارة القوى العاملة بعد معيانتها للمشروع، وثبات ضرورة إنهائه أو العمل وقت الظهيرة لأسباب فنيّة. ويمنح تصريح الاستثناء تحت شروط معيّنة، مثل توفير مياه الشرب الباردة بما يتناسب وعدد العاملين، وشروط السلامة والصحة العامة ووسائل ومواد الإرواء كالأملاح والليمون وغيرها. وكذلك اشتراط توفير الإسعافات الأوليّة في موقع العمل ووسائل التبريد الصناعية المناسبة والمظلات الواقية من أشعة الشمس. بجانب زيارة الجهات الحكومية للمواقع الإنشائيّة والتأكد من كيفية تطبيق هذا الاستثناء لضمان سلامة وصحة العمال.
ولفت إلى أنّ هناك تهربا من قبل بعض الشركات الصغيرة والمقاولين في تطبيق قرار الحظر، وخاصة في المناطق البعيدة عن العاصمة مسقط، والشوارع الرئيسية. مما يستوجب ضرورة اهتمام وزارة القوى العاملة، والاتحاد العام لعمال سلطنة عمان، بضرورة نشر ثقافة الصحة المهنيّة، عن طريق الاهتمام بجانب التوعية والإرشاد للعمال وتوزيع النشرات المتعددة اللغات التي تتناول إرشادات التعامل مع الإجهاد الحراري ومخاطر السقوط وأمراض الصيف.
قرار غير عملي
ويرى مهندسالمشاريعأحمدبهاءالدينحسن عيدمنشركة تاركت أنّقرار وقف العمل في فترة الظهيرة في الأماكن المفتوحة قرار غير عملي